20‏/11‏/2008

صدى الحلم المجنون

هل سأكون متلصصة على عقلك إذا ما تخيلت ما يدور بداخله بعد كل تلك السنوات، والشهور والأيام
هل أصبح متطفلة على خصوصياتك عندما أعاود قرائه أفكارك مرة أخرى، أم أنني أحاول أن اخترع القصص والحكايات والأساطير
عنك لأخلدك في زمن لا يعرف إلا الأقنعة
هل من حقي بعد كل هذا البعد أن افتح رسالة أتوقع انك كاتبها ومرسلها بعد سنوات الغياب، تبوح فيها وتعترف بمكنونات قلبك
هل أتخيل بأنك اليوم تأتي وتفتح معي صندوقك الحزين، وتشاركني ما أقفلته عليه من سنوات، أم انك كعادتك أحرقت صندوقي وأشيائي، وتركت من خلفك كل أوراقي والحاني، وأغمضت عينيك عنى ورحلت مبتسما تداعب دخانك
ها هي رسالتك بين يدي، ترى ماذا كتبت فيها؟ ولماذا أرسلتها؟ أتريد أن تعيد ما مضى؟
ما عدت أستطيع أن أفهمك، فقد مضى منى ما مضى
أم انك تريد أن تعتذر؟
اعتقد بأنك ما أخطأت في حقي، بل كنت أنت أحلى أيام العمر، كنت الطبيب، حتى وان أصبحت أنت بعد ذلك الداء
تتوقع منى أن أفض الغلاف، وأتلو رسالتك على قلبي، أم تتوقع أن أضعها كما هي في صندوقك دون أن اقرأها، أم تراك تتخيلني أمزقها والقيها من حولي أوراق متطايرة في سمائي كما كان يحلو لنا أن نفعل بالأوراق
هل أجدك تقول أن بداخلك حزن لرحيلي؟ وانك افتقدتني، وألان تحتاج وجودي في دنياك، لاني كنت كل دنياك
ستقول لي أنا أسف لقد رحلت وتركتك في منتصف الطريق، ثقفي حائرة تبحثي من حولك على من يعطيك العنوان
هل تخبرني بأنك في مرحله ما بين العقل والجنون؟ هل تخبرني بأنك ما عدت تعرف بأي ارض تسكن؟
وانك مازلت تنتظر ظهوري من جديد في حياتك، كالنجمة التي تهدى التائه في الصحراء، كما كان يحلو لك أن تصف وجودي
وافتح لأجدك تقول كالعادة دون مقدمات
قالوا أننا في قمة الجنون وأننا نتخيل، ونتوهم، وننسج من حولنا الأساطير، أيعلمون صديقتي، بأنني كنت في قمة العقل الذي أوحى لهم بالجنون، وبأنك كنتي الوطن، والملجئ، وسماء أحلامي
كنت أتى لك كل يوم وفى اليوم مئات المرات، لأسأل، واضحك، و احكي، وأشكى، وأحيانا كثيرة كنت احتاج لان اسمع صوتك
لكي أبكى
رحلت عنك ليس غدرا، ليس رغبه في الرحيل أو الابتعاد، ولكن خوفا ورهبه من انتظار تلك السياط تجلدنا، وترجمنا، وتلطخنا بالسواد، ولكني سأبقى فيكي، وسأبقى أتخيل صوتك عندما احتاج يوما للبكاء

هناك تعليقان (2):

  1. لو احمل هذه المشاعر لاي انسان علي الكوره الارضيه لن اكتف بالحلم به ولن اخرس امام رحيله وامام غربتي عنه وامام افتراقنا ... لو احمل هذه المشاعر تجاه انسان نجح ان يكويني بحبه - ولو من باب الصداقه او المحبه او من اي باب - ساقاتل بحثا عنه واقاتل لاقترب منه .. فالحياه موحشه ياصديقتي العزيزه لا تكفيها الاحلام مهما كانت جميله لتبدد وحشتها ... وسيآتي يوما ياصديقتي العزيزه وتكتشفي فيه انك ضيعت وقت كثير تحت مبررات واهيه واوهام غبيه وانه كان يتعين عليك منذ وقت طويل ان تآخدي بناصيه الامور بيدك وتبحثي عن ذلك الانسان في الحياه الواقعيه ولا تكتفي بانتدابه لاحلامك بعض الوقت !!!!!! كلامي مؤذي ... انا عارفه لكن خبرتي بتقولي انك بتضيعي وقت غالي ..... باحبك ياجميله ياسيده المشاعر المرهفه .. بحبك

    ردحذف