11‏/06‏/2011

11-استنشق جنونك فأعود من جديد للحياه


قررت اليوم ان اكتب لك من جديد ربما لن ارسلها وامزقها كما اعتدت فى تلك الآونة الاخيرة ,اكتب كثيرا, وامزق كل ما أكتب واعاود الكتابه من جديد ربما لشعورى ان كل ما أكتب يصبح فى النهايه جزء من حكايتنا معا وكأنى اخشى ان يقرئها الجميع فيرى صورتك محفورة فوق الاوراق فاسرع بتمزيقها, فكل اوراقى اجد ملامحك مختفيه بين سطورها فامزقها من جديد
ولكن الان قررت ان اكتب لك ....
عزيزى فلان
حاولت كثيرا ان اعاود الحياه بدونك وان ارسم لى ملامح جديده واخترع تاريخ اخر جديد بميلاد اخر وايام تمضى لا تتواجد انت فيها  ,تركت معك ملامحى الاصليه وذكرياتى وتاريخى وسنوات عمرى الماضيه ورحلت,
تركت كل مفاتيح ابوابى معك ورحلت, حتى اننى لم اعد املك المقدرة على فتح اى ابوابى اذا ما طرق عليها احدهم
فرحل الجميع وانتظرت انا وحدى .... اعبث فى اوراقى ,واشيائى الجديده التى لا انتمى لها ولا ارتبط معها , انها مجرد اشياء.... حاولت ملئ الفراغ الجديد بها
وانت ابعد ما يكون عنى اقرب من يكون الّى تركت معك كل انا وقررت الا ابحث عنها
فقد كنت يوما اتنفس من خلالك, استنشق الهواء من خلال مسامك انت ,او هكذا كنت اعتقد باننى استمد منك حياتى... وانفاسى... وقطرات دمى التى تجرى فى عروقى اعتقدت يوما بانك سر حياتى وبانك اهم اسبابى لاستيقظ كل صباح واستنشق من جديد الهواء واتنفس
ولكن كانت مجرد احلام وغالبا تنتهى عندما نستيقظ ,رحلت عنك لأنك خذلتنى يوم تركت معك انا فأضعتها فى الطريق وعدت بدونها,افلت يديها من كفك وتركتها لتضل الطريق فى بلاد جديده لا تعرف معالمها ولم تحاول البحث عنها واعادتها لوطنها من جديد
والان اتسمح لى باستعاده انا منك وتحريرها من ادراج مكتبك وا طلاقها حرة فى فضاء العالم المتسع حتى وان كنت لم اعد اشبهنى لم اعد كما كنت ولكنها انا ويجب ان استعيدها من جديد اضعتها فى مدينه ما اجهلها وحدك تعلم تلك المدينه التى اضعتنى فيها فاخبرنى اين اجدنى فى كل تلك المدن التى رحلنا اليها معا اين تركتنى ارحل عنك وترحل عنى واعود بلا انا
لماذا ارى فى عينيك الكثير من علامات التعجب الانى عدت بعد كل تلك السنوات والرحيل لأبحث عنى
نعم عدت …..فقد كنت اعتقد باننى سأستطيع ان اكون بلا انت ,باننى سأخلق لى من جديد حياه اخرى لا تحمل بصماتك, جسد جديد لا يحمل لمسه من اناملك ولكنى فشلت ,فعدت لاسترجعنني منك, لأصل جسدى بجذوره التى تمتد فى ارضك ,لأستعيد شهادة ميلادى واسمى وتاريخى منك, اشتاق لان اختبئ من جديد بين احضانك وتخبئنى فأتنفس من جديد, اشتقت لى تلك التى تركتها بين ضفتى حياتك ,وهاقد عدت لأستعيدها من جديد ,كنت سعيده عدما رحلت اعتقدت بانه من الممكن ان اولد بدونك واتنفس بدونك واعيش من جديد بلا انت ولكنى…… فشلت
ربما اكون امضيت الكثير من الوقت وحدى اعيش ولا احيا, فنحن نسير…. نحمل كثير من الاشياء التى لم تكتمل, انها الحياه التى نحياها دائما
نصف طريق لا يكتمل ..
نصف حكاية لا تنتهى….
