31/05/2025
ظلك يكفيني
بقلم
مها العباسي
نبحث جميعًا عن تلك المساحة الآمنة التي نلجأ إليها حين ننهار، تلك المسافة التي تمثل لنا التوازن بين الاطمئنان لوجود الأنس، وبين تلك المساحة الخاصة التي تسمح لنا بالتحرر من قيود العلاقات مهما كان شكلها.
فالعلاقة التي تمنحنا الهدوء والأمان هي علاقة نادرة ومعقدة في ذات الوقت، رغم بساطتها. فكل منا يحتاج إلى مساحة يعاود فيها اكتشاف ذاته واكتشاف العالم من حوله بشكل مختلف وبعيون جديدة.
ربما طفولتنا هي التي تتحكم في غريزة الاكتشاف بداخلنا.
الأطفال عادة يلجأون إلى اكتشاف العالم من حولهم بأنفسهم، مهما حاولنا مساعدتهم، إلا أن اكتشافاتهم الذاتية هي إنجازات صغيرة يشعرون بالفخر بسببها.
مع مرور الوقت والأيام والسنوات، يتحول الاكتشاف إلى خوف من المجهول وقلق من الألم. تتصارع بداخلنا رغبة في التحرر وخوف من الخروج إلى العالم الواسع. نلجأ بلا وعي إلى المسافات الآمنة بيننا وبين من نحب، خوفًا من الفقد أو التعلق.
ربما هي طريقتنا الخاصة في معالجة أنفسنا أو حماية من صدمات الحياة.
هناك علاقة خفية بين تلك الرغبة في اكتشاف المجهول والخوف من اللاعودة. تتشابك مشاعرنا وتختلط في كثير من الأحيان حتى أننا نجهل كيف نعيد ترتيبها أو حتى إدراكها.
مع مرور الوقت والسنوات، نلجأ إلى المسافات الآمنة بيننا وبين من حولنا حتى لا ينتهي الأمر بالألم والجروح التي تدفعنا للهروب واللجوء إلى الوحدة والعزلة.
هل نظرت يومًا إلى شخص اختار الوحدة وتساءلت ما هي المعاناة التي دفعته لاختيارها والابتعاد عن الناس والتعامل بحذر مع كل من يقترب منه؟
كم تألم حتى تأرجح بين اعتزال العالم والاحتياج إلى آخر يمنحه الدفء ويشاركه تفاصيل يومه الصغيرة؟
نحتار بين الاقتراب والخوف... هكذا تسير الحياة وهكذا نمضي معها.
ومع الوقت، ستكتشف أن هناك ونسًا في الوحدة تمنحك إياه تلك العلاقات التي تتفهم المسافة الآمنة التي تحتاجها.
فربما تكون هي حيلة دفاعية تلجأ إليها لحماية قلبك وروحك من الوجع، أو لتعاود اكتشاف نفسك من جديد، وتبقى في فضاء روحك وتخلق مساحة تخصك وحدك.
#مها_العباسي
كل الطرق تؤدي إلينا
بقلم
مها العباسي
كيف تداخلت الصدف بيننا ... كيف أصبح القدر رفيقنا، والمكتوب هو الحقيقة التي نعيشها والوعد الذي نستسلم له في سكون.
هل تؤمن بالصدف يا صديقي؟ ... هل تعتقد أننا حقاً مجرد صدفة في درب القدر؟
وهل يمكننا الهروب من القدر؟
في لقاء ما بعد الزمن ... يجمعنا كل مكان ... ورغم اختلاف خطواتنا، نلتقي مجددًا في نفس المكان دون موعد.
كل الاتجاهات تقود إلينا وكل الطرق تؤدي إلى دربنا، وكل الخطوات تسير لنا.
هل نهرب من القدر أم نبتعد عن الوعد المكتوب؟
ليتنا نستطيع فهم كيف تتشكل خطوط القدر وكيف تتشابك خيوطه في تناغم وهدوء.
لم نفهم يومًا كيف يأتي اللقاء ومتى يكون موعده.
ربما نلتقي في زمن بعيد ... ولا نلتقي ... لنعود ونلتقي بعد مرور الزمن بزمان.
يتغير الزمن وتتبدل أرواحنا، فلا نحن من كنا ولا نحن من نلتقي الآن.
#مها_العباسي
#رسائل_مابعد_الغياب
30/05/2025
لأنك دائماً تعود
بقلم
مها العباسي
أغمضت عينيها، فهي كلما احتاجت إليه استدعته وجلست معه تحكي وتستمع له وتمازحه وتضحك كما كانت تفعل من قبل. فالضحكات الأجمل التي تشعر بمذاق الفرح هي تلك التي تترافق مع ضحكاتهم.
جائها صوته من بعيد يقول: "هل لا زلت تؤمنين بالصدف والأقدار؟"
نظرت إليه بحيرة، لا تدري ماذا تقول أو ما هو الرد المناسب لما يحدث.
لم تجد كلمات تعبر عن مشاعرها، فالصمت كان هو الحائر الأبدي، نشعر بالرغبة فيه ونرغب في الهروب منه.
كان الصمت يشاركهما فنجان القهوة، وهو يدخن سيجارته بصمت وينفث دخانها بقدر كبير من الحيرة.
نظر بعينيه خارج النافذة إلى الأمطار المتساقطة ببطء.
هو يعلم جيدًا أنه يركض ليكتشف أنه يدور في فلك وجودها، فيعود كطفل غاضب يجلس بجوارها، لا يستطيع الهروب من قدرها، وقد استسلم له، لكن الطفل الغاضب بداخله يعلن أحيانًا التمرد، لكنه دائمًا ما يعود حين يشعر بالعطش للحياة.
في لحظة هدوء بعد كل هذا الصخب، يستسلم القدر وتعود الروح لتلتقي مع نفسها، لا لتجد الإجابات، بل لتدرك أن السؤال كان هو الجواب.
#مها_العباسي
29/05/2025
لقد رحلا حبًا
بقلم
مها العباسي
ما زال الألم يذكرها بجرح الفراق المفاجئ، وما زال الفراق يؤلمها، وكذلك البقاء المتوتر.
رحيلك وبقائك يسببان لها الألم، حتى الكتابة عنك أصبحت مؤلمة.
حروفها وقواعدها ومفرداتها مختلفة.
كل ما كنا نفعله معًا أصبح مؤلمًا، لكنك اخترت الرحيل وأنا اخترت أن أنساك.
المعادلة بسيطة: قرارك يساوي قراري، الرحيل يساوي النسيان.
علاقتنا مجرد دائرة تبدأ من طرف وتنتهي عند نفس الطرف، فلا فرق بين نقطة البداية ونقطة النهاية.
إنها مجرد كلمات ونقاط تجمع بين الراحلين، رسائل مكتوبة بحبر يحمل رائحتهم، نرسلها يومًا ما أو نتركها بين أدراج العمر لتصل إلى شخص ما بعد رحيلنا، فيتنهد حائرًا: لقد رحلا حبًا.
#مها_العباسي
كأنني أبحث عني
بقلم
مها العباسي
نستمر في الحياة... ليس لدينا كل الخيارات، لكننا نملك ما يترتب عليها.
لا نختار القدر، لكننا نختار كيف نتعامل معه وبعده.
هل نستسلم؟ هل نحاول التعايش معه؟ إنها خيارات، ونحن من يختار.
تتحطم الأمنيات، وتنتهي الأحلام، ويرحل من يرحل ويأتي من يأتي، ونظل نحن في منتصف الطريق ومنتصف الأشياء.
ربما نكتشف أن الحياة قررت أن تبتعد عنا وتتركنا.
ننظر حولنا فلا نجد سوى حطام الأحلام والبشر والأمنيات.
هل نتوقف عن الحلم؟ هل نتوقف عن الأمنية؟ هل نستسلم؟
دائمًا هناك ضوء يأتي من خلف الظلام، ابتسامة من بين الحزن، حياة من خلف الموت.
ابحث عن الحياة بين الحطام، في تلك الأوقات التي تتزاحم فيها الأفكار في محاولة أخيرة للبقاء.
ربما تشعر أنك تصارعها، راغبًا في السيطرة عليها، وتنتزع ذاتك من بين أنيابها. تلك اللحظات التي تجعلك تشعر بالتشتت بسبب كثرة الأفكار المتتابعة.
تتمنى لو أنك تستطيع إيقاف الزمن والعودة إلى تلك النقطة التي لم يكن فيها شيء، مجرد بعض الابتسامات العابرة والذكريات الصغيرة.
تحاول الخلاص من كل تلك الصور المتتابعة في ذهنك، وتتمنى قليلًا من السكون لتستعيد توازنك الذي فقدته في زخم الأحداث الأخيرة التي عصفت بك، وتركتك تصارعها وحدك.
ربما هي محاولة أخيرة للخروج من نطاق حياتك وتغييرها، محاولة للوصول إلى التوازن الذي ترغب فيه.
تنظر إلى تلك الأفكار المتراكمة التي تتسابق لتحتل المقدمة، عسى أن تستطيع السيطرة عليك وتنتشلك من كل شيء سواها.
لكنك تعلم جيدًا أنك لن تستطيع الاستسلام لأي منها، فأنت ما زلت في تلك المرحلة التي تريد فيها تحديد رغباتك والوصول لما تريد بلا مزيد من الخسائر.
تفتقد ذاتك، تفتقد شيئًا منك تجهله لكنك تشعر بغيابه.
إنها تلك المشاعر المختلفة الممزوجة برغبة في العزلة والبقاء وحدك لعلك تستطيع أن تتصالح مع ذاتك.
ربما هو مؤلم أن تفقد جزءًا منك، تفقد من يستطيع أن يحررك من صمتك ويقودك إلى لحظات صفاء نادرة.
مؤلم أن تنظر حولك بحثًا عن من يستطيع أن يفهم ما تشعر به، أن يفهم أنك تتألم، فليس من السهل أن تجد من يفهم مشاعرك، فهي مختلفة ومعقدة.
أنت وحدك من يدرك كيف ولماذا، وحدك من يدرك أنك تحتاج لمزيد من الوقت لتستطيع أن تنهض من جديد وتسير.
كثيرة هي اللحظات التي تقرر فيها أن تنفرد بنفسك لتقرر ما تريد القيام به، أو لتقرر أنك ما زلت في الحزن لكنك قادر على الفرح.
#مها_العباسي
28/05/2025
هي التي عادت من اللهب
بقلم
مها العباسي
إنها الآن تقف وحدها على عتبة عالم لا تعرف ما الذي يخبئه لها بين جدرانه.
هل ستدخل في أعماقه، أم ستتراجع وتختبئ خلف جدران زجاجية تحجبها عن كل شيء آخر؟
هل ستواصل السير في طريقها، أم ستبتعد إلى مكان بعيد حيث لا شيء، وتستسلم، كافية بما قدمته في الماضي؟
فهي لا تجيد صنع لوحات مزيفة تعيش بين ألوانها، بل تبحث عن الحقيقة لتستقر فيها.
هل لا يزال هناك شيء منها يتسع لها؟
هل تستطيع أن تعود من جديد، أن تولد منها بعد أن رحلت؟
لم تعد تهتم، ولم تعد تبالي بهم.
ستجمع كل أوراقها ورسائلها، وكل الصور واللوحات التي رسمتها يومًا ما.
ستجمع ما تبقى من الماضي وتلقي بكل تلك الأشياء في حفرة كبيرة، ثم تشعل فيها النيران. ستقف على حافتها تنظر إلى ألسنة اللهب المشتعلة، تلك التي تتلوى في محاولات يائسة للهروب والبقاء على قيد الحياة.
ستنتظر حتى تشتعل وتتوهج، ثم تلقي بجسدها ليختلط برماد الرسائل والصور والذكريات، ليمتزج معًا وتختلط ذرات جسدها بأحلامها، وتتحول إلى رماد ممزوج بين الجسد والحلم، حيث تولد كالعنقاء من رماد أحلامها لتبدأ من جديد.
#مها_العباسي
27/05/2025
"المسافة التي قتلتنا"
بقلم
مها العباسي
تلك المسافة التي نقف على طرفيها أصبحت قاتلة، إنها اللعنة التي أصابتنا ولا نستطيع التخلص منها.
تجمدت الحروف بيننا وتمزقت الكلمات بين شفتينا.
تحولت المسافات إلى قيد نختنق منه، إلى فراغ يتسع كلما حاولنا الاقتراب.
يعاندنا الزمن وتعاكسنا الأيام وكأنها قررت أن تغتال أرواحنا وتتركنا مجرد أشباح تائهة على حافة الأيام.
