06‏/06‏/2011

6- رنين غير مزعج




انه رنين الهاتف مره اخرى يوقظها من نومها تبحث عنه الى جوارها تتلمس بأناملها المكان حتى تعثر عليه فمازال النعاس يسيطر عليها تحاول ان تنهض ولكن يخونها جسدها فمازالت مرهقه ولم تكتفى بعد من النوم تداعب ازراره فى محاوله لاكتشاف من الذى ايقظها فى هذا الوقت ان الاحرف تتداخل امامها ولكنه تعرفها جيدا
تأففت والقته بعيدا بعد ان اغلقت صوته ولكنها سرعان ما عادت لتفتحه من جديد فهى تخشى ان يأتيها ذاك الرنين الذى تنتظره وتتلهف عليه ولا تسمعه
حركت انملها ما بين خصلات شعرها اخذت احد الكتب وحاولت ان تقرا ولكن كان الفراش يدعوها لان تستقر بهدوء بين احضانه القت الكتاب جانبا واطفئت الانوار واغمضت عينيها لتنام
اخذت ترسم بعض الدوائر على الوساده وتحاول ان تزيدها اتساعا لا تعلم لماذا تخيلتها بالوان مختلفه وشعرت بانها تتداخل فيما بينها انتبهت لأنها تحاول ان تطرد النوم من عينيها ام انها تحاول ان تؤنس وحدتها وتملئ الفراغ المحيط بها نهضت من جديد وبحثت عن هاتفها لتعرف الوقت وعندما اضاءت تلك الشاشه اكتشفت انها لم تغفوا سوى ساعه وحده ومازال هناك كثير من الوقت لتاتى من جديد شمس يومها الاخر جلست قليلا فى فرشها وكأنها تحاول ان تتخذ القرار انتهض وتتجول فى غرفتها ام تحاول من جديد النوم انها تكره شعورها باستجداء النوم والتوسل اليه ضحكت بصوت عال فهى لا تجيد فن الاستجداء حتى لو كان النوم دائما ما كانت ترفض ان تطلب اى شيء من اى شخص حتى لو كان ما تطلبه عادى ولكنها هى اعتادت الا تطلب شيء ولكنه النوم تبا له يعاندها ويظل ينظر لها من بعيد ينتظرها ان تستدعيه وهى تأبى ذلك تخشى ان طلبته الا يلبى لها النداء وتزداد حنقا عليه نهضت من فراشاها ارتجفت عندما لامست قدميها برودة الارض ولكنها استمرت فى السير وكأنها تريد من تلك البروده ان توقظ حواسها وتنبها تحيرها رغبتها الدائمه فى اكتشاف ذاتها والغوص بداخلها واكتشاف بعض ما تحاول ان تخفيه عنها ,دائما هى ما تنتظر شيء ما تنتظر رنين الهاتف ….تنتظر رنين الباب انها تنتظر حدوث شيء ما مختلف ربما ينقلها لحياه اخرى تختلف
ذهبت الى المطبخ حاولت ان تعد لها شيء ما نظرت طويلا فى كل الاتجاهات ماذا تحضر وفى النهايه اخذت احدى زجاجات الماء واتجهت لغرفه مكتبها تذكرت انها تركت هاتفها فى غرفتها اطفئت انوار المكتب وذهبت حيث هاتفها وكانه كان ينتظرها اخذ فى الرنين اسرعت اليه ابتسمت عندما وجدته يصرخ فيها اين انتى اعتقد ان كل الامور تعقدت وانه لم يعد هناك احتمال لان استطيع انهاء تلك المشاكل قريبا اخذت تبتسم فمازال على عادته ينطلق فى الحديث عندما يجدها واحيانا يكتفى بالحديث كثيرا ويغلق الخط دون ان ينتظر منها اجابه ولكنها تلك المرة ارادت ان يستمر الحوار فمازال المساء فى بدايته وهى تشعر بحاجتها لصوته
قالت له بهدوء اشرح لى ما لذى حدث
اعاد الكلام مع المزيد من التوضيح واخذ الحوار بينهم الكثير من الوقت وفى لحظه صمت كلاهما وبعد دقائق من الصمت قال لها تعتقدي باننا نعيش قصة حب القاها فى وجهها واغلق الهاتف دون ان ينتظر منها رد جلست مكانها لا تعلم ماذا تفعل اتعاود الاتصال به ونهره وسؤاله لماذا قال هذا
ام تعتبرها من جديد احدى دعاباته الطفوليه التى اعتادت عليها واستطاعت ان تعيش معها كثيرا
ولكن تلك المرة لها رنين مختلف صوته يحمل شيء ما مختلف ارتباكها يخبرها بان هناك شيء مختلف لا تحتمل تلك الليله المزيد من التوتر
لقد كان قرارها واضح لن امضى من جديد فى تجربه تحتمل النجاح او الفشل لن ادخل فى علاقات غير واضحه او حتى واضحه فانا لا احتمل مزيد من الالم والحيرة والاختبارات والاسئله والاجابات لا استطيع ان اخوض المعارك من جديد لقد كان قرارى مزيد من الهدوء والسكون ومحاوله اعاده اكتشافى من جديد لن اهتم بجملته تلك لن احاول ان افسرها ولن اساله عن معناها او لماذا قالها حتى وان قررت ان اخوض التجربه لن أخوضها معه هو انه الجنون بذاته فانا لن احتمل جنونه لن احتمل تلك المشاعر المتأرجحة ما بين اللحظات كلانا على النقيض انا اعشق الهدوء والاستقرار والسكون وهو يهوى الصخب والضوضاء وتلك الحياه الفوضويه كيف لنا ان نلتقى حتى اننا لم نستطع ان نكون صديقان فتلك العلاقه بيننا لا استطيع ان اطلق عليها صداقه نعم بيننا الكثير من السنوات والذكريات والمواقف ولكن الصداقه علاقه هادئه لا تحتمل كل تلك الصراعات تنساب بهدوء وتزداد اواصرها قوة كلما مضى الوقت اما نحن فيمضى الوقت ولا استطيع ان اجزم بانه صديقى او بأن ما بيننا قوى لتلك الدرجه التى تسمح لى بان اقول صديق ربما ليس صديق جيد ولكنه…….