نصف ذكريات
بعضها واضح الملامح والبعض مجرد اطياف, تأتى وتختفى دون تحديد ملامح واضحه لها
نصف صديق…….لا يكمل ابدا المشوار
نُشيد نصف الحلم معا ,ويُشيد العجز النصف الآخر,
كلماتك هي بيتي القديم الذى لم يتغير مع الايام تشعرني انى ما زلت طفله تركب ارجوحتها وتسافر وتعود لتجلس لك وتحكى تضحك او تبكى
العابي القديمة اجدها بين كلماتك مبعثرة وملقاه ما بين اركان بيتنا وفى حروفك اجد قطع الحلوى لأعود من جديد طفله
ارتجف….. فتضمنى اليك, اتجرد من كل تعقيدات الحياه اتركها من خلفى واحياها من جديد ببساطه وسلاسه ,دائما ما كان هناك سؤال عن تلك البدايه
وكيف كانت
ولماذا التقينا هنا
وهل حقا التقينا
ام اننا ما فترقنا ابدا
ام اننا لم نلتقى ابدا
تتشابك كل الخيوط ما بين ماضى وحاضر, ذكريات تتتابع فى لقطات متتاليه ,تمر سريعا امامى ارانى هناك فى مكان ما ,بين حدود عالمك الهو ولكنى بعيدة عنك ربما لا ترانى ولكن انا حقيقه
نندهش عندم نستعيد ذكرياتنا معا…. ربما
ولكننا نستمتع بكل تلك التفاصيل التى جمعتنا دون ان تجمعنا ,ووحدتنا دون ان نلتقى, ورسمت الكثير من الخطوط المتوازيه بيننا ,والعديد من الدوائر التى تتقاطع فيما بينها دون ان نعلم
انها الحياه بكل تموجاتها …..ومدها وجزرها …..بكل ثورة امواجها ,كان يجب ان تترك تلك الحياه كل تلك الخطوط على دربنا, وتحفر ملامحها على وجوهنا وتترك علامتها مناصفه بينا حتى اذا ما لتقينا يوما تكتمل العلامات معا
ربما اكون قد اجدت دوري ببراعة فى مسرح جزء منه يشمله السكون والفراغ ,يقف الممثلين الى جوار بعضهم فى انتظار توزيع الادوار
ينظرون لتلك المقاعد الشاغرة بشغف ,تراها ستمتلئ وتضج القاعه بأصوات الجماهير ويدوى التصفيق لنا بعد قليل ام انها ستظل شاغرة ويتردد صدى اصواتنا فى القاعه
وانا اجلس هاهنا, ما بين المسرح وتلك الكراسى على حافه المكانين, ما بينهما شيء ما يمنعنى من الاندماج مع الممثلين او الانصهار مع الجمهور وحدى انا فى منطقه وسط ما بينهما اذوب فى ذاتى ,أتساءل عن تلك الحروف التى جاءت متراقصه بضوضائها لتفسد هدوئى وتنتزعنى من حاله السكون وتلقينى فى صخب لا احبه
الكثير من المساحات البيضاء اصبحت تسيطر على تفكيرى, فارغه…. خاويه بلا سطور, او حروف او كلمات مجرد مساحات اخرى فارغه بلا معنى و كنت احاول ان اكون سعيده بدور قررت ان اقوم بتمثيله واجدت الاداء ونلت استحسان المتفرجين وتصفيقهم ولكنى لم استطع ان اقنعنى بى فمازلت اشتاق لانا التى عندك
ھل ما زلت تحتفظ بي؟ بملامحى ….وروحى …..واحلامى …..وطموحاتى
اعود لك وانا على يقين الان بانك انت وحدك من يحمل ذاكرتى, وحدك من سيجعل الحاضر مختلف ……مجنون لا نستطيع ان نتوقعه ,فهو خارج كل التوقعات فانت الوحيد الذى اكون معه كما انا فانت, تتسلل الى كل مسامى ونندمج معا, تشبهنى, تنعكس كل ملامحك على ملامح وجهى, تنسج معى احلامك ,ودونك لست انا ,لا مكان لى ’ولا زمان ’لا اعرفنى ’فانا التى اعرفها لا اجدها الا معك
عزيزى فلان………
اتمنى ان اكون قد عدت قبل فوات الاوان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق