05‏/06‏/2011

5-للماضى الوان مختلفه



انها تلك المشاهد التى تختبئ فى ركنها البعيد من ذاكرتنا تحاول ان تستتر من اعينا بألف جدار الا انها تقفز امام اعينا حين نلقى بأجسادنا على الفراش ونحاول ان نغفوا قليلا تتحول فى تلك اللحظه لمجموعه من الاشباح تتراقص فى مخيلتنا وامام اعينا وتقى ليلتها تتعارك معنا وترحل بعد ان تكون قد انهكتنا ترحل مع اول شعاع للنور يتسلل من نافذتنا تاركه خلفها جسد منهك وروح مرهقه وفراغ فى الذاكرة فالليل موعدها والنهار رحيلها
وكأن الليل يمارس كل طقوس استحضار كل ما ألقيناه فى اعماق ذاكرتنا انها تلك الذكريات التى لا ندرك بانها تعيش معنا وتتربع بين ثنايا عقولنا تتراكم عليها الاتربه وتظل وحيده فى ركنها نتجاهلها او حتى لا نتذكرها حتى يأتي المساء
وتأتى كغجريه تمارس كل فنون سحرها واتلوا انا تعاويذى لتنصرف عنى انها امسيه غريبه هكذا اخبرت نفسها وهى تحاول ان تغفوا قليلا فهناك يوم طويل فى انتظارها ولكن مازالت تلك الاشباح تتراقص امامها نهضت لتبحث عن تلك الحقيبه التى تحتفظ فيها بكل ذكرياتها واوراقها القديمه
ربما لا اميل للتفتيش فى تلك الاوراق المطويه بين ايام الزمن لا أمارس تلك الهوايه العتيقه فلم يعد يستهوينى البحث عن ماض بعيد والتجول بين سطور قد رحلت قديما لا تترك من اثرها غير بقايا تنطبع على جلدى عندما المس تلك الاوراق وربما لا انتبه لها ولا استطيع ازالتها لاحقا
ولكنها تلك الرغبه الملحه فى العبث فى ذاك الصندوق المغلق الذى تُلقيه بعيدا ربما نندم فيما بعد لأننا فتحناه وعبثنا بمحتوياته ولكنها تلك هى الطبيعه البشريه تندم حيث لا ينفع الندم
اخذت تتأمل ملامح قديمه تلمح تلك الوسامه التى تختلف عن غيرها غريبه هى تلك الملامح التى تأتى مجهوله من ماضى سحيق تتعرف عليها بمهل تنظر لصوره ما وجدتها بين الاوراق القديمه تتلمس ملامحها بأناملها تشعر بارتجافه لكأنها تتلمس ملامح ذاك الوجه وتشعر بدفئه ينعكس على يديك
تشعر بارتباك عندما تلتقى عيناهما ياالهى التلك الدرجه عيناه تسكنها حتى ان نظراته فى تلك الصورة القديمه تربكها غامضه ملامحه تحمل وسامه مستتره خلف بعض الغموض
زمن قد مضى على تلك الصورة ويوم اللقاء الاخير لا تعلم فلم يتفقا على رحيل لم يقررا ان يفترقا نهض كل منهم بعد ان انهى فنجانه ورحل خرجا معا وانطلقا وحيدان
منح الزمن للقاء الكثير من التفسيرات والتعليلات
منحه اسوار عاليه تحاوطه ضد الكراهيه التى قد تولد داخلها له
مازالت تراه كما كانت تراه مبتسم حتى عند حزنه كان يبتسم لها تلك الابتسامه التى تحاول الهرب من بين شفتيه المذمومتين فتفر من بينهما لتستقر على جانبهما لكأنها تحاول ان تتوارى خلف سيجارته او انها تنتظر لحظه ينفث دخانه لتخرج منطلقه معه
لسنوات وهى تحاول الاختباء والهروب من تلك الصور
كانت تختبئ من شيء ما ترفضه فوجدت انها تختبئ خلفه تتوارى منه ولا تعلم بانها لا تختبئ الا منك انت
ما عادت تستطيع ان تحاول او ترفض او تعترض فما عاد هناك وقت لتلك التفاهات فالرفض تفاهه والاعتراض رفاهيه
لم يعد هناك شيء سوى ان تتقبل ما يحدث وان تحاول ان تمنح نفسها فرصه لان تتعايش معه وتندمج بين ثناياه
انت جزء من تكوين نسيج ينحكم اغلاقه من حولى شرنقه ربما ولكنها تسمح لى بالحركه فى كل الاتجاهات
لم استطع التحرر منك رغم انى لا احيا على ذكراك وليست ايامى الاتيه اسيرتك ولكنك بين شراييني تسرى تنفسك مع انفاسى دون ان اشعر
انك الماضى الذى اعلم جيدا بانه لن يعود يوما ولكنه يرسم كل تاريخى

هناك تعليقان (2):

  1. جميلة يا مها ..

    استمتعت بالقراءة ..


    في انتظار القادم ..

    ردحذف
  2. نك الماضى الذى اعلم جيدا بانه لن يعود يوما ولكنه يرسم كل تاريخى!
    جملة تشريحية جعلتني أفهم أشياء لم أستطع فهمها لوووووحدي..شكرا علي المساعدة!

    ردحذف