فى ذات صباح سترحل من هنا حاملا معك حقيبة الغياب ستجوب تلك المدينة البعيدة تفتش عن غريب ما ينصت لك, تجلس إلى جواره على ذاك المقعد الحجري وتحكى له عن تلك المرأة التي احتلت دنياك ذات يوم ولكنك فضلت الرحيل ,تلك حقيبتك وضعت فيها كل طقوس الغياب ورحلت,ولكنك ماكنت تعلم بأنها لن ترحل عنك لأنها تسكنك,لأنها احتلت كل كيانك ,أغلقت من خلفك الباب ,أغلقت عليها الأبواب ربما ترددت قليلا قبل الرحيل ألانك كنت تخشى عليها من لحظات انهيار ما بعد الوداع فقررت أن تظل قليلا حتى تهدئ من روعها وتحتضنها وتبكى معها ولكنك سترحل فقد قررت الرحيل وهاأنت تغادر ومعك كل شيء,تتجول في تلك الطرقات وحيد تستنشق رائحة الليل التي تحمل بعض من عطري فمازال الليل يذكرك بوجودي في مساءك, دروب الليل تتساءل لماذا أنت هنا وحدك
أين هي ,تقف حائر على قارعه الحزن تعلم جيدا بأنها هاهنا بين ضلوعك تسكن ولكنك ما زلت ذاك الفوضوي المرتجف الذي ينظر بترقب للغد ويجهل متى ستشرق شمسه من جديد ويحمل بداخله الكثير من الاسئله التي يعجز عن الاجابه عنها فلا يملك إلا الهروب من ذاته هو أولا ومن ثم الهروب من كل من يحاول إن يمنحه أجابه,يرفض الإجابات التي تجعله في انتظار حدوث شيء ما,ربما لأنه لم يعد يحتمل الانتظار ففضل الحياة بلا أسباب ,أم لأنه لم يعد يثق في الزمن ففضل ألا ينتظر منه وعد ,فقد اعتاد بان الزمن لا يفي بوعد ولا يعود له من جديد عندما يرحل وقد رحل عنه منذ زمن ولن يعود
أضاع كل حدود المكان وكل الفصول وكل الاتجاهات.....نعم
ولكنه سيد الرحيل يمتطى جواد من غياب
يصهل كل صباح لينطلق حامل فارسه في دروب الرحيل ويترك ذكرياته معها فهي التي تجيد الاحتفاظ بالتذكارات,يترك معها قلبه وروحه الشقية به ويرحل حاملا ما تبقى منه يطمئن نفسه بأنه حتما سيعود فقد ترك روحه هاهنا لديها ولكنه على يقين بأنه أبدا لن يعود, فمن لا يستطيع اكتساب ثقة الزمن لن يستطيع إن يدخل معه في رهان بأنه سيربح,مازال يمتلك تلك الذاكرة المثقوبة التي يتسرب منها كل مايدعوة للبقاء لذلك يستطيع جمع بقايا حاجياته والرحيل
يعلم بأنه لن يفرغ منها……
لن ينتهي من تواجدها ……
سيظل يحمل أنصاف الأشياء في انتظار أن تكتمل ذات يوم
طريق طويل……
الم طويل……..مازال ينعكس على ملامحه كلما مرت بخياله ,ولكنه سرعان ما ينفض عنه حزنه ويعتاد الغياب وينطلق وحيدا ويتوقف قليلا أمام دربها ,ولكنه ينصاع لخوفه ويقرر الرحيل وهو يعلم بأنه ربما يعود وربما لن يعود ,سيتركها على أرجوحتها تمارس طقوسها اليومية من التجول بين ذكرياتها
قهوتها…….
سيجارتها……
موسيقاها……
أوراقها……
وهو……..
مجرد طقس من طقوسها اليومية حتى يصبح مجرد عاده تعتادها وفقط,يعلم جيدا بأنها لن تنظر للوراء يوما لن تظل عند تلك ألنقطه طويلا
ستنطلق…….. يعلم ذلك جيدا ربما ستشعر ببعض الحنين ولكنها حتما لن تبكيه كثيرا فمن يرحل تاركا خلفه وجع لا ينتظر الحنين إليه فمازال الوجع يذكرها بجرح الرحيل المفاجئ
ومازال الرحيل المفاجئ يؤلمها
والبقاء المتوتر يؤلمها
رحيلك وبقائك مؤلمان
حتى الكتابة عنك مؤلمه
حروفها مختلفة قواعدها النحوية مختلفة
مفرداتها مختلفة
كل ماكنا نمارسه معا أصبح مؤلم ولكنك قررت الرحيل وأنا قررت أن أنساك
معادله بسيطة قرارك منك يساوى قرار منى
رحيلا يساوى نسيان ,فعلاقتنا هي مجرد دائرة بدايتها هي طرف نهايتها لا فرق هناك بين نقطة البداية ونقطه النهاية أنها مجرد كلمات ونقاط تجمع ما بين الراحلين واليهم مجرد رسائل مكتوبة بحبر ما يحمل رائحتهم وبعض منهم نرسلها يوما ما أو نتركها ما بين أدراج العمر ليستلمها شخصا ما بعد رحيلنا ويتنهد حائرا لقد رحلا حبا
احببت مدونتك كثيرا
ردحذف