تمر الأيام ببطء وتتحول الساعات إلى شهور، يصبح كل شيء مملًا بلا معنى.
تتجرد الحياة من روحها وتفقد الأيام معانيها، وتفقد الكلمات حروفها وأفقد أنا ذاتي.
أقف على طرف المسافة... أبتعد عنك وأقترب منك، ما بين الحيرة والوجع هناك أنين يأتي من مكان بعيد، يناديك لتحرره من قيود المسافات، لتنطلق معه وتعبر الأسوار العالية التي تأسره من خلفها.
متى تركنا كل أحلامنا تتسرب من بين أيدينا؟ متى أدركنا الفرق بين الزائف والحقيقي؟ فليست كل الحقائق حقيقة وليست كل الأكاذيب كذبًا.
هناك دائمًا جزء من الحقيقة في كل كذبة وبعض الكذب في الحقائق.
لم أعد أهوى الصمت فهو لغة من يعجز عن مواجهة ذاته، أن يرى الحقيقة ويعترف بأنها موجودة.
سأترك كلماتي على أطراف عالمك، سأتركها في تلك المسافة التي تفصل بيننا، لعلك يومًا تفهمها وتدرك أن المسافات قاتلة ومع الوقت لن نستطيع الاقتراب من جديد.
#مها_العباسي
"ورغم كل شيء… أعود"
بقلم
مها العباسي
تنتابني نوبات من الحنين، فأنا مصابة بشغف الذكريات.
أحتضن حنيني إليك كل مساء، فلم يعد لدي ما أملكه سواك.
كثيرًا ما حاولت تجاهلك والنوم وحيدة، لكنك تتسلل إلى أحلامي بهدوء.
أستيقظ وأنا أحمل سؤالًا: ماذا لو لم يحدث شيء بيننا؟
ماذا لو بقينا أصدقاء فقط؟
ماذا لو؟
حاولت أن أتمرد على قلبي وأتجاهلك، وأن أغضب وأثور، لكنني لا أكون سوى طفلة صغيرة ترتجف مشاعرها.
ربما أكون قاسية عليك وعلى نفسي وأقسم ألا أعود، ولكن في كل مرة أعود.
أشتاق وأشعر بالحنين، فأنت خارج القوانين وخارج كل قسم.
#مها_العباسي
26/05/2025
ولادة واحدة، وموت متكرر
بقلم
مها العباسي
إنها حلقة مفرغة من الأحداث، ندور فيها لنعود إلى نقطة البداية، وكأننا نبدأ من جديد.
نسير على نفس الخطوات ونشهد نهاياتها، لكننا عاجزون عن الهروب منها.
أسلاك شائكة تحيط بنا، تخترق أرواحنا وتترك وراءها ندوبًا حزينة كدموع تسيل على جلود أرواحنا.
كلما حاولنا التحرر والانطلاق بعيدًا، تجذبنا سلاسل القدر التي لا تمنحنا سوى فرصة واحدة للولادة، بينما يأتي الموت آلاف المرات.
الألم يمنحك ما يُفترض أن يكون شفاءً، ثم يتركك وحيدًا بلا مأوى، وكأن كل الأماكن قد تخلت عنك.
تتجول في الدروب كغريب، تتمنى لو لم تغادر يومًا رحم الحياة، وتتمنى لو أنك رحلت عنها كما أتيت إليها: وحيدًا، وسرت في دروبها وحيدًا.
#مها_العباسي
25/05/2025
"فوضى ما قبل الهدوء"
بقلم
مها العباسي
تلك اللحظات التي تتزاحم فيها الأفكار في ذهنك، تشعر وكأنك تخوض صراعًا معها، تسعى للسيطرة عليها لتخرج بنفسك من الفوضى التي تسببت بها.
تتمنى لو كان بإمكانك إيقاف الزمن والعودة إلى تلك الأوقات التي كانت فيها الحياة بسيطة، مجرد ابتسامات وذكريات صغيرة.
تحاول الهروب من تلك الصور المتلاحقة في ذهنك، وتتوق إلى قليل من السكون لاستعادة توازنك الذي فقدته في تتابع الأحداث الأخيرة التي هزت كيانك.
ربما هي محاولة أخيرة للخروج من دائرة حياتك الحالية وتغييرها، سعي للوصول إلى التوازن الذي تطمح إليه.
تتأمل تلك الأفكار المتراكمة التي تتسابق لتحتل مركز الصدارة، عسى أن تتمكن من السيطرة عليك، لكنك تدرك تمامًا أنك لن تستسلم لأي منها.
فأنت ما زلت في مرحلة تسعى فيها لتحديد رغباتك والوصول إلى ما تريد دون مزيد من الخسائر.
تشعر بفقدان ذاتك، بفقدان شيء غامض تدرك غيابه.
إنها مشاعر مختلطة، تتوق إلى العزلة والبقاء وحدك، لعلك تستطيع أن تتصالح مع نفسك.
من المؤلم أن تفقد جزءًا من ذاتك، ذلك الجزء الذي يمكنه أن يحررك من صمتك ويقودك إلى لحظات نادرة من الصفاء.
من المؤلم أن تبحث حولك عن شخص يفهم ما تشعر به، من يدرك أنك تتألم.
فليس من السهل العثور على من يستطيع فهم مشاعرك، فهي معقدة ومختلفة، وأنت وحدك من يدرك كيف ولماذا تحتاج إلى مزيد من الوقت لتنهض من جديد وتواصل السير.
تتوالى اللحظات التي تقرر فيها أن تنعزل بنفسك، لتحدد ما تريد القيام به، أو لتقرر أنك ستنتهي.
#مها_العباسي
تتمنى لو كان بإمكانك إيقاف الزمن والعودة إلى تلك الأوقات التي كانت فيها الحياة بسيطة، مجرد ابتسامات وذكريات صغيرة.
تحاول الهروب من تلك الصور المتلاحقة في ذهنك، وتتوق إلى قليل من السكون لاستعادة توازنك الذي فقدته في تتابع الأحداث الأخيرة التي هزت كيانك.
ربما هي محاولة أخيرة للخروج من دائرة حياتك الحالية وتغييرها، سعي للوصول إلى التوازن الذي تطمح إليه.
تتأمل تلك الأفكار المتراكمة التي تتسابق لتحتل مركز الصدارة، عسى أن تتمكن من السيطرة عليك، لكنك تدرك تمامًا أنك لن تستسلم لأي منها.
فأنت ما زلت في مرحلة تسعى فيها لتحديد رغباتك والوصول إلى ما تريد دون مزيد من الخسائر.
تشعر بفقدان ذاتك، بفقدان شيء غامض تدرك غيابه.
إنها مشاعر مختلطة، تتوق إلى العزلة والبقاء وحدك، لعلك تستطيع أن تتصالح مع نفسك.
من المؤلم أن تفقد جزءًا من ذاتك، ذلك الجزء الذي يمكنه أن يحررك من صمتك ويقودك إلى لحظات نادرة من الصفاء.
من المؤلم أن تبحث حولك عن شخص يفهم ما تشعر به، من يدرك أنك تتألم.
فليس من السهل العثور على من يستطيع فهم مشاعرك، فهي معقدة ومختلفة، وأنت وحدك من يدرك كيف ولماذا تحتاج إلى مزيد من الوقت لتنهض من جديد وتواصل السير.
تتوالى اللحظات التي تقرر فيها أن تنعزل بنفسك، لتحدد ما تريد القيام به، أو لتقرر أنك ستنتهي.
#مها_العباسي
24/05/2025
"مكانه لا يُعاد"
بقلم
مها العباسي
في حياة كلٍّ منّا، شخصٌ واحد فقط...
ليس الأهم، ولا الأفضل،
ولكنه الأقرب،
الأصدق،
الأكثر حضورًا في القلب، ولو غاب.
ذلك الشخص لا يأخذ مكانه أحد،
ولا يشبهه أحد،
ولا يُمكننا الاقتراب من أحد بعده بنفس الطمأنينة والبساطة.
ليس لأنه لم يأتِ غيره،
بل لأن القلب، حين سلّمه مفاتيحه، فعل ذلك مرة واحدة فقط، ولن يكرّرها.
قد يرحل، وقد تبقى الحياة...
لكن شيئًا بداخلنا لا يكتمل بعده،
نتعايش، نعم، لكن لا نعود كما كنا.
مكانه يظلُّ محفوظًا،
لا يُعاد شغله،
ولا يُغلق عليه،
ولا يُنسى.
هو من علّمنا كيف نعيش حين كان،
وترك لنا درس الوحدة حين غاب.
#مها_العباسي
ليس الأهم، ولا الأفضل،
ولكنه الأقرب،
الأصدق،
الأكثر حضورًا في القلب، ولو غاب.
ذلك الشخص لا يأخذ مكانه أحد،
ولا يشبهه أحد،
ولا يُمكننا الاقتراب من أحد بعده بنفس الطمأنينة والبساطة.
ليس لأنه لم يأتِ غيره،
بل لأن القلب، حين سلّمه مفاتيحه، فعل ذلك مرة واحدة فقط، ولن يكرّرها.
قد يرحل، وقد تبقى الحياة...
لكن شيئًا بداخلنا لا يكتمل بعده،
نتعايش، نعم، لكن لا نعود كما كنا.
مكانه يظلُّ محفوظًا،
لا يُعاد شغله،
ولا يُغلق عليه،
ولا يُنسى.
هو من علّمنا كيف نعيش حين كان،
وترك لنا درس الوحدة حين غاب.
#مها_العباسي
23/05/2025
"وداعات لا تكتمل"
بقلم
مها العباسي
كم من السنوات سنحتاج حتى نلتقي بلا وداع آخر، لنبقى معًا إلى الأبد؟
أرهقتني كثرة الرحيل... أتعبني الوداع.
في كل مرة كنت ترحل فيها بصمت،
هل كنت تخشى لقائي حتى لا تتراجع عن القرار؟
نرحل وترحل، ونعود لنلتقي صدفة أو قدرًا،
ولكننا نلتقي دائمًا بعد كل رحيل دون ترتيب أو موعد.
في كل مرة ترحل فيها، كنت أعلم أنه لن يجمعنا يومًا طريق، ولا يتجدد اللقاء.
حتى المدينة التي تجمعنا لا نلتقي على أرضها، رغم أن خطواتي تسابق خطواتك على نفس الطريق.
ذات الشوارع... ذات البيوت... ذات المقاهي... ذات المقاعد.
ولكن أبدًا لم نلتقِ.
ومع ذلك، في كل مرة يشاء القدر أن نجتمع معًا.
ربما هناك سر أجهله في ذلك،
ربما لنا موعد، ولكننا نجهل توقيته.
صحيح أنه في كل مرة نعود، ولكن هناك رحيل لن يكون بعده عودة.
ستصبح عودتنا بلا معنى،
ستزداد الهوة بيننا، وسنصبح أكثر قسوة على بعضنا البعض.
حينها سنقول الوداع، وفي عيوننا أمل بأن يكون هناك لقاء.
مللت الانتظار... مللت إلى اللقاء.
مللت الوداع بلا وداع.
مللت حين نقول ربما نلتقي في مكان ما مرة أخرى.
لماذا لا أقول بحسم وصراحة الوداع، وأغلق الباب وأمزق الأوراق؟
لماذا لا أرحل عنك، عن ذكرياتك، عن بقايا أمل؟
معك أنا ممتلئة بالوداعات التي لا تكتمل ولا تتم.
أنا، أم أنت من يجعل الوداع ناقصًا لا يكتمل؟
أنا أنتظر دائمًا لقاء جديد يجمعنا، هناك يقين يخبرني أنك ستعود، دائمًا ما تعود.
ربما قدرنا أن نجتمع كأننا لم نفترق، ونقول وداعًا يومًا.
#مها_العباسي
أرهقتني كثرة الرحيل... أتعبني الوداع.
في كل مرة كنت ترحل فيها بصمت،
هل كنت تخشى لقائي حتى لا تتراجع عن القرار؟
نرحل وترحل، ونعود لنلتقي صدفة أو قدرًا،
ولكننا نلتقي دائمًا بعد كل رحيل دون ترتيب أو موعد.
في كل مرة ترحل فيها، كنت أعلم أنه لن يجمعنا يومًا طريق، ولا يتجدد اللقاء.
حتى المدينة التي تجمعنا لا نلتقي على أرضها، رغم أن خطواتي تسابق خطواتك على نفس الطريق.