وصمتت نهضت لتقف امام مرآتها
وقالت حبيب؟؟!!!
لا تعلم لماذا شعرت بشيء متناقض عندما قالتها الانها تراه من جديد بصورة مختلفه ولكن مازالت مشاعرها متوقفه امام اسمه لا تعلم اين تضعه انه يقبع فى منطقه حياديه من كل شيء
حب ……………….
صداقه …………..
اقتراب ………..
ابتعاد ………….
او حتى مجرد اثنان التقيا فى طريق ما وسارا معا لا يعلمان الى اين او متى سيفترقان او حتى هل سيكتمل بهما الطريق الى اين
مازالت تلك الليله تزداد غرابه هى تعلم جيدا بانها لو كانت رافضه لتلك العبارة لكانت اطفئت الانوار وضحكت وقالت مجنون واغمضت عينيها وغفت واستيقظت وهى تضحك من جديد على كلماته ولكن حيرتها تلك تقلقها وتزيدها توتر فمعنى تلك الحيرة انها
انها ماذا تفكر فى الجمله
انها تركت صدى يتردد بداخلها ام تراها تريد ان تمر بتلك التجربه التى تشعر بانها حبيبه لشخص ما لا لا هى لا تفكر بتلك الطريقه ابدا فهى ليست بتلك التفاهه وليست مراهقه تنظر لهاتفها من وقت لأخر تنتظر ان تتمع لرنين ام تراها ترجوه الرنين
لينتشلها من تلك الافكار التى تسيطر عليها بجنون اين كل الاغبياء الذى يعشقون الكلام لإلهائها عن التفكير فى ذلك الوغد الذى يمارس هوايته فى جعلها متوترة باستمتاع تراه فى فراشه الان يستمتع بنوم هادئ ام تراه يدخن سيجارته فى تلك الشرفه التى يلازمها فى المساء
ليتك لم تتحدث ولم تتذكرنى هذا المساء شعرت ان تلك الليله تحتاج لفنجان من القهوة يدمر اعصابها ويزيدها توتر وقلق اعدت قهوتها وجلست على اريكتها ترتشف تلك القهوة اللعينه ودون مقدمات صرخت فيها وهى تنظر لتلك المرأه التى تواجهها فى الجدار المقابل للأريكة
نعم احبه
هو مجنون ولكن احبه
يستفذنى بكل الطرق الممكنه ولكن احبه
لن تستمر علاقتنا كحبيبنا سوى شهور بل ايام لا لن نحتمل سوى ساعات ولكن احبه
لماذا احبه وهو يتمتع بكل ما ارفضه فى الرجال بكل تلك الصفات التى اضع امامها علامات استفهام كثيرة ربما انجذب احيانا لمقدرته على احتوائى فى لحظات ضعفى ولكن عندما اعود لكيانى كاملا لا نلتقى ابدا هى تجربه اخرى لماذا لا اخوضها مشاعر جديده احاول ان اعيش بداخلها من جديد وربما نار اخرى ربما هى قويه ولكنها ضعيفه جدا لن تحتمل ان تتمزق من جديد بين لحظات الانتظار والاختيار وترقب النهايات وتحمل نتائجها ربما هى مازالت لديها الرغبه فى منح الحب والشعور به ولكنها معه هو هى فى حيرة ما بين ان تلقى بكل كيانها بين احضانه وبين ان تهرب منه دون عوده انه ذلك الصراع بين ما تريده بقلبها وترفضه بمشاعرها الخاصه
مجنونه هى ربما
نعم تحبه وترفضه
تريده وتهرب منه
بينهما الكثير من المتناقضات تراها تستطيع ان تعيد صياغة حياتها لتناسبه تراه يستطيع ان يندمج من جديد فى عالمها الاجابه بكل بساطه لن يستطيع اي منهم الولوج لعالم الاخر
سيظل كل منهم يقف على حدود عالم الاخر
لن يقترب
لن يبتعد
وهى تكره ان تقف فى المنتصف ما بين الاشياء ولكنها تحبه
استيقظت فى الصباح فقد استسلمت للنوم على اريكتها دون ان تشعر ذهبت الى غرفتها واستعدت للخروج وقفت امام مرآتها اعادت ترتيب خصلات شعرها اخذت من حقيبتها الهاتف ودون ان تشعر اتصلت بذاك الرقم الذى اربكها فى المساء جاءها صوته مرتبك فقد ايقظته من النوم ولكنه كان منتبه لها ينتظر ردها على تلك العباره التى القاها فى المساء ورحل فقد كان يستعد ليوم طويل لهما معا
قالت له صباح الخير
قال لها صباحك خير
وصمت كل منهم
قطعت الصمت وقالت له لم يعد لكل منا مكان فى حياة الاخر اتمنى لك حياه سعيده واغلقت الهاتف دون انتظار رد
اتجهت الى الباب لتنطلق للعمل وهى تحاول الا تبكى

