09‏/06‏/2011

9-عزف على اوتار مخفيه




بعض الاوراق سريه اخبئها بين صفحات كتاب قديم وامنحه مزيد من الخصوصيه عندما اجعله يفترش احد ادراجى انها كل ما أملك من ذكريات قديمه حفرته بقلم ملون على سطور الاوراق ربما اعود اليها عندما اشتاق للحظات خاصه لا يعلمها سواى انه الحنين الذى يؤلمنا كلما اقتربنا منه ونشتعل به كلما ابتعدنا عنه ارحل كثيرا لنفسى اخبئ نفسى فى غرفتى بين اوراقى وسطورى و......معك
اعود اليك من بعد كل رحيل كل محاولات الرحيل عنك فاشله كل محاولات التحرر منك فاشله والاقتراب منك فاشله حاولت كلما اشتقت لك ارحل لامس بعيد كنا نلهو بين ساعاته كنا نمضى تلك الامسيات معا بين طرقات مدينتنا ونجلس هناك على تلك الطاوله فى الميناء البعيد وتذوب تلك الشموع بيننا وتصبح الكؤوس فارغه وعندما تنطفئ الشموع معلنه انتهاء الامسيه نمضى فى طريقان مختلفان وكأننا لم نلتقى وكأنها لم تكن بيننا تلك الامسيه الحلم انها رائحه البحر والامسيات الماضيه تدعونى اليها من جديد تجعلنى اشعر بحنين ما ربما لك انت ام لرصيف ميناء اخذك لبعيد عن مدينتى ربما هو قدر كل من يسكن فى مدينه بحريه ان يعتاد الرحيل والوداع يعتاد الامسيات الواحده والليالى المنتهيه التى لا تنتظر صباح ولا تنتظر وعد بيوم اخر فى بعض الاحيان اشتاق لك كاشتياقى لكل ذكرياتى التائهه فى دروب حياتى ثم رحلت دون عوده دون وعد بعوده انه الرحيل بلا انتظار انها مجرد ليله واحده غريبان على ميناء ما يشتاقان للبوح انها تلك اللحظه التى تنتمى فيها لغريب ما ربما لا تلتقيان مرة اخرى وتأخذ كل منكم الحياه فى دربها وتبقى ذكريات تلك الليله لتذوقها كلما شعرت بحنين ما لشى صادق مختلف يضيق من بعدك الميناء ويصغر الحزن ويرتكن الى جدار الذكرى فقد كنا معا ذات يوم ولكننا لم نعد الان معا انه الحزن الذى نعتاد فنصبح لا نعلم متى نحزن ,نعتاد حتى اننا لا نعرف كيف نصف الحزن عندما نشعر به مجددا نصمت فلم نعد نستطيع ان نعرفه انه الحزن الذى نرحل منه عنا نتركه معنا فى مكانه ونرحل نحن عنا لمكان لا نعرفنا فيه مكان اخر لا نسكنه نحن وحزننا اعود لميناء يوما كان يجمعنا اجلس الى تلك الطاوله وحيده كرسيك امامى يملئه الفراغ كل تلك الانغام المنبعثه من حولى فى المكان صامته لا صوت لها المكان مهجور رغم امتلائه بالبشر اشتياقى لك يدخلنى غرفتى فى بعض الاوقات يجعلنى افتح ادراجى واخرج اوراقى السريه واعبث فى سطورها لعلنى استدعيك من خلالها لعلك تطرق بابى من جديد ذات مساء وتدعونى لذاك المكان البعيد لنشعل تلك الشموع ولكن دون ان تنطفئ ودون ان تنتهى تلك الليله بوعد منك انها لن تكون مجرد ليله اخرى يتيمه تمضى فى دربها وحيده لنجلس لتلك الطاوله نهمس ويخبر كل منا الاخر ما حدث فى الغياب فقد ادخرت لك القصاصات ليال طويله وحكايات نهارات مختلفه سنجلس ونتحدث ونتحدث وينصت كل منا للأخر باهتمام وسكون ويجلس بين يديه بخشوع يحكى كل ما قد حدث وما كان ينتظر حدوثه يرمم كل منا للأخر كسوره ويداوى تلك الجراح يحتضن كل منا الاخر ويخبئه بداخله فلم نكن ابدا غريبان التقيا فى ميناء ليرحل كل منهم رحلت وتركت وعد دون كلام بانك ستعود لمينائى فهو شاطئك وانتظرتك دون ان اعدك بالانتظار وفى ذات الامسيه من كل عام ارحل بين اوراقى السريه للميناء اجلس لتلك الطاوله اترقب الغريب العائد بعد غياب انتظر سفينتك فقد أن لها الاوان ان ترسو على مينائها

هناك تعليق واحد:

  1. الله

    جميله جداً

    أنا اسف انا سمحت لنفسى

    أقتبست جزء و حطيته عندى على الشريط الجانبى للمدونة

    مع ذكر المصدر طبعاً

    فأرجو أنى مكنش ضايقتك

    ردحذف