25‏/06‏/2011

26- إنها تشبهني




في البداية كان هناك شيء ما يدعوني لتلبية الدعوة والجلوس معها ربما الفضول لمعرفة ماذا تريد فدائما ما كنت أراها ونحن معا ترسل لي تلك النظرات التي تدعوني للإنصات لها
دائما ما كنت اشعر بأنها تريد أن تخبرني شيء ما
بأنها تنتظر أن امنحها تلك الإشارة التي ستنطلق من بعدها
كثيرا ما كنا نتواجد بمفردنا بالمكان ولكنى ما كنت امنحها الفرصة فكانت تنظر لي في عتاب وتصمت ولكنى الآن اتخذت القرار بان اتركها تتحدث ففضولي يدفعني لمعرفة ما الذى تخفيه تلك النظرات عنى
كان صوتها يتردد من حولي في خفوت وكأنه يأتى من أعماق بعيده
بداخلي رغبه للهروب رغم فضولي
ورغبتي في معرفة ذاك السر ولكنى أخشاه اخشي تلك اللحظة التي سنجلس معا ونتصارح بأشياء اجهلها ربما هو الخوف من المجهول ما يجعلني متوتر
ونظرت لها طويلا في انتظار أن تتحدث لكنها ظلت صامته فنظرت لها أن تحدثنى
اقتربت منى كادت تلتصق بى بحثا عن أمان فأمسكت يدها أطمئنها أنى هاهنا معها
همست لى اعلم جيدا بان علاقتنا شائكة ربما لم تكن أبدا في وضع مستقر بل دائما ما كنا على خلاف وأحيانا كثيرة اختلاف
كل منا كان في طرف من يفرح الأخر يتوجس خوفا من حاله الفرح تلك
قلق وحيرة واستقرار وتوتر
لم نستقر أبدا على حاله واحده وكأننا لا نستطيع أبدا أن نسير متشابكى الأيدى ونتشارك في حاله واحده
نظرت لها باندهاش لديها مقدرة على تحليل النفس البشرية لم أكن أتخيلها
وتركتها تكمل حديثها بعد أن لمحت ابتسامه رضي على شفتيها لان ما اخبرتنى به صحيح
أكملت حديثها بأنها كانت تراني عندما اهرب منها للأوراق واترك العنان لقلمي ليسطر كثيرا ما اود البوح به ولكنى أخشى أن تراه في عيوني فاسكبه على الأوراق وأواريه عنها ولكنها كانت تعلم بان هناك شيء ما أخفيه دائما عنها
قالت لي لم أكن فضوليه يوما فلم أحاول أن افرض وجودي عليك لم أحاول أن امنح نفسي مساحه اكبر من تلك التي تريد أن تمنحها لي رغم انك كنت دائما تتركني على إطراف حدودك أشاهد كل ما يحدث ولا يحق لي الاقتراب من اى شيء
ارتجف صوتها وكأنها لا تري الاستمرار ولكنى ما استطعت أن امنحها فرصه الهروب من الحديث فق سيطر على كل كياني الفضول فنظرت لها نظرة ترجوها الاستمرار وفهمت رسالتي لها فاستمرت في الحديث بعد أن التفتت بعينيها بعيدا عنى هربا منى
دائما ما كنت اشعر بالحصار بعم الرغبة بوجودي بمحاوله حصري في مكان محدود
ربما احترت في البداية لماذا دائما تلك المحاولات لأقصائى عن حياتك لماذا تلك المحاولات التي تتركني بعد كل حوار بيننا وحيده بعيده عن دنياك رغم أنى أقربهم لك وكنت أجد لك الأعذار ربما لأننا لم نحاول الاقتراب يوما
لم نحاول أن نمنح نفسنا تلك الفرصة ليخبر كل منا الأخر ما يدور بداخله فكنا نلتزم الصمت والهروب من اى لحظه أو مكان قد يجمعنا معا
فأصبحت اعى جيدا بأنه غير مسموح لي تجاوز هذا الخط الوهمي الذي رسمته لي فالتزمت به ولم أحاول دخول اى من غرفك الخاصة التي لم تدعوني يوما لها رغم انك لم تمنعني من دخولها كانت تلك الحيادية هي ما تحيرنى أين أقف انا في دنياك ادخل أم اخرج
أغامر بالدخول حتى وان كنت اعلم النتائج مقدما أم التزم مكاني
فتركت كل الاحتمالات للوقت فهو كان كفيل بتحديد المناسب لكلينا
ومابين ذاك الدخول وهذا الخروج الذي أمارسه ظلت حيرتي تزداد معك وبك
فكنت أحاول دائما إرجاء تلك المواجه الحتمية بيننا لعلني استطيع إن افهم أكثر واجد ما ابحث عنه بداخلك
فمازلت ابحث عن إجابات لأسالتي
دائما ما كنت اشعر بالرغبة للعودة لطفولتي كلما نظرت لعيناك ألان الطفولة هي لحظه البداية التي ننطلق من خلالها وتكون هي أولى خطوات تكويننا وأولى خطوط لوحتنا
أطفال نحن نرسم أول خط
ننطق أول كلمه
ننزف أول دمعا
تخفق قلوبنا أولى خفقاتها أنها لحظات البراءة الأولى التي ننطلق منها لذاك العالم الفسيح دون طفولتنا التي نواريها تلك الحجرة البعيدة خوفا منا عليها أو شفقه عليها من هذا العالم الذي لا يرحم براءه طفولة
وصمتت لتلتقط أنفاسها ووجدتني أنا من يلهث وكانا كنت اركض خلفها في لحظات عمرنا الماضي فأخذت أنا الأخر نفس عميق وحاولت أن أتحدث إلا اننى وجدت الصمت يسبقني ووجدتها تعاود الحديث وكأنها تخشى أن توقفت ما تستطيع أن تعاود الحديث أو أنها تكون الفرصة الاخيره لان تتحدث معي
قالت:
أرى اندهاشك من حديثي الغريب ربما ما زلت لا تعلم ماذا أريد أو لماذا ألان قررت الغوص في عالمك أمامك
ربما لأنها المرة الأخيرة التي سنجلس فيها معا
نظرت لها باستغراب
فابتسمت وقالت لا تهتم
انه الزمن الذي يجمعنا ويأذن لنا بالرحيل لا نعلم متى يحين موعد لقاءنا ولا نعلم متى تدق ساعات الرحيل ,يحفر على وجوهنا الكثير من العلامات التي لا يراها سوانا أنها تلك الملامح الخاصة التي تعيد صياغة تكويننا ورسمه من جديد
ربما نخرج من أرحام التجربة بميلاد جديد بألم مخاض مختلف فميلادنا الأول تتألم أمهاتنا لإخراجنا من أرحامهن أما المخاض الأخر فنحن من نتألم حتى نخرج من رحم الحياة نحمل ملامحها وفى عروقنا دمائها
أتعلم متى ولدت انه اليوم الذي قررت فيه أن تولد واستحضرت المخاض
ومازلت تحمل كل ملامحك على وجهك
غرابة الحياة تكمن فينا نحن في ملامحنا ووجوهنا نحن من نضع عليها بصماتنا وليس هي من تضعها على وجوهنا
في لحظه ما نقرر أن نتحرر منها ونخرج خارج دائرتها محاولين خلق عالم أخر لنا دائما ما كنت أمد لك يدي لتتمسك بها حتى تجتاز تلك المحن التي مرت بك ولكنك كنت تنظر لي بعدم تصديق بان تلك اليد الهشة الصغيرة قارة على انتشالك من أعماق نفسك والخروج بك سالما
فكنت تنظر لي بإشفاق ولم أكن أحاول أن ألح عليك فكنت أتركك تمارس كل محاولاتك للخروج وكنت تخرج ولكن بعد الكثير من الجهد ليتك منحتني الفرصة مرة واحده لاختصر كل تلك المسافات التي قطعتها وحدك
تجاهلتني كثيرا لا اعلم أكان تجاهل لاقتناعك باني هشة جدا لن احتمل أم تجاهل لرغبتك آنت في تهميشي وإبقائى على حدود كل شيء بينك وبين عالم أخر بعيد لا تريد أن تتجاوزه فتركتني أقف بينك وبينه
أقف هناك محاطة بكل الضباب الذي يتكاثف من حولي في عالمك المجهول
حيث كل شيء هناك مطلق
الحزن مطلق
والفرح مطلق
والألم مطلق
والنشوى مطلقه
عالم تتجاهل وجوده منسوج من ماضيك وذكرياتك والكثير من أيام مضت ألقيتها أنت في عالم أخر بعيد وتركتني أقف وحدي ما بينكما
ربما من الجنون ألان محاولتي تلك الدخول إلى دنياك أو دعوتك لعالمك الأخر ولكن كان يجب أن يتم اللقاء في وقت ما فلماذا لا يكون ألان
هي ليست معركة بيني وبينك والأكيد بأنه لن يكون هناك منتصر وأخر منهزم فكلانا سينتهي بنا اللقاء منتصرين أو منهزمين وسنحتمل النتائج معا فقد كان هذا اختيارنا من البداية معا وان كانت النتائج على غير هوانا
أغمضت عينيها قبل أن تخبرني بأنها ألان تشعر بالراحة فهي تشعر باني اقترب من تلك الحدود التي وضعتها بيننا
لم أكن أدرك حقا باني مع كل كلمه تقولها اقترب منها وارى ملامحها أكثر وضوحا ربما هي المرة الأولى التي أراها بكل هذا الوضوح
تمتلك سحر مختلف جعلني أتساءل كيف لم أراها من قبل أم أننا مازلنا نستمتع بحماقتنا نظر لها طويلا وتكلم للمرة الأولى منذ بداية الحديث اخبرها اراك أجمل مما كنت اراك من قبل فقالت لم أتغير فانا كما أنا ولكنك أنت ألان تراني وكنت تتجاهلني ونهضت
فأمسكت يدها محاولا أن جعلها تجلس معي لنكمل الحديث فقالت سنلتقي مرة أخرى إلا تتذكر بأننا ماكنا إلا معا ولكنك كنت تتجاهل وجودي وهاأنت قد اعترفت باني معك وابتسمت ابتسامه لم أرى مثلها أبدا
اقترب منها اكثر وضمها إلى صدره بقوة واستسلمت في هدوء لدفء ذراعيه وأغمضا عينيهما في سكون وانتبها على صوت ينادى من بعيد انتشله من بين ذراعيها ففتح عينيه في بطئ ونظر لها طويلا ولكن كانت قد اختفت صورتها من المرآة أمامه

هناك تعليق واحد:

  1. نسرين يوسف

    مصالحة مع النفس اكتر حاجة تنطبق على النوت فاننا نرهق ارواحنا بالهمالنا لها بعدم سماعها بالتقليل من شئنها رغم ذلك تظل تعشقك وتصفح عنك قسوتك تنتظرك كثيرا ان تفهم وتاتى وتسمع فهى الوحيدة التى تستطيع ان تقاسمك كل شئ دون ملل فدئما ما تقول لك:
    هي ليست معركة بيني وبينك والأكيد بأنه لن يكون هناك منتصر وأخر منهزم فكلانا سينتهي بنا اللقاء منتصرين أو منهزمين وسنحتمل النتائج معا

    ردحذف