هناك 7 تعليقات:

  1. ويا ترى هى قد كلامها الاخير له بجد؟؟
    ولا بتضحك على نفسهاظ
    ولا بتختبر مشاعره ومدى حفاظه عليها؟
    ------------

    عجبنى وصفك الدقيق لحالة البطلة

    ردحذف
  2. عشتار تموز
    الصراع الذى لاينتهى انا اعتقد ان مشكلتنا اننا بنخاف من لحظات التعاسه فببتروح مننا لحظات السعاده ولازم نعترف ان لحظات السعاده قصيره وانما بالدنيا ولا بد ان نقتبسها من وسط الالم مهما كان واحيانا اختيار الجنون والتنحى عن العقل بيكون حل الحياه كثيرا ماتكون مغامره فالعاطفه اساسها الجنون العقل مطلوب ولكن ليس فى كل الاوقات

    ردحذف
  3. Dody Abd Alla ربما انجذب احيانا لمقدرته على احتوائى فى لحظات ضعفى ولكن عندما اعود لكيانى كاملا لا نلتقى ابدا
    الجملة دى بتوضح انهم استحالة يتقابلوا فى طريق و يكملوا فيه يمكن هى قالت لنفسشها النتيجة قبل م تعتبرها قرار ان عمر علاقتهم مجرد ساعات مش ايام ولا حتى شهور
    قرارها منطقى جدا على الاقل بالنسبة ليها

    ردحذف
  4. Knighterrnat Tarek ·
    ميرسى يا مهموهه دى تعليق أفخر به من سيدة الكلمات و الأوراق و الأقلام. ولكنى مازلت أرى أن لهما رجعه وفرصه أخرى إذا ما أعاد هو التفكير واكتشاف عظم قيمة ما يدور بينهما فلم يكن جديراً به أن يصرح بهكذا كلمة بما لها من قيمة و تبعات عبر الهاتف يليقيها ويفر من أمام السماعه بطفوليه فطريقته حتى فى التصريح بحبه عمقت ما ألقته هى من صفاته المتأرجحه على هذا الحب فلربما لو كان قالها لها وهو بين يديها تنظر فى عينيه تعدها وتمدها بثقة تثبت به قلبها لكان خيرا لهما فليعيد حساباته وليعامل مشاعر بمثل هذه القيمة بما يليق

    ردحذف
  5. Knighterrnat Tarek ·
    هو حب ايقنته نفسها حين تنجذب إليه احياناً لمقدرته على ‘إحتواءها أحياناً فى لحظات ضعفها فخبأته بعناية فى مكان داخلها حجيرة فى أعماق قلبها ولكنها فشلت أن تنكره بضم التاء وفتح النون كأن تلبسه ثوب الصداقة بأعترافها أنها لا تراه صديق لأنها هى قد... ألقت صفاته هو التى لا نخلو من بعض من طفوليه و فوضويه و صخب وجنون حب ثقتها فيه منقوصة يشعرها أنها تقف فى المنتصف بين المعانى فيتصارع ما يريده قلبها وما تخشى عواقبه مشاعرها والحب قوامه الثقة اللامحدوده فإن شاء هو أن ينجح معها فليعطها كامل الثقة المنقوصة يشعرها بالإحتواء فى كل حالتها والأوقات ليس فقط فى بضع لحظات حتى يرتد رنين صدى كلمة الحب التى ألقاها صادعاً فى كل جنبات قلبها وليس خافتاً كالأنين من حجيرة القلب الصغيرة كما حدث , رائعة يا مهموهه

    ردحذف