ذات الشوارع... ذات البيوت... ذات المقاهي... ذات المقاعد.
ولكن أبدًا لم نلتقِ.
ومع ذلك، في كل مرة يشاء القدر أن نجتمع معًا.
ربما هناك سر أجهله في ذلك،
ربما لنا موعد، ولكننا نجهل توقيته.
صحيح أنه في كل مرة نعود، ولكن هناك رحيل لن يكون بعده عودة.
ستصبح عودتنا بلا معنى،
ستزداد الهوة بيننا، وسنصبح أكثر قسوة على بعضنا البعض.
حينها سنقول الوداع، وفي عيوننا أمل بأن يكون هناك لقاء.
مللت الانتظار... مللت إلى اللقاء.
مللت الوداع بلا وداع.
مللت حين نقول ربما نلتقي في مكان ما مرة أخرى.
لماذا لا أقول بحسم وصراحة الوداع، وأغلق الباب وأمزق الأوراق؟
لماذا لا أرحل عنك، عن ذكرياتك، عن بقايا أمل؟
معك أنا ممتلئة بالوداعات التي لا تكتمل ولا تتم.
أنا، أم أنت من يجعل الوداع ناقصًا لا يكتمل؟
أنا أنتظر دائمًا لقاء جديد يجمعنا، هناك يقين يخبرني أنك ستعود، دائمًا ما تعود.
ربما قدرنا أن نجتمع كأننا لم نفترق، ونقول وداعًا يومًا.
#مها_العباسي
"امرأة اعتادت الخسارة ولم تُهزم"
بقلم
مها العباسي
هي امرأة تشكلت من خلال التجارب، لا من خلال الصدف، حيث أعادت الأوجاع صياغتها. وُضعتها في أتون مشتعل وأدخلتها معارك لا تعرف الهدنة.
تعلمت كيف تداوي جرحها بصمت، مبتسمة بدلاً من أن تبكي، وكيف تمسح دموعها دون أن يراها أحد.
تعلمت كيف تنهض بعد كل كسر في حياتها، وتخوض الأيام بمفردها، حتى باتت لا تعتمد على أحد.
فهي وحدها لم تستسلم لما فرضته الحياة، بل تمسكت بقوة وثبات رغم كل شيء.
لا تعطي ثقتها بسهولة، ولا تتقن فن تصديق الوعود.
اعتادت استقبال خيبات الأمل بقوة، معتبرة إياها فرصة لبداية جديدة، وأن تنفض عن كاهلها ضعفها لتظهر أكثر قوة وصلابة.
لم تعد تخشى وداع ، فقد أصبح الرحيل لديها شيئاً مألوفاً.
جعلتها الخسارات والخذلان تدرك بحكمة عواقب اختياراتها، وهي لا تختار البقاء لمجرد كونه الخيار الأمثل، ففي بعض الأحياناً يكون الرحيل هو سبيل النجاة.
هي إمرأة لا تهتم بشيء ولا تبالي بشيء، لم تعد تنتظر أحد، فقد سئمت الانتظار.
#مها_العباسي
22/05/2025
"كنت هنا... أم كنت حلمًا؟"
بقلم
مها العباسي
لثورتك هدوء عجيب حين تختلط بطفولتك، لا أعلم لماذا كانت طفولتك معنا دائماً... تركض هنا وهناك، وتختفي خلف تلك الضحكة الطفولية.
ضحكتك لها مذاق خاص، تختفي لتعود وتظهر تلك الابتسامة التي تحتل جانب شفتَيك.
أرى رجولتك في القرار الذي تتخذه، في احتواء حزن دفين، في استخراج كلمات مدفونة، وفي احترام دموع قوية تاهت مني لسنوات.
كم هي تلك السنوات؟ التقينا منذ سنوات ورحلنا، ثم التقينا لنرحل من جديد.
أم أننا لم نلتقِ بعد وتواصلنا في الأحلام؟ أهذا صوتك الذي أسمعه؟ أهذا طيفك الذي أراه؟ ترى، أكنت أنت من جلست معه؟
نعم، إنه أنت؛ تلك هي بقايا سيجارتك ملقاة هناك.
تلك آثار خطواتك على الأرض، وهذا هو فنجانك، وتلك أوراقك مكتوبة وعليها اسمك. كنت هنا حقًا، نعم كنت هنا.
تلك علبة سجائرك ملقاة في حقيبتي، وأعواد ثقابك معها.
ولكن لماذا لا تظهر في تلك الصورة؟ ألم نكن فيها معًا؟
#مها_العباسي
ضحكتك لها مذاق خاص، تختفي لتعود وتظهر تلك الابتسامة التي تحتل جانب شفتَيك.
أرى رجولتك في القرار الذي تتخذه، في احتواء حزن دفين، في استخراج كلمات مدفونة، وفي احترام دموع قوية تاهت مني لسنوات.
كم هي تلك السنوات؟ التقينا منذ سنوات ورحلنا، ثم التقينا لنرحل من جديد.
أم أننا لم نلتقِ بعد وتواصلنا في الأحلام؟ أهذا صوتك الذي أسمعه؟ أهذا طيفك الذي أراه؟ ترى، أكنت أنت من جلست معه؟
نعم، إنه أنت؛ تلك هي بقايا سيجارتك ملقاة هناك.
تلك آثار خطواتك على الأرض، وهذا هو فنجانك، وتلك أوراقك مكتوبة وعليها اسمك. كنت هنا حقًا، نعم كنت هنا.
تلك علبة سجائرك ملقاة في حقيبتي، وأعواد ثقابك معها.
ولكن لماذا لا تظهر في تلك الصورة؟ ألم نكن فيها معًا؟
#مها_العباسي
"خيوط الأرواح التي لا تنقطع"
بقلم
مها العباسي
أنا على يقين أن لقاءنا لم يكن مجرد صدفة عابرة أو عبث مؤقت، بل كان قدرًا حقيقيًا، جاء ليعيد ترتيب ملامح حياتنا من جديد.
منذ لحظة اللقاء، أصبح كل واحد منا سندًا للآخر، مصدرًا للقوة حين تضعف الأحلام، وللأمل حين تضيق الدروب.
وعندما شعرت الحياة بثقلها، وعندما أوصدت الأبواب في وجوهنا، كان بيننا دائمًا شيء خفي... رابط هادئ، ناعم، يتكوّن ببطء ورفق، تمامًا كما تُنسَج الخيوط بين الأرواح التي تعرف طريقها إلى بعضها.
قد يأخذنا الوقت بعيدًا، وقد نبتعد مؤقتًا، لكن الفراق الحقيقي لا يعرف طريقه إلينا. فالأرواح التي التقت مرة، وتواصلت بصمت وصدق، لا تنقطع صلتها بسهولة... إلا إن توقفت رسائلها التي لا تُرى.
لقد دخل كلٌّ منا إلى قلب الآخر دون تخطيط أو مقاومة، بليونة كأننا نتسلل إلى مساحة كانت خالية وتنتظرنا. وكأن كلٌّ منا وجد في الآخر ذلك الوطن الذي طال البحث عنه.
كنا وما زلنا... أمانًا متبادلًا، ومأوى لا يُشبه سواه.
#مها_العباسي
#رسائل_ما_بعد_الغياب
هل ما زلت تذكرني؟
بقلم
مها العباسي
اشتاقت إليك...أغمضت عينيها وهمست بدعاء صامت.
رغم مرور السنوات، لا تزال تفتقد دفء صوتك، وحنان نظراتك، ولمسة حضورك التي كانت تطمئنها كطفلة صغيرة.
كانت تشعر بك جوارها دومًا، تلاعبها ابتسامتك، وتحتضنها كلماتك الحنونة.
تشتاق لرائحة دخان سيجارتك، للنظرة التي كنت تنظر بها إليها من خلف الدخان، تضحك من تلك اللحظة التي كنت فيها أنت، بكامل فوضاك،
تشاركها في حرف ضائع من اسم، كأن القدر كتب لكما اللقاء في جزء لم يكتمل بعد.
تتخيل يدك فوق كتفها، تحميها من غريب يقترب، أو تمسك بها وهي تعبر الطريق.
تسترجع رائحة أوراقك وكتبك التي كنت تلقيها جانبًا فتضحك، ثم تنطلق كطفل تخلص من واجباته المدرسية.
لم تعتد أن تحمل أوراقًا، لكنها كانت تراها معك دومًا، تنظر إليك بغضب مبتسم، وهي تحتفظ بأشيائك الصغيرة وكأنها كنوز.
كلما غضبت، جلستَ جوارها تبتسم، فتنظر إليك وتبتسم، ثم تنهضان معًا دون أن تدري لماذا غضبت أو لماذا تصالحتما.
ربما كانت تغضب فقط، لتراك وأنت تصالحها كطفلٍ عنيد، أو لأنها كانت تفتقد همستك حين تقول:
"مش هنكبر"...
فتبتسم، وتبتسم هي أيضًا.
هل ما زال الشتاء يناديك كما كان؟
حين كانت تشعر بالبرد، تضحك وتتذكرك...
وحين تمطر الدنيا، تركض تحت المطر وكأنك معها، تعلمان جيدًا أنكما لم تهربا من المطر،
بل إليه.
رغم فارق السنوات بينكما، كنت أنت الطفل في الحكاية.
اشتاقت إليك بكل شيء، بثورتك، وجنونك، وغضبك، وهدوئك، ووجعك.
علمتها أن تكون "هي"... أو لا تكون.
علمتها أن تعيش الحياة للحياة.
علمتها أن تشتاق إليك كل صباح مع فنجان القهوة ودخان السيجارة.
علمتها أن صوتك ما زال يناديها عبر السنين،
وأنك ما زلت هنا...في مكان ما، قريب منها،
حتى إن فرقت بينكما المسافات.
هل كنت تتخيل أن تقرّبنا الأماكن وتبعدنا المسافات؟
اشتاقت إليك...فهل تشتاق إليها،
أم أنك لم تعد تذكرها؟
هل ما زلت تتذكر تلك الأيام التي جمعتكما؟
أم أنها تلاشت من ذاكرتك كما تلاشت خطواتكما من الطرقات؟
هل ما زلت تحمل في قلبك ما كنت تحمله يومًا،
أم أن تلك المشاعر تآكلت بفعل الغياب؟
سنوات وسنوات مضت، يجمعكم الأرض،
تتنفسون نفس الهواء، لكن لم تلتقِ خطواتكما...
أم تراكما التقيتما دون أن تنتبها؟
هي تعرف...أنت هناك، خلف الجدار، في تلك الغرفة التي حفظت تفاصيلها من حديثك.
جدرانها، أدراجك، كرسيك المفضل، علبة سجائرك، أعواد الثقاب، رائحة الكتب...
كلها ما زالت محفورة في ذاكرتها.
تذكرك صوتك، ضحكتك، لحظاتك التي تقاسمتها معها بكل صدق.
اشتاقت إليك...ما زالت تفتقدك.
هل تذكرها، يا صديق؟
حينها، داعبتها نسمة حانية على وجهها
فارتسمت على شفتيها ابتسامة، وتمنت فقط...
أن تراك، لتهمس في أذنك:
"لم أستطع يومًا أن أنساك..."
#مها_العباسي
#رسائل_ما_بعد_الغياب
21/05/2025
حين تبتسم الدموع"
بقلم
مها العباسي
حين أشتاق إلى تلك اللحظات الخاصة التي كانت تملأني سعادة، وترسم على وجهي ابتسامة هادئة... تنهمر أحيانًا دموعي، فتحتضن تلك الابتسامة كأنهما تآلفا مع الزمن.
أتهيأ للانطلاق في رحلة الحياة،
أجلس على مقعد قطار الذكريات،
وهمس شفتاي يردد:
"على قد ما حبينا وتعبنا في ليالينا..."
كانت ولا تزال تلك الكلمات تعويذتي السحرية...
كلما اجتاحتني الأحزان، جاءتني تلك العبارة،
تضحكني،
تبكيني،
ثم تتركني أُغمض عيني بابتسامة صغيرة.
أسمع ضحكاتنا وهي تعانق أرواحنا،
أشعر برائحة المطر تُلامس وجهي،
نتراكض تحت المطر كطفلين لا يعرفان إلى أين،
نضحك بصوت عالٍ،
نرمي ما في أيدينا ونحتضن القطرات كأنها الحياة.
كنتَ تلقى إليّ بأشيائك،
وحقيبتي الصغيرة تضم أغراضك...
ذكرياتك.
ثم تعود الابتسامة إلى شفتيّ مع كل عبور موسيقي...
