10‏/11‏/2008

بين ضفتى العمر


في كلِ عام تقف حائرة تجمع أغراضها أو ما تبقى منها، لترحل بها لعامها الجديد، دائما تشعر بالخوف من العبور بين ضفتي عامها الجديد برياحه العاصفة، التي تعصف بقلبها، و تلك البرودة المتسللة لأيامها، بشمسه الحارقة الملتهبة، أو حتى بتلك النسمات الرقيقة التي تداعب وجهها وتتسلل إلي أعماقها وترويها
في كل عام تقف بمنتصف الطريق حائرة تخشى العبور، تخطو بقدميها فوق أيامها المتساقطة، أيام هي حائرة بينها، لا تعرف لها مسمى سوى أنها أيام قد مضت من عمرها بكل ما تحمل من ذكريات، فقد عصفت بها الأعاصير المحملة بالأتربة، تحاول الابتعاد تحاول البقاء ولكن لا بد من الرحيل
فقد اقترب الموعد ويجب أن تغادر وتترك نفسها لا تعرف إلى أين هي ذاهبة، ولا ماذا ينتظرها في الاتجاه الآخر، إنها هكذا في كل عام
ولكنها في هذا العام لم تجمع أغراضها لتنقلها معها إلى العام الجديد، قررت الوقف وترتيب الحقائب من جديد، فقد نَوت أن تأتي معها بأشيائها الثمينة فقط، تلك الأشياء التي تستحق الاحتفاظ بها
أغراض جديدة ثمينة لأرض جديدة، لم تعد تحاول الهرب من لحظه الانتقال، ولم تعد خائفة من الضياع في طرقات العام الجديد
في هذا العام هي واقفة بثقة تودع الأيام الراحلة بابتسامة جميله، تودعها بحب وفي عينيها نظرة رضا، ثم تلتفت إلي العام الجديد وتركض له بابتسامة مترقبة، وفي عينيها نظرة أمل ورجاء، فقد تعبت
تنطلق فاتحة ذراعيها، تحتضن الأيام، ولعل الأيام تحتضنها، عابثة بأناملها بحبات المطر المتساقطة، ففي هذا العام امتدت لها يدا لتحجب عنها أشعة الشمس الحارقة، ولتدفئ لها ليالي الشتاء الباردة، وتقطف لها أزهار الربيع، وتهديها منها إكليل وتحميها من تقلبات الخريف المتعبة، لم تعد هاربة أو خائفة، ولم يعد يؤرقها ككل عام العبور للضفة الأخرى من عمرها

هناك 10 تعليقات:

  1. واللي حتسيبه علي الضفه وما تعبرش بيه للعام الجديد
    حيسيبها؟؟؟

    ردحذف
  2. فى ناس وحاجات لازم تترمى ونكمل الطريق وحتى لو اجبرتنا الظروف للتعامل معاهم هاتعامل معاهم على انهم هوا
    لا ازعل منهم ولا افرح بيهم
    وفى ناس تانيه وحاجات لازم نشيلهم معانا العمر كله حتى لو كانوا مجرد ذكرى
    وفى ناس وجودهم فى حياتى هو فى حد ذاته الحياه-والمجموعه دى لازم تتشال لاخر العمر
    بس هايفضل الخوف والاسئله الحايرة دايما معانا سواء عايزنها او رافضنها

    ردحذف
  3. لا يا مها ما تقوليش لو اجبرتنا الظروف
    دا لازم ناخدهم معانا لانه مش هاينفع نمشي من غير باقيتنا
    لو سبناهم يبقي بنسيب حاجه اتعلمنا منها في يوم من الايام ممكن تفيدنا بعد كده

    وما ينفعش نسيبهم لان الذاكره بتاعه البني ادم مننا حته واحده مش بارتشينات حقفل واحد منا ولا حيجيله باد سيكتور مثلا
    والا تبقي مشكله

    ردحذف
  4. اكيد الناس اللى نقدر نستغنى عنهم مش بقيتنا
    اكيد هما جزء ملوش لازمه فى حياتنا خالص
    عشان كدة لو رميناهم برة حياتنا مش هايفرق معانا كتير

    ردحذف
  5. Kholoud ElSayed (Egypt) wrote
    at 11:52pm yesterday
    كلنا نتعرض لهذه الوقفة كل عام
    الرحيل من عام إلى عام
    وغالبا ما نحمل معنا هموم وأحزان عام مضى للعام الجديد
    فياترى ما سر تغير صاحبة الحكاية جعلها واثقة الخطوات لا تخشى المضى فى عام جديد؟؟
    ***********************
    ولكنها في هذا العام
    لم تجمع أغراضها لتنقلها معها الى العام الجديد
    قررت الوقف وترتيب الحقائب من جديد
    فقد نَوت أن تأتي معها باشيائها الثمينة فقط
    تلك الاشياء التي تستحق الاحتفاظ بها
    أغراض جديدة ثمينه
    لأرض جديدة
    لم تعد تحاول الهرب من لحظه الانتقال
    ولم تعد خائفة من الضياع في طرقات العام الجديد
    في هذا العام
    هي واقفة بثقه تودع الايام الراحلة
    بابتسامة جميله
    وتودعها بحب
    **********************************

    ردحذف
  6. Maha El-Abbasi wrote
    at 12:08am
    يمكن لانها لقيت كنز
    هايفرق كتير وجودة فى حياتها فى العام الجديد
    يمكن بقت انضج واقدر على التمييز بي البشر
    يمكن ازدادت ثقه بجهاز الاستقبال والارسال الخاص باشارات المشاعر

    ردحذف
  7. Rose Sabet (Egypt) wrote
    at 2:39am
    وفي عينيها نظرة رضا
    ثم تلتفت الي العام الجديد
    وتركض له بابتسامة مترقبه
    وفي عينيها نظرة امل ورجاء
    فقد تعبت
    تنطلق فاتحة ذراعيها

    وصف الحالة بشكل مبدع
    جميلة يامها

    ردحذف
  8. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  9. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  10. امشى ورى احساسك

    ردحذف