أعبر السنوات بين "عيناك"،
و"سمراء"،
و"كلمات"،
وبين رائحة القهوة التي امتزجت برائحة التبغ.
صوت كاظم...
كلمات نزار...
و"ألا أنتِ"...
كلها كانت وتظل نوافذ تطل على قلبك.
قضينا أمسيات لا تنتهي،
وأحاديث تتصل بالنهار،
لقاءات تبدأ عند الغروب وتستيقظ مع الشروق.
سنوات طويلة...
وأشياء كثيرة لا زلت أعيشها وحدي،
معك،
ولك،
ولا يشاركني في أسرارها أحد.
لأنك كنت دائمًا...
أعظم أسراري.
#مها_العباسي
#رسائل_ما_بعد_الغياب
أتهيأ للانطلاق في رحلة الحياة،
أجلس على مقعد قطار الذكريات،
وهمس شفتاي يردد:
"على قد ما حبينا وتعبنا في ليالينا..."
كانت ولا تزال تلك الكلمات تعويذتي السحرية...
كلما اجتاحتني الأحزان، جاءتني تلك العبارة،
تضحكني،
تبكيني،
ثم تتركني أُغمض عيني بابتسامة صغيرة.
أسمع ضحكاتنا وهي تعانق أرواحنا،
أشعر برائحة المطر تُلامس وجهي،
نتراكض تحت المطر كطفلين لا يعرفان إلى أين،
نضحك بصوت عالٍ،
نرمي ما في أيدينا ونحتضن القطرات كأنها الحياة.
كنتَ تلقى إليّ بأشيائك،
وحقيبتي الصغيرة تضم أغراضك...
ذكرياتك.
ثم تعود الابتسامة إلى شفتيّ مع كل عبور موسيقي...
أعبر السنوات بين "عيناك"،
و"سمراء"،
و"كلمات"،
وبين رائحة القهوة التي امتزجت برائحة التبغ.
صوت كاظم...
كلمات نزار...
و"ألا أنتِ"...
كلها كانت وتظل نوافذ تطل على قلبك.
قضينا أمسيات لا تنتهي،
وأحاديث تتصل بالنهار،
لقاءات تبدأ عند الغروب وتستيقظ مع الشروق.
سنوات طويلة...
وأشياء كثيرة لا زلت أعيشها وحدي،
معك،
ولك،
ولا يشاركني في أسرارها أحد.
لأنك كنت دائمًا...
أعظم أسراري.
#مها_العباسي
#رسائل_ما_بعد_الغياب
20/05/2025
"رسالة من منتصف الحكاية"
بقلم
مها العباسي
ربما نحتاج إلى بعض الوقت لنفهم حقيقة مشاعرنا.
هذه هي المرة الأولى التي نُفصح فيها عن مشاعر طالما سكنت تلك المنطقة الرمادية في قلوبنا... كنا نهرب منها، نتجاهلها، رغم أن الآخرين كانوا يرونها بوضوح.
لم نعترف بها،
وربما لم نكن بحاجة للاعتراف،
فمجرد وجودنا معًا كان كافيًا.
كنت أعلم منذ البداية أننا لن نسير في الطريق ذاته،
ومع ذلك، لم أستطع إنكار الشعور داخلي.
كنت دائمًا ملاذي الآمن،
وكل هدوئي،
وكل سلامي.
كنت أشتاق إليك كل مساء،
رغم أننا لم نلتقط صورة واحدة تجمعنا،
لكنني كنت أحتفظ بملامحك كاملة في قلبي.
وما زلت أبتسم كلما مرّ اسمك في خاطري...
هناك شخص واحد فقط تتقبله كما هو،
بكل عيوبه ومزاجيته،
لأنك تراه "استثناءً"...
وأنت كنت ذلك الاستثناء.
كنت أكتب لك رسالة كل مساء،
أحيانًا أحتفظ بها، وأحيانًا لا.
لكنها كانت طريقتي الوحيدة لأُحدثك،
على أمل أن تصلك يومًا ما.
ثم اختفيت...
بلا وداع،
بلا كلمة،
بلا حتى تفسير.
ورغم كل شيء،
لا زلت مؤمنة أنك كنت تحمل لي كل ذلك الحب الصادق.
كنت أشعر بفرحتك حين عدنا لبعضنا،
أشعر بأنفاسك ترقص خفةً وأمانًا وحبًا...
ثم فجأة،
صمتّ،
وتركتني في منتصف الحكاية.
ربما لم تكن المرة الأولى التي ترحل فيها بصمت،
لكنها كانت الأصعب.
لأنني كنت مكشوفة أمامك تمامًا،
كنت "أنا" الحقيقية،
بلا أقنعة،
ولا ادّعاء.
وإن كانت عودتك يومًا بدافع الضعف،
فأنا كنت قوتك.
وإن كان رحيلك بدافع الخوف،
فأنا لم أطلب وعدًا،
ولا خطة،
ولا حتى نهاية.
كل ما أردته ببساطة...
أن تبقى.
حتى ولو من بعيد...
حتى ولو بصوتك فقط.
لم أطمع في شيء سوى وجودك.
#مها_العباسي
#رسائل_ما_بعد_الغياب
هذه هي المرة الأولى التي نُفصح فيها عن مشاعر طالما سكنت تلك المنطقة الرمادية في قلوبنا... كنا نهرب منها، نتجاهلها، رغم أن الآخرين كانوا يرونها بوضوح.
لم نعترف بها،
وربما لم نكن بحاجة للاعتراف،
فمجرد وجودنا معًا كان كافيًا.
كنت أعلم منذ البداية أننا لن نسير في الطريق ذاته،
ومع ذلك، لم أستطع إنكار الشعور داخلي.
كنت دائمًا ملاذي الآمن،
وكل هدوئي،
وكل سلامي.
كنت أشتاق إليك كل مساء،
رغم أننا لم نلتقط صورة واحدة تجمعنا،
لكنني كنت أحتفظ بملامحك كاملة في قلبي.
وما زلت أبتسم كلما مرّ اسمك في خاطري...
هناك شخص واحد فقط تتقبله كما هو،
بكل عيوبه ومزاجيته،
لأنك تراه "استثناءً"...
وأنت كنت ذلك الاستثناء.
كنت أكتب لك رسالة كل مساء،
أحيانًا أحتفظ بها، وأحيانًا لا.
لكنها كانت طريقتي الوحيدة لأُحدثك،
على أمل أن تصلك يومًا ما.
ثم اختفيت...
بلا وداع،
بلا كلمة،
بلا حتى تفسير.
ورغم كل شيء،
لا زلت مؤمنة أنك كنت تحمل لي كل ذلك الحب الصادق.
كنت أشعر بفرحتك حين عدنا لبعضنا،
أشعر بأنفاسك ترقص خفةً وأمانًا وحبًا...
ثم فجأة،
صمتّ،
وتركتني في منتصف الحكاية.
ربما لم تكن المرة الأولى التي ترحل فيها بصمت،
لكنها كانت الأصعب.
لأنني كنت مكشوفة أمامك تمامًا،
كنت "أنا" الحقيقية،
بلا أقنعة،
ولا ادّعاء.
وإن كانت عودتك يومًا بدافع الضعف،
فأنا كنت قوتك.
وإن كان رحيلك بدافع الخوف،
فأنا لم أطلب وعدًا،
ولا خطة،
ولا حتى نهاية.
كل ما أردته ببساطة...
أن تبقى.
حتى ولو من بعيد...
حتى ولو بصوتك فقط.
لم أطمع في شيء سوى وجودك.
#مها_العباسي
#رسائل_ما_بعد_الغياب
19/05/2025
هذا القدر الذي لا نفهمه
بقلم
مها العباسي
كيف كنا؟
كيف أصبحنا؟
كنا مجرد غرباء لم نلتقِ يومًا.
جمعنا القدر في طريق واحد، ولم نتبادل يومًا الكلام أو حتى السلام، لكن كان هناك شيء ما يجمعنا.
ربما هي أرواح حائرة، أو ألم، أو جرح لم نستطع مداواته.
أليس هذا كافيًا لنلتقي؟
ربما في العادة ليس كافيًا، ويحمل بين طياته الكثير من علامات الاستفهام والدهشة، لكن في تلك اللحظة القدرية، هو كافٍ جدًا... بل هو المناسب تمامًا لتلك الأرواح الهائمة التي تبحث عن سبيل لتلتقي بمن يشبهها.
#مها_العباسي
18/05/2025
ومن يستطيع الهروب من القدر؟
بقلم
مها العباسي
عيناك قدري، ومن يستطيع الهروب من القدر؟
هل ترى أنني أحبك؟
سؤال يحتمل العديد من الإجابات، بعضها مني وبعضها منك، والكثير من الإجابات نجمعها من بين إجابتينا.
عندما أرى رماد السيجار يشتعل من جديد ويتوهج في المنفضة أمامي، أدرك أن هناك شيئًا مختلفًا يحدث لي.
عندما أنظر إلى فنجان قهوتي وأجد ملامحك قد نُقشت على سطحه بحبيبات القهوة، أعلم أن هناك شيئًا مختلفًا.
عندما تجري عقارب الساعة بسرعة جنونية لنلتقي، ثم تتوقف فجأة عند لقائنا، أعلم أن هناك شيئًا يحدث.
حاولت تغيير اتجاه العقارب لتختلف الساعات ولا أراك أمامي، لكن لا شيء يهم.
إنه مجرد لقاء عابر وحديث عابر.
التقينا في طريق ما، وكان بيننا حديث طويل على فنجان قهوة، ومنفضة امتلأت بأعقاب السجائر، وأوراق تشتت عليها الحروف، وشذى عطر ما انتشر من حولنا، ليصبح المكان مختلفًا.
أنت التقطت المفتاح بهدوء، وفتحت الأبواب، وأطلقت روحي لتحلق عالياً، بعد أن كنت قد قصصت أجنحتها وأغلقت عليها الأبواب.
قبل أن نلتقي، كنت أعلم جيدًا كيف أهرب من رجل يحاول تحرير روحي من أسرها.
كنت أتقن الهروب والمراوغة، وأغلق الأبواب بإحكام وألقي المفتاح بعيدًا عن أي يد قد تنتشله مني.
دائمًا ما كنت أنظر من بعيد من صَدفتي التي أسكنها وحدي، من شرنقتي التي أتحصن بخيوطها الحريرية، ولا أريد أن أحلق بعيدًا عنها.
كنت دائمًا أسرع بوضع نقطة النهاية بعد أول كلمة في أول سطر من حكاية ما، فمعي تنتهي كل الحكايات دون بداية.
شيء ما تسلل إلى تلك الصَدفة واستوطن بين جدرانها وغفى.
ودون أن أدري، نمت روحك وخرجت للنور لؤلؤة.
فأخفيت كل النقاط حتى لا تكون نهاية، وفتحت كل الأبواب ومزقت خيوط الشرنقة.
هل ترى أنني حقًا أحبك؟
#مها_العباسي
#رسائل_مابعد_الغياب
17/05/2025
حين تسلل الحب كفوضى
بقلم
مها العباسي
يأتي الحب عندما لا نتوقعه أو ننتظره.
يظهر في اللحظات التي نفقد فيها الأمل في وجوده، مثل طفل فوضوي يعبث بكل ما حولنا. يظهر عندما نكون قد رتبنا كل شيء في مكانه، وضعنا القوانين الصارمة، وأغلقنا الأبواب والنوافذ، وجلسنا نتناول قهوتنا في هدوء.
ثم نكتشف أنه قد تسلل إلى عالمنا، وأشعل الراديو ليملأ المكان بأصوات صاخبة تكسر سكونه، ويبدأ في القفز واللعب والرقص من حولنا، مبعثرًا الأوراق والوسائد.
إنه طفل فوضوي لا يستطيع الجلوس بهدوء.
لا ينبغي أن تشعر بالأمان مع طفل فوضوي، فهو سريع الغضب وصعب الإرضاء، لكنه في الوقت نفسه سهل جدًا أن تداعبه وترسم الابتسامة على وجهه عندما تفهم لغته وتدرك معنى طلاسم كلماته، تلك الكلمات المبعثرة التي يخبرك بها وهو يقفز حولك ويغضب كثيرًا ويحطم ألعابه إذا لم تفهم ما يقوله أو ما يريده.
#مها_العباسي
16/05/2025
أختار الصمت دائما
بقلم
مها العباسي
لم أكن يومًا هشّة، بل كنت أختار الصمت لأسمع ما لا يُقال، وأتراجع لأرى الصورة أوضح.
كنت أراقب الأشياء وهي تتكشف على مهل، وأتعلم من كل سقوط كيف أُعيد الوقوف بهدوء.
لم أكن مترددة حين ابتعدت، بل كنت حاسمة بعد محاولات كثيرة لم تُثمر إلا الخذلان.
ولم يكن انسحابي هروبًا، بل إنقاذًا لما تبقى من قلبي.
لم أكن جامدة الشعور، لكنني تعبت من منح الدفء في مواسم البرد القاسي.
تعبت من حمل الضعف بصدرٍ قوي، ومن محاولة إصلاح كل ما يتكسر حولي دون أن يمد أحدهم يده لي.
أنا لا أبحث عن الكمال،
كل ما أريده علاقة لا أضطر فيها لتبرير نفسي، أو للركض خلف من لا يعرف قيمتي.
أبحث عن طمأنينة، عن من يحتويني دون أن يُشكك بي،
عن من يرى فيّ وطنًا، فأمنحه في المقابل كل السلام.
#مها_العباسي
كنت أراقب الأشياء وهي تتكشف على مهل، وأتعلم من كل سقوط كيف أُعيد الوقوف بهدوء.
لم أكن مترددة حين ابتعدت، بل كنت حاسمة بعد محاولات كثيرة لم تُثمر إلا الخذلان.
ولم يكن انسحابي هروبًا، بل إنقاذًا لما تبقى من قلبي.
لم أكن جامدة الشعور، لكنني تعبت من منح الدفء في مواسم البرد القاسي.
تعبت من حمل الضعف بصدرٍ قوي، ومن محاولة إصلاح كل ما يتكسر حولي دون أن يمد أحدهم يده لي.
أنا لا أبحث عن الكمال،
كل ما أريده علاقة لا أضطر فيها لتبرير نفسي، أو للركض خلف من لا يعرف قيمتي.
أبحث عن طمأنينة، عن من يحتويني دون أن يُشكك بي،
عن من يرى فيّ وطنًا، فأمنحه في المقابل كل السلام.
#مها_العباسي
"ما بيني وبينه صمت لا يُقال"
بقلم
مها العباسي
لا أعلم من فينا يحترف الألم أكثر…
أنا، التي كانت تبكي في صمت تحت عباءة الليل كي لا تنهار؟
أم هو، الذي أرتدى قناع الصمت وأخفى خلف ملامحه ألف جرح؟
نحن لا نتبادل الكلمات،
لكن أرواحنا تتخاطب بصوتٍ لا يسمعه سوانا،
نلتقي في الحلم، في الذكرى، في شرود اللحظة،
وحين تقع عيني عليه،
كأنني أنظر إلى نسختي الأخرى،
بألمها، وحنينها، وشرودها البعيد.
لسنا مجرد صدفة عابرة…
نحن حكاية لم تُكتب،
نشتعل كلما اقتربنا، ونتلاشى كلما ابتعدنا،
حائران بين الشوق والخذلان،
لا ندري إن كنا نحب،
أم أننا فقط ضللنا الطريق إلى أنفسنا.
أنظر إليه،
فأرى الحزن ساكنًا بين ضلوعه كما هو في صدري،
لكنه لا يقول… وأنا لا أطلب.
هو يوجعه صمتي،
وأنا تقتلني نظرته.
أشتاق إليه كما أشتاق لذاتي التي أضعتها،
أحنّ له وكأن فيه نبضي وطمأنينتي،
أراه في غيابه، وأسمعه في صمته،
كأنه يسكنني رغم كل البُعد.
وكلما قررت الرحيل،
وجدتني أمضي إليه لا عنه،
وكأن بيني وبينه رباطًا لا ينقطع…
رباطًا لا يقود إلى الخلاص،
بل إلى الاحتراق، بنارٍ لا تُطفأ.
#مها_العباسي
أنا، التي كانت تبكي في صمت تحت عباءة الليل كي لا تنهار؟
أم هو، الذي أرتدى قناع الصمت وأخفى خلف ملامحه ألف جرح؟
نحن لا نتبادل الكلمات،
لكن أرواحنا تتخاطب بصوتٍ لا يسمعه سوانا،
نلتقي في الحلم، في الذكرى، في شرود اللحظة،
وحين تقع عيني عليه،
كأنني أنظر إلى نسختي الأخرى،
بألمها، وحنينها، وشرودها البعيد.
لسنا مجرد صدفة عابرة…
نحن حكاية لم تُكتب،
نشتعل كلما اقتربنا، ونتلاشى كلما ابتعدنا،
حائران بين الشوق والخذلان،
لا ندري إن كنا نحب،
أم أننا فقط ضللنا الطريق إلى أنفسنا.
أنظر إليه،
فأرى الحزن ساكنًا بين ضلوعه كما هو في صدري،
لكنه لا يقول… وأنا لا أطلب.
هو يوجعه صمتي،
وأنا تقتلني نظرته.
أشتاق إليه كما أشتاق لذاتي التي أضعتها،
أحنّ له وكأن فيه نبضي وطمأنينتي،
أراه في غيابه، وأسمعه في صمته،
كأنه يسكنني رغم كل البُعد.
وكلما قررت الرحيل،
وجدتني أمضي إليه لا عنه،
وكأن بيني وبينه رباطًا لا ينقطع…
رباطًا لا يقود إلى الخلاص،
بل إلى الاحتراق، بنارٍ لا تُطفأ.
#مها_العباسي
15/05/2025
أحتاجك صمتا
بقلم
مها العباسي
دعني أسترد عافيتي بين ذراعيك،
فالعالم كان قاسيًا، والطريق إلى حضنك لم يكن سهلًا.
تعثّرتُ كثيرًا، مررتُ بأحمالٍ لا تُرى،
وابتلعت وجعًا لا يُحكى،
كل ما فيّ الآن مُنهك…
حتى الكلام صار يخذلني.
دعني أرتاح قليلًا فوق صدرك،
أخلع خوفي، وأُطفئ قلق الأيام،
دعني أتنفّس كما لم أفعل منذ زمن…
فأنا لا أطلب معجزة،
أطلب فقط لحظة نجاة.
أشعر أنني كنتُ في معركة طويلة،
خسرتُ فيها أجزاءً مني… ولم أربح شيئًا،
إلا فكرة واحدة:
أن حضنك وطن، لا يشبه شيئًا من هذا العالم.
لا تكلّمني…
فقط احتوِني.
امسح عني كل هذا التعب،
وذكّرني بأن الطمأنينة ما زالت ممكنة،
إن كانت فيك.
#مها_العباسي
أحبّه كما تشتعل النار
بقلم
مها العباسي
لا أحبه بهدوء… بل أحبّه كما تشتعل النار فجأة.
هو حب لا يهدأ… يثور، يلاحقني حتى في صمتي.
أشتاقه حد الارتعاش… وأخشاه كأنّه وجعي القديم.
في داخلي نصف حضنٍ، ونصف هروبٍ لا ينجو.
أخاف أن أُوجِعه بحناني… وأخاف أن أضيع وأنا أرممه.
يحمل حزنًا لا اسم له، وتيهًا لا قرار له.
أتأرجح بين فصوله، بين دفئه وعواصفه.
أتمنى فقط يومًا بلا معارك، بلا جراح.
يومًا نخلع فيه سيوفنا… ونلبس السكون.
يومًا لا ننجو منه إلا بعناقٍ طويل… كأن العالم انتهى عنده.
#مها_العباسي
هو حب لا يهدأ… يثور، يلاحقني حتى في صمتي.
أشتاقه حد الارتعاش… وأخشاه كأنّه وجعي القديم.
في داخلي نصف حضنٍ، ونصف هروبٍ لا ينجو.
أخاف أن أُوجِعه بحناني… وأخاف أن أضيع وأنا أرممه.
يحمل حزنًا لا اسم له، وتيهًا لا قرار له.
أتأرجح بين فصوله، بين دفئه وعواصفه.
أتمنى فقط يومًا بلا معارك، بلا جراح.
يومًا نخلع فيه سيوفنا… ونلبس السكون.
يومًا لا ننجو منه إلا بعناقٍ طويل… كأن العالم انتهى عنده.
#مها_العباسي
14/05/2025
"ماذا حدث بعد الصمت؟"
بقلم
مها العباسي
ألقى نظرة سريعة نحوي، نظرة خجولة، وكأنه يخشى أن يفضحها الحنين.
ثم أشاح بوجهه فجأة، كأنه تراجع في آخر لحظة عن قول شيءٍ كان على وشك الإفلات من بين شفتيه.
أطفأ سيجارته ببطء، بعناية زائدة، وكأنها آخر كلمة في سطرٍ أخير.
ثم مال برأسه قليلًا للخلف، وأغمض عينيه، كما لو أنه يحمل داخله عمرًا بأكمله من التعب... والتردد.
كنت أراه، ولم أكن أراه.
كان حاضرًا بجسده، لكن روحه كانت تتأرجح بين رغبته في البقاء، وخوفه من الانكشاف.
"مش لازم تقول حاجة"، قلتها بهدوء، وأنا أعلم أنه لن ينطق.
فبعض الرجال لا يتحدثون حين يحبّون...
هم يهربون، أو يصمتون، أو يتركون لدخان السجائر مهمة البوح.
لكنه هذه المرة، لم يهرب.
ولأول مرة، وضع يده على يدي — لا بقوة، ولا بتردد — إنما كأنه يقول: أنا هنا، بس مش عارف أتكلم.
وابتسم.
ابتسامة صغيرة... مكسورة... لكنها حقيقية.
ووقتها عرفت.
أن الحب أحيانًا لا يحتاج لكلمات.
وأن ما بيننا — رغم كل صمت الدنيا — لا يزال ينبض.
#مها_العباسي
مجرد تخيلات
بقلم
مها العباسي
أتساءل كثيرًا…كيف كانت الحياة ستكون، لو أنني حظيت بفرصة حقيقية…فرصة أعيش فيها كما أريد، لا كما فُرض عليّ.
لو لم يُسرق مني عمري في محاولات للشفاء،
من أشياء لم تكن يومًا خياري، ولا ذنبي، لو لم أُجبر على النهوض كل مرة بعد سقوط، بلا يد تمسك بي، ولا قلب يفهم أن قلبي لم يعُد يحتمل المزيد.
أتخيل أحيانًا…كيف كنت سأكون لو لم تُرهقني الخيبات، لو أن الطفلة التي كنتها لم تُؤذَ مبكرًا، ولم تُربَّ على الصمت كوسيلة نجاة، لو أنني لم أُضطر إلى التحمل، إلى التماسك، إلى الادعاء أنني بخير…فقط لأمنح الآخرين راحةً على حسابي.
ماذا لو لم أكن مُضطرة طوال الوقت أن أصلح ما لم أكسره، أن أتحمل ما لا طاقة لي به، أن أغفر ما لا يُغتفر، وأسامح قبل أن أُمنح اعتذارًا؟
ماذا لو كانت الحياة عادلة يومًا، ومنحتني لحظة نقية أكون فيها أنا…بلا حذر، بلا قناع، بلا خوف من الإنكسار؟
كل الذين مرّوا…تركوا شيئًا عليّ أن أتعافى منه.
حتى اللحظات الجميلة، كانت مشروطة بزوال قادم، أو فراق حتمي.
كأن الفرح لا يزورني إلا ليُذكّرني كم أنا بعيدة عنه.
أشعر أحيانًا وكأنني ضيفة في حياتي…أراقبها من بعيد، أرى شخصًا يشبهني، يضحك أحيانًا، يتظاهر بالقوة، لكنني أعلم كم من الانهيارات يحتملها في صمت.
أريد فقط لحظة حقيقية…أكون فيها في سلام مع نفسي، لا أُصلح ما أفسده العالم بي، ولا أُرمم ما تهدّم داخلي.
لحظة أعيش فيها لا أتعافى فيها.
هل كان كثيرًا أن أطلب من الحياة أن تُمهلني؟
أن تمنحني بداية لا تشبه كل النهايات؟
أن تسمح لي أن أتنفس دون أن يوجعني الهواء؟
ربما لن أعرف أبدًا كيف كانت الحياة ستبدو،
لو عشتها دون أن أُهدرها في محاولات النجاة.
#مها_العباسي
لو لم يُسرق مني عمري في محاولات للشفاء،
من أشياء لم تكن يومًا خياري، ولا ذنبي، لو لم أُجبر على النهوض كل مرة بعد سقوط، بلا يد تمسك بي، ولا قلب يفهم أن قلبي لم يعُد يحتمل المزيد.
أتخيل أحيانًا…كيف كنت سأكون لو لم تُرهقني الخيبات، لو أن الطفلة التي كنتها لم تُؤذَ مبكرًا، ولم تُربَّ على الصمت كوسيلة نجاة، لو أنني لم أُضطر إلى التحمل، إلى التماسك، إلى الادعاء أنني بخير…فقط لأمنح الآخرين راحةً على حسابي.
ماذا لو لم أكن مُضطرة طوال الوقت أن أصلح ما لم أكسره، أن أتحمل ما لا طاقة لي به، أن أغفر ما لا يُغتفر، وأسامح قبل أن أُمنح اعتذارًا؟
ماذا لو كانت الحياة عادلة يومًا، ومنحتني لحظة نقية أكون فيها أنا…بلا حذر، بلا قناع، بلا خوف من الإنكسار؟
كل الذين مرّوا…تركوا شيئًا عليّ أن أتعافى منه.
حتى اللحظات الجميلة، كانت مشروطة بزوال قادم، أو فراق حتمي.
كأن الفرح لا يزورني إلا ليُذكّرني كم أنا بعيدة عنه.
أشعر أحيانًا وكأنني ضيفة في حياتي…أراقبها من بعيد، أرى شخصًا يشبهني، يضحك أحيانًا، يتظاهر بالقوة، لكنني أعلم كم من الانهيارات يحتملها في صمت.
أريد فقط لحظة حقيقية…أكون فيها في سلام مع نفسي، لا أُصلح ما أفسده العالم بي، ولا أُرمم ما تهدّم داخلي.
لحظة أعيش فيها لا أتعافى فيها.
هل كان كثيرًا أن أطلب من الحياة أن تُمهلني؟
أن تمنحني بداية لا تشبه كل النهايات؟
أن تسمح لي أن أتنفس دون أن يوجعني الهواء؟
ربما لن أعرف أبدًا كيف كانت الحياة ستبدو،
لو عشتها دون أن أُهدرها في محاولات النجاة.
#مها_العباسي
13/05/2025
"حيث يسكن قلبي بلا شروط"
بقلم
مها العباسي
رغم كل المرات التي أخبرتك فيها بأنك مختلف،
بأنك لا تُشبه صديقًا ولا تُشبه حبيبًا، لم أحاول يومًا أن أمنح علاقتنا مسمًى، فوجودك وحده كان كافيًا لخلق عالمٍ لا يُشبه سواه.
أنت تسكن تلك المساحة الخاصة، التي لم يطرقها أحدٌ قبلك، حيث تتلاشى معها حدودي، وتذوب كل قوانيني ومخاوفي ومقاومتي.
معك، لا مستحيل، لا مسافات، لا فواصل، كل الطرق تؤدي إليك، وكل التقاطعات تُعيدنا إلى تلك النقطة التي نعرفها جيّدًا:
نقطة الراحة، بعد تعب، ونقطة العودة، بعد كل رحيل.
نبتعد أحيانًا، ليس لرفضٍ أو هروب، بل لنُعيد ترتيب ما بيننا، فنكتشف بعد كل مرة أننا أقوى، وأن شيئًا فينا لا يقبل الانفصال، ولا يسمح للفُراق أن يتمّ.
نحن ببساطة…ما لا يحتاج إلى تفسير، ولا اسم، ولا وعد.
نحن فقط… نحن.
#مها_العباسي
بأنك لا تُشبه صديقًا ولا تُشبه حبيبًا، لم أحاول يومًا أن أمنح علاقتنا مسمًى، فوجودك وحده كان كافيًا لخلق عالمٍ لا يُشبه سواه.
أنت تسكن تلك المساحة الخاصة، التي لم يطرقها أحدٌ قبلك، حيث تتلاشى معها حدودي، وتذوب كل قوانيني ومخاوفي ومقاومتي.
معك، لا مستحيل، لا مسافات، لا فواصل، كل الطرق تؤدي إليك، وكل التقاطعات تُعيدنا إلى تلك النقطة التي نعرفها جيّدًا:
نقطة الراحة، بعد تعب، ونقطة العودة، بعد كل رحيل.
نبتعد أحيانًا، ليس لرفضٍ أو هروب، بل لنُعيد ترتيب ما بيننا، فنكتشف بعد كل مرة أننا أقوى، وأن شيئًا فينا لا يقبل الانفصال، ولا يسمح للفُراق أن يتمّ.
نحن ببساطة…ما لا يحتاج إلى تفسير، ولا اسم، ولا وعد.
نحن فقط… نحن.
#مها_العباسي
12/05/2025
ظننتك تعرفني
بقلم
مها العباسي
ظننتك تعرفني، تفهم صمتي، وتقرأني حين تعجز الكلمات.
كنت أمامك أنا الحقيقية… بلا تصنع، بلا قوة مزيفة.
كلما تمسكت بك، أفلتّ يدي، رغم أنك كنت طوق نجاتي.
تعبت من الأدوار، من التفكير، من كل ما يكسرني في الخفاء.
أعلم أنك مُنهك، فاخترت وحدتك، ولم أعد ألومك.
أنا الآن هشّة، كورقة خريف تائهة في مهبّ الريح.
استسلمت… بعدما فقدت القدرة على الاحتمال.
تركنا الفرصة الأخيرة، وتركتني في منتصف الحكاية.
أذبتَ جليدي، ثم رحلت، وتركت النار تشتعل بداخلي.
كل ما أردته… أن أكون اختيارك، كما كنتَ دائمًا اختياري.
#مها_العباسي
كنت أمامك أنا الحقيقية… بلا تصنع، بلا قوة مزيفة.
كلما تمسكت بك، أفلتّ يدي، رغم أنك كنت طوق نجاتي.
تعبت من الأدوار، من التفكير، من كل ما يكسرني في الخفاء.
أعلم أنك مُنهك، فاخترت وحدتك، ولم أعد ألومك.
أنا الآن هشّة، كورقة خريف تائهة في مهبّ الريح.
استسلمت… بعدما فقدت القدرة على الاحتمال.
تركنا الفرصة الأخيرة، وتركتني في منتصف الحكاية.
أذبتَ جليدي، ثم رحلت، وتركت النار تشتعل بداخلي.
كل ما أردته… أن أكون اختيارك، كما كنتَ دائمًا اختياري.
#مها_العباسي
11/05/2025
"منتصف الحكاية"
بقلم
مها العباسي
سأبتعد... وسأصمت...
منذ متى وأنت لا تعرفني؟
كنت أظن أنك تفهمني، تقرأني حتى في صمتي، وفي غضبي، وجنوني، وتدرك أن كل تلك الانفعالات ليست إلا لغة فوضاي الداخلية، هي طريقتي الوحيدة لأقول: "أنا لست بخير".
كنتُ معك أخلع كل أقنعتي، أكون كما أنا، بلا تصنّع، بلا ادّعاء قوة، بلا ضحكات مزيفة.
وفي كل مساء، أذوب وحدي في صمت موجِع، أتمنى لو أستطيع إيقاف هذا العقل الذي لا يكفّ عن التفكير.
أديتُ كل الأدوار التي فرضتها عليّ الحياة، ببراعة موجعة.
وفي كل مرة أمسكتُ بك، أفلتّ يدي.
كنت دائمًا طوق النجاة الذي يلقيه لي القدر، وكنت أتشبّث بك كالغريق، رغم كل شيء.
أعلم، يا صديقي، أنك أنت أيضًا متعب.
أرهقتك الحياة، واعتدت أن تواجه أمواجها بمفردك، فاخترت الوحدة، وربما لم تكن تملك غيرها.
لا تقلق، لم أعد أغضب من اختياراتك، فقد تصالحت مع كل ما كُتب لنا.
أنا لم أعد قوية كما تظن…
أنا الآن هشّة كأوراق الخريف، تتقاذفني الريح بلا حول ولا قوة.
استسلمت.
نعم، استسلمت أخيرًا.
لم أعد أملك إلا الدموع، كلما تذكرت كيف منحنا القدر فرصة ربما كانت الأخيرة، لكنك تركتها تمضي.
يختنق صوتي كلما تذكرت كيف انفرطت الحكاية، كيف انفلتت من بين أيدينا…
لم أتخيل هذا يومًا، حتى في أسوأ كوابيسي.
فما بيننا كان الحقيقة الوحيدة الثابتة في عالمي،
كان الأرض التي وقفت عليها بثبات، التي لم تهتز…
حتى في غيابك، كنت حاضرًا، قويًا، بطيفك، بذكرياتك، بصوتك في رأسي.
كان ذلك كافيًا لأقاوم، لأبقى.
لكنني الآن لا أملك المقاومة.
تركتني في منتصف الحكاية،
بعد أن أشعلت النار في قلبٍ كان باردًا،
قلبٍ حوّلته الأيام إلى جليد، ثم أتيتَ أنت لتذيبه وتحترق بداخله.
استسلمت أخيرًا…
استسلمت للقدر الذي حاربتُه طويلًا،
كنتُ دائمًا أتمنى أن تتمسّك بي كما تمسّكتُ بك،
أن أكون اختيارك،
كما كنتَ دائمًا، كل اختياراتي.
#مها_العباسي
#رسائل_ما_بعد_الغياب
"تيهٌ داخلي"
بقلم
مها العباسي
لا أعلم ما الذي يحدث بداخلي،
وكأنني أعيش في متاهة لا مخرج منها.
كل شيء داخلي مشوَّش، الأصوات تتداخل، والأفكار تتصارع،
مشاعر مختلطة لا أفهم إن كانت حزنًا أم خوفًا أم حنينًا مبهمًا.
هناك صراع لا يهدأ،
كأنني عالقة بين الرغبة في البقاء، والرغبة في الفرار،
بين النسيان والتشبث،
بين النداء الذي يأتي من أعماقي... والصمت الذي يطبق على كل شيء.
أشعر بثقل لا يُحتمل،
كأن قلبي يخطو في الظلام، يمدّ يده نحو شيء لا يعرفه،
يتعثر في الذكرى، ويتوه في الاحتمالات.
أنا ضائعة في داخلي،
ولا أحد يسمع النداء.
#مها_العباسي
وكأنني أعيش في متاهة لا مخرج منها.
كل شيء داخلي مشوَّش، الأصوات تتداخل، والأفكار تتصارع،
مشاعر مختلطة لا أفهم إن كانت حزنًا أم خوفًا أم حنينًا مبهمًا.
هناك صراع لا يهدأ،
كأنني عالقة بين الرغبة في البقاء، والرغبة في الفرار،
بين النسيان والتشبث،
بين النداء الذي يأتي من أعماقي... والصمت الذي يطبق على كل شيء.
أشعر بثقل لا يُحتمل،
كأن قلبي يخطو في الظلام، يمدّ يده نحو شيء لا يعرفه،
يتعثر في الذكرى، ويتوه في الاحتمالات.
أنا ضائعة في داخلي،
ولا أحد يسمع النداء.
#مها_العباسي
10/05/2025
"بين الهزيمة والحنين، أنت الأمان"
بقلم
مها العباسي
لا أدري أيُّ الأوجاع أشدُّ وقعًا على القلب:
تلك التي فعلتُها رغماً عن قلبي في نوبة غضب،
أم تلك التي اختارها قلبي رغماً عني، وأنا بكامل وعيي.
المُخيف في الأمر، أنك تفهمني حين أصمت،
وتشعر بي حتى حين أُجيد التظاهر بالتماسك.
مُخيفٌ أن يكون هناك شخص لا تستطيع إخفاء مشاعرك عنه، كما هو مطمئن أن تجد من تستطيع أمامه تفكيك نفسك بلا خوف، من تستطيع أن تعترف أمامه بكل شيء، دون أن تُحاكم.
كنتُ أذهب إليك كل مرة كقنبلةٍ موقوتة،
تنتظر لحظة الانفجار، فتربت على رأسي، وتمنحني كتفك،
كأنك تقول لي:
" أنا هنا".
نحن لم نكن حكايةً عادية، لم يسمح لنا الخصام أن يهزمنا، ولا تركنا للرحيل أن ينسينا من نكون.
فالقدر وحده، هو من يستطيع أن يكتب لنا نهايةً مختلفة، مهما طال الغياب، أو كثرت الهزائم، أو أوجعنا الانكسار.
ما زلت أرغب في احتضانك، كأنك طفلي الذي تكوّن بين أضلعي، وخرج للنور، فصار جزءًا لا ينفصل مني.
#مها_العباسي
تلك التي فعلتُها رغماً عن قلبي في نوبة غضب،
أم تلك التي اختارها قلبي رغماً عني، وأنا بكامل وعيي.
المُخيف في الأمر، أنك تفهمني حين أصمت،
وتشعر بي حتى حين أُجيد التظاهر بالتماسك.
مُخيفٌ أن يكون هناك شخص لا تستطيع إخفاء مشاعرك عنه، كما هو مطمئن أن تجد من تستطيع أمامه تفكيك نفسك بلا خوف، من تستطيع أن تعترف أمامه بكل شيء، دون أن تُحاكم.
كنتُ أذهب إليك كل مرة كقنبلةٍ موقوتة،
تنتظر لحظة الانفجار، فتربت على رأسي، وتمنحني كتفك،
كأنك تقول لي:
" أنا هنا".
نحن لم نكن حكايةً عادية، لم يسمح لنا الخصام أن يهزمنا، ولا تركنا للرحيل أن ينسينا من نكون.
فالقدر وحده، هو من يستطيع أن يكتب لنا نهايةً مختلفة، مهما طال الغياب، أو كثرت الهزائم، أو أوجعنا الانكسار.
ما زلت أرغب في احتضانك، كأنك طفلي الذي تكوّن بين أضلعي، وخرج للنور، فصار جزءًا لا ينفصل مني.
#مها_العباسي
09/05/2025
"مساحة من حب لا يُنسى"
بقلم
مها العباسي
هل تدرك معنى أن تحتفظ بإنسانٍ في داخلك لسنوات طويلة؟
أن تحمله في قلبك بكل تفاصيله، حتى تلك التي لا يعرفها هو عن نفسه؟
تستنشق رائحته المختلطة بعطره المميز ودخان سجائره، وتشعر بوجوده كلما أغمضت عينيك، كأن لمسته ما زالت على شعرك، كأن ذراعيه تحيطك كلما ضممْتَ نفسك، فتشعر أنك احتضنت ذاتك من جديد.
تتذكر أول لقاء، أول تحية، وأول مكان جمعكما.
تتردد حروف اسمه بداخلك، ذلك الحرف الذي يختبئ في تفاصيل كلماته، وتبقى أدق الذكريات محفورة في ذاكرتك، رغم تعاقب السنين… لم تختفِ، كأن الزمن لم يمر.
لا تزال طريقته في الحديث، مشيته، نظرته الشاردة نحو الأفق، وابتسامته التي يطلقها على طرف فمه وهو يدخن، كلها تسكنك.
حين يصمت، تفهم صمته جيدًا، وتدرك كم أتعبته الحياة وسنواتها القاسية.
لكنك هناك، تمد يدك في صمت، تهمس له دون كلمات: دعني أساعدك في لملمة ما تبعثر بداخلك. امنحني الفرصة لأرمّم الأوجاع التي خلفها الزمن.
أدرك أنك بحاجة إلى وقت، وأنك لا تزال مترددًا، تحاول تجاهل تلك المساحة الصغيرة التي منحتني إياها داخل قلبك، لكن صدقني… أنا هنا.
أنا هنا، من دون ضغط، من دون شروط.
حين تكون مستعدًا لمنحنا الفرصة، ستجدني.
ففي داخلي حبٌّ غير مشروط لك، حبٌّ يتنفس بصمت، ويصبر.
دع قلبك يتنفس من جديد…
طالما تركنا للتوقيت زمام الأمر، دعنا هذه المرة نصنع توقيتنا بأنفسنا، نختار لحظتنا، ونستسلم لما نشعر به دون عناد.
#مها_العباسي
#رسائل_ما_بعد_الغياب
"بين قهوتي وصوتك"
بقلم
مها العباسي
"كلُّ صباحٍ بدونك يتيم، لاجئٌ يتعثّر بخطاه باحثًا عن شاطئ، حائرٌ لا يهتدي إلا بك.
يأتي صوتك في صباحاتي الرمادية، يُلَوِّنها بألوان الفرح، ويشكو إليك عني…يشكو صباحاتٍ مرّت فارغة، يتيمةً بدونك، تفتّش عنك بين الوجوه، وتبحث عنك بين التفاصيل.
يهرب صباحي من برودته، إلى دفء كلماتك، إلى نبرة صوتك التي تمنحُ النهار مذاقًا من سُكّر.
فنجان قهوتي يناديك، جريدتك تبحث عن أناملك، سيجارتك عاريةٌ دون شفتيك، والأيام… الأيام نفسها، تتّسع لوجودك، وتضيق في غيابك.
إنه صباحي…لكنه لا يكتمل، إلا حين يصير صباحك."
#مها_العباسي
يأتي صوتك في صباحاتي الرمادية، يُلَوِّنها بألوان الفرح، ويشكو إليك عني…يشكو صباحاتٍ مرّت فارغة، يتيمةً بدونك، تفتّش عنك بين الوجوه، وتبحث عنك بين التفاصيل.
يهرب صباحي من برودته، إلى دفء كلماتك، إلى نبرة صوتك التي تمنحُ النهار مذاقًا من سُكّر.
فنجان قهوتي يناديك، جريدتك تبحث عن أناملك، سيجارتك عاريةٌ دون شفتيك، والأيام… الأيام نفسها، تتّسع لوجودك، وتضيق في غيابك.
إنه صباحي…لكنه لا يكتمل، إلا حين يصير صباحك."
#مها_العباسي
08/05/2025
"عجزُ المحبة"
بقلم
مها العباسي
أشعرُ بالعجز أمام تعبك وصمتك،
أراك حين تنزع عنك توترك كأنه ثوبٌ مهلهل،
تلقيه أمامك بإهمالٍ،
فأجلسُ إلى جوارك بصمتٍ،
بينما تدورُ في داخلك حروبٌ لا تهدأ،
ولا أقوى على فضّ النزاع بين قلبك وعقلك.
أعجز عن إعادة ترتيب الفوضى
التي تركتها فيك السنوات الماضية.
أشعرُ برأسك حين يميل بحثًا عن كتفٍ يسنده،
ولا يجد شيئًا يستند إليه.
بيننا حاجزٌ زجاجيٌ من صمتك...
شفافٌ أراك من خلاله،
أشعر بك،
لكني لا أستطيع الاقتراب.
أرغبُ في أن أمنحك كتفي سندًا،
وحضني مأوى لجسدك المنهك،
لكنني أقف عاجزة أمام حاجزك.
أشعر برجفة جسدك حين يئن من الغربة والوحدة،
بعينيك المتعبتين من السهر
ومن التحديق في كلماتٍ تكتبها لي
ثم تمحوها قبل أن ترسلها.
أغوص في عتمة روحك،
أربّت على رأسك همسًا،
لأقول لك: "أنا هنا، معك... في كل شيء."
سأتحمل معك تعبك،
وإرهاقك،
وانطفاءك،
لكنني لا أستطيع إنقاذك...
ولا إنقاذ نفسي من الغرق معك،
فحين تغرق في عتمتك... أغرق معك.
#مها_العباسي
"حين يتقاطع الصمت بالحنين"
بقلم
مها العباسي
البوح مؤلم… حين لا يُفهم.
والصمت موحش… حين تسكنه القلوب الممزقة.
فنظل دائمًا عالقين عند الحد الفاصل بين الرغبة في الحديث، والخوف من أن يخذلنا التعبير.
ربما هذه هي اللعبة… لعبة الكلمات المتقاطعة.
تتقاطع أقدارنا، نتشارك حروفًا باهتة،
لكنّها بمرور الوقت تتحوّل إلى كلماتٍ صادقة،
تتحرّر من قيود الخوف والتردد، في مساحةٍ لا يُشترط فيها شيء، سوى أن نكون… كما نحن.
هي العلاقات الحرة، التي لا تحتاج إلى تعريف،
التي تمنحنا الأمان والحرية في آنٍ واحد،
تلك التي لا تشبه الصداقات التقليدية ولا تسير في طريق الحب المعروف، بل تبني عالماً ثالثًا، خاصًا جدًا… يشبهنا.
مع الغرباء…تنشأ الألفة دون مقدمات،
وتنبت الطمأنينة في أرضٍ لم نزرعها يومًا.
تصبح التفاصيل الصغيرة نسيجًا حريريًا،
يُحكم قبضته مع كل أزمة، مع كل ضحكة، مع كل وجعٍ مُشارك.
صديق الروح لا يأتي معلنًا، بل يتسلل، غريبًا يشبهك، حتى يصبح وطنًا بلا عنوان…ورفيقًا لا يشبه أحد.
فنصبح غرباء لا نعرف الغربة.
#مها_العباسي
والصمت موحش… حين تسكنه القلوب الممزقة.
فنظل دائمًا عالقين عند الحد الفاصل بين الرغبة في الحديث، والخوف من أن يخذلنا التعبير.
ربما هذه هي اللعبة… لعبة الكلمات المتقاطعة.
تتقاطع أقدارنا، نتشارك حروفًا باهتة،
لكنّها بمرور الوقت تتحوّل إلى كلماتٍ صادقة،
تتحرّر من قيود الخوف والتردد، في مساحةٍ لا يُشترط فيها شيء، سوى أن نكون… كما نحن.
هي العلاقات الحرة، التي لا تحتاج إلى تعريف،
التي تمنحنا الأمان والحرية في آنٍ واحد،
تلك التي لا تشبه الصداقات التقليدية ولا تسير في طريق الحب المعروف، بل تبني عالماً ثالثًا، خاصًا جدًا… يشبهنا.
مع الغرباء…تنشأ الألفة دون مقدمات،
وتنبت الطمأنينة في أرضٍ لم نزرعها يومًا.
تصبح التفاصيل الصغيرة نسيجًا حريريًا،
يُحكم قبضته مع كل أزمة، مع كل ضحكة، مع كل وجعٍ مُشارك.
صديق الروح لا يأتي معلنًا، بل يتسلل، غريبًا يشبهك، حتى يصبح وطنًا بلا عنوان…ورفيقًا لا يشبه أحد.
فنصبح غرباء لا نعرف الغربة.
#مها_العباسي
07/05/2025
"بين دفء الاقتراب وجحيم الغياب"
بقلم
مها العباسي
معك، انتقلتُ من لذّة الاقتراب إلى جحيم الابتعاد.
أتدري كم تمنيت لو كانت مكالماتك مسجّلة؟
لأستمع إلى صوتك حين تغيب،
لأؤكد لنفسي أنك كنت هنا ذات يوم.
عشتُ معك كل شيء وضده،
أقصى درجات الطمأنينة،
وأقصى درجات القلق.
نومٌ كالأطفال،
وأرقٌ قاتل يأكل قلبي بصمت.
أحيانًا، يرحل الإنسان... دون أن يرحل.
ينطفئ من الداخل،
ويشتعل في الوقت ذاته.
لا يعود كما كان،
فقد انطفأ الشغف... ورحل معه كل شيء.
كنا معًا لا ندرك حدودًا لأي شيء،
حديثنا كان ملتهبًا كالجمر،
وصمتنا تحوّل إلى جليدٍ باردٍ خانق.
لكنني، رغم ذلك،
لم أشعر معك بالخوف أبدًا.
كنتَ مصدر طمأنينتي،
حتى في أسوأ لحظاتنا...
تلك اللحظات التي نعجز فيها عن فهم بعضنا البعض.
تمسكت بك.
لا زلتُ أذكر حين ملأتَ الفراغ بين أصابعي بأصابعك،
وصدقني، تلك اللحظة وحدها كفيلة بأن أذكرك إلى آخر العمر.
#مها_العباسي
طيف لا يغيب
بقلم
مها العباسي
أعيشك حالة خاصة بي وحدي،
لن يفهمها أحد، فأنت لي وحدي.
أسكن إليك حين تضيق الدنيا من حولي.
كلما ابتعدنا، عدنا،
ومع كل قرار بالرحيل، أجدني أعود إليك،
حتى إن كنت مجرد طيف... فطيفك يكفيني.
أنت أول الأشياء الجميلة وآخرها،
أول ارتباك لقلبٍ ظل صامدًا،
أول رجفة لأنامل خافتة،
أول اعتراف لا يُنسى.
بيننا ما لا يُفسَّر،
ما لا يخضع لمسمّى أو منطق،
مجرد عناقٍ طويل لا ينتهي،
احتواءٌ كامل لذاتي،
تلاشي كل كياني فيك.
تفصلنا جدران ألف،
صمت كثير، نظرات حائرة،
أسئلة تنتظر إجابات،
ولا زلتُ أقف في المسافة الرمادية
بين الرحيل والعودة،
بين الطمأنينة والقلق،
بين انكساري وهزائمي،
وبين صلابتي الظاهرة وقوتي الزائفة.
أنا أستسلم لصوتك وكلماتك حين تغمرني،
فلا تتركني في مواجهة صمتك،
لا تسمح لأصابعه أن تعتصر قلبي.
ومهما طال الفراق،
ستعيدنا الأيام،
لنتقابل في توقيتٍ آخر... لا يعرفه سوانا.
#مها_العباسي
لن يفهمها أحد، فأنت لي وحدي.
أسكن إليك حين تضيق الدنيا من حولي.
كلما ابتعدنا، عدنا،
ومع كل قرار بالرحيل، أجدني أعود إليك،
حتى إن كنت مجرد طيف... فطيفك يكفيني.
أنت أول الأشياء الجميلة وآخرها،
أول ارتباك لقلبٍ ظل صامدًا،
أول رجفة لأنامل خافتة،
أول اعتراف لا يُنسى.
بيننا ما لا يُفسَّر،
ما لا يخضع لمسمّى أو منطق،
مجرد عناقٍ طويل لا ينتهي،
احتواءٌ كامل لذاتي،
تلاشي كل كياني فيك.
تفصلنا جدران ألف،
صمت كثير، نظرات حائرة،
أسئلة تنتظر إجابات،
ولا زلتُ أقف في المسافة الرمادية
بين الرحيل والعودة،
بين الطمأنينة والقلق،
بين انكساري وهزائمي،
وبين صلابتي الظاهرة وقوتي الزائفة.
أنا أستسلم لصوتك وكلماتك حين تغمرني،
فلا تتركني في مواجهة صمتك،
لا تسمح لأصابعه أن تعتصر قلبي.
ومهما طال الفراق،
ستعيدنا الأيام،
لنتقابل في توقيتٍ آخر... لا يعرفه سوانا.
#مها_العباسي
"نكتب كي نُشفى"
بقلم
مها العباسي
نكتب لننظر إلى حماقاتنا من زاوية أكثر رحمة،
لنفتّش في هشاشة أرواحنا، ونفهم كم كنا ضعفاء… وبشريين.
فحين نعود إلى تلك الكلمات التي نزفناها يومًا،
تشتعل الحروف كأنها نيران…تلسع الذاكرة، وتترك وشمًا في القلب، يذكرنا بأننا كنّا سُذّج بما يكفي لنؤمن، وضعفاء بما يكفي لننهار، وغافلين لنُعيد الأخطاء نفسها دون ندم في وقتها.
نحاول أن نتجاوزها… نتجاهلها…
لكن الحقيقة؟ لا ننسى.
فكل حماقة تركت أثرًا، وكل انهيار علّمنا شيئًا، حتى لو جاء الدرس متأخرًا.
ولعلّ في هذا الاعتراف، بأننا أخطأنا، سقطنا، وتركنا أرواحنا تتشقق، فرصةٌ للنجاة…فرصة لأن نبدأ من جديد، بأحمال أخفّ، وقلوب أقلّ غرورًا، وأرواح تعلّمت أن تكون أكثر حذرًا… وألطف مع نفسها.
#مها_العباسي
لنفتّش في هشاشة أرواحنا، ونفهم كم كنا ضعفاء… وبشريين.
فحين نعود إلى تلك الكلمات التي نزفناها يومًا،
تشتعل الحروف كأنها نيران…تلسع الذاكرة، وتترك وشمًا في القلب، يذكرنا بأننا كنّا سُذّج بما يكفي لنؤمن، وضعفاء بما يكفي لننهار، وغافلين لنُعيد الأخطاء نفسها دون ندم في وقتها.
نحاول أن نتجاوزها… نتجاهلها…
لكن الحقيقة؟ لا ننسى.
فكل حماقة تركت أثرًا، وكل انهيار علّمنا شيئًا، حتى لو جاء الدرس متأخرًا.
ولعلّ في هذا الاعتراف، بأننا أخطأنا، سقطنا، وتركنا أرواحنا تتشقق، فرصةٌ للنجاة…فرصة لأن نبدأ من جديد، بأحمال أخفّ، وقلوب أقلّ غرورًا، وأرواح تعلّمت أن تكون أكثر حذرًا… وألطف مع نفسها.
#مها_العباسي
06/05/2025
حين يخذلنا الكلام
بقلم
مها العباسي
كيف يمكنني أن أُقنعك بأن كل شيء سيكون بخير؟
كيف تمتد يدي لتربّت على قلبك المتعب،
وأنا لا أراك إلا من خلف أسوارٍ عالية شيّدتها بنفسك؟
ربما تخشى أن تكتشف كذبتي،
فأنا لست واثقة أن الأمور ستتحسن،
ولا أملك تلك العصا السحرية التي تجعل السيئ جميلاً،
ولكننا معًا، فقط معًا، يمكننا أن نتحمّل ونكمل الطريق.
كم تمنيت لو زرعت في دربك الفرح الذي يليق بك،
ولو أنني استطعت أن أمسح بإصبعي عن جبينك تعب السنين.
أعرف جيدًا ما سأقوله، وأعرف أيضًا ما ستقوله أنت،
فقد رددنا ذات الكلمات مرارًا.
لكنّني لم أقتنع يومًا أنك وحدك تستطيع مواجهة كل شيء،
لم أصدقك حين قررت أن تحل مشاكلك بمفردك.
كيف لي أن أتركك، بعد كل هذه السنوات،
وكأن شيئًا لم يكن؟
من أخبرك أن الرحيل هو الحل؟
أن الصمت أكثر رحمة من البوح؟
نعم، لقد أوجعني غيابك أكثر مما توقعت.
أنا مرهقة يا صديقي،
أهيم في فراغٍ يمتد من روحي إلى روحك.
لكنني على يقين،
أننا يومًا ما،
سنتقاطع من جديد،
فبعض الأرواح لا تملك إلا أن تعود إلى موطنها.
#مها_العباسي
05/05/2025
"وجودك حياة"
بقلم
مها العباسي
كنتُ أحتاج شخصًا لا يهرب من فوضاي...
شخصًا أذهب إليه حين تتآمر الحياة عليّ،
فلا يُعاتبني على ضعفي، ولا يُطالبني بالتماسك،
بل يفتح ذراعيه لي ويقول:
"تعالي... لا شيء فيكِ يستحق الألم، بل إنكِ تستحقين الفرح كله."
شخصٌ يراني حين يخذلني الجميع،
يلتقط بقاياي من بين الحزن،
ويعيد تشكيلها برفق، وكأنّه يرمم وردة ذابلة.
لا يرفعني فقط، بل يجعلني أؤمن أنني خلقتُ لأكون بخير،
وأن وجودي بحد ذاته، نعمة.
أحتاج من يُطفئ حريق قلبي بكلمة،
من يربّت على خوفي وكأنه يعرفه جيدًا،
من يؤمن بي حين أنهار،
ويُعيد إليّ ثقتي بنفسي، حتى لو نسيتها.
كلنا نستحق ذلك القلب الذي يجبرنا بصمته،
الذي لا يتركنا نقع وحدنا،
الذي يحمي هشاشتنا كما لو كانت كنزًا.
أنا لا أبحث عن معجزة،
فقط عن هذا الشخص...
الذي إذا انكسرت، جلس جواري،
وقال: "أنا هنا... ولن أتركك."
04/05/2025
تورط جميل
بقلم
مها العباسي
أعلم أنك قد تورطت في الغياب،
ويمنعك كبرياؤك من العودة،
فأنا وأنت أبطال لحكاية مستحيلة،
حكاية تختزن كل اللحظات الممنوعة... المؤقتة.
كل شيء بيننا كان خالدًا رغم عبوره،
وكأن العابرين هم الأخلد أثرًا.
لماذا بحثتَ يومًا عن مسمى لما بيننا؟
لم نكن بحاجة لاسم، كان يكفينا أن نكون...أن نعيش لحظات من لذة الحديث، وضحكات تشابكت كأيدينا التي لم تلتقِ.
ما زال شعوري بك خيوطًا متشابكة،
ككرة خيط يلهو بها قطٌ أحمق...
لا بداية لها ولا نهاية.
ليس لديّ سبب لهذا التورط فيك، سوى أنني أستمتع به.
أحب انسكاب قلبي حين يهمس باسمك،
تلك الحروف... أتذوقها كقطع من الحلوى.
أريدك بكل سوءك وعيوبك،
بجنونك، بثورات غضبك، وحنان هدوئك، أريد أن أكون معك في حزنك، في بكائك، في فرحك.
لن أتركك.
ولن أرحل عنك في منتصف الطريق.
أنا هنا... باقية.
#مها_العباسي
ويمنعك كبرياؤك من العودة،
فأنا وأنت أبطال لحكاية مستحيلة،
حكاية تختزن كل اللحظات الممنوعة... المؤقتة.
كل شيء بيننا كان خالدًا رغم عبوره،
وكأن العابرين هم الأخلد أثرًا.
لماذا بحثتَ يومًا عن مسمى لما بيننا؟
لم نكن بحاجة لاسم، كان يكفينا أن نكون...أن نعيش لحظات من لذة الحديث، وضحكات تشابكت كأيدينا التي لم تلتقِ.
ما زال شعوري بك خيوطًا متشابكة،
ككرة خيط يلهو بها قطٌ أحمق...
لا بداية لها ولا نهاية.
ليس لديّ سبب لهذا التورط فيك، سوى أنني أستمتع به.
أحب انسكاب قلبي حين يهمس باسمك،
تلك الحروف... أتذوقها كقطع من الحلوى.
أريدك بكل سوءك وعيوبك،
بجنونك، بثورات غضبك، وحنان هدوئك، أريد أن أكون معك في حزنك، في بكائك، في فرحك.
لن أتركك.
ولن أرحل عنك في منتصف الطريق.
أنا هنا... باقية.
#مها_العباسي
03/05/2025
"لنقاتل من أجلنا"
بقلم
مها العباسي
عزيزي،
أدرك تمامًا أن علاقتنا مؤخرًا لم تكن في أفضل حالاتها.
ربما لم أتمكن من السيطرة على مزاجي،
وتركت انفعالاتي تسبقني.
أدركت الآن فقط أننا، كلانا، نمر بظروف صعبة.
أعلم أن علاقتنا ليست مثالية،
لكن ما أعلمه يقينًا هو أننا حين نكون معًا، نكون أقوى.
سأظل أختارك في كل الظروف،
وفي كل الأوقات، حتى في تلك اللحظات
التي لا تحتمل فيها نفسك.
سأحتويك، سأفهمك،
وسأظل معك.
لا تسمح للمسافات أن تسرقنا من بعضنا البعض.
امنحنا فرصة أخيرة لنكمل الطريق سويًا.
فلنقاتل من أجل ما بيننا،
فما بيننا يستحق المحاولة.
نقاتل من أجل ألا نفترق مهما حدث.
وإن لم تعد تملك طاقة أو رغبة في القتال،
سأقاتل أنا... عني وعنك.
لكن فقط، دعني أكون إلى جوارك.
#مها_العباسي
أدرك تمامًا أن علاقتنا مؤخرًا لم تكن في أفضل حالاتها.
ربما لم أتمكن من السيطرة على مزاجي،
وتركت انفعالاتي تسبقني.
أدركت الآن فقط أننا، كلانا، نمر بظروف صعبة.
أعلم أن علاقتنا ليست مثالية،
لكن ما أعلمه يقينًا هو أننا حين نكون معًا، نكون أقوى.
سأظل أختارك في كل الظروف،
وفي كل الأوقات، حتى في تلك اللحظات
التي لا تحتمل فيها نفسك.
سأحتويك، سأفهمك،
وسأظل معك.
لا تسمح للمسافات أن تسرقنا من بعضنا البعض.
امنحنا فرصة أخيرة لنكمل الطريق سويًا.
فلنقاتل من أجل ما بيننا،
فما بيننا يستحق المحاولة.
نقاتل من أجل ألا نفترق مهما حدث.
وإن لم تعد تملك طاقة أو رغبة في القتال،
سأقاتل أنا... عني وعنك.
لكن فقط، دعني أكون إلى جوارك.
#مها_العباسي
02/05/2025
"بداية من منتصف العمر"
بقلم
مها العباسي
كنتَ الأجمل في عمري، كل العمر، وكل الاختيارات، وكل الممكن، وكل المستحيل.
كنتَ البداية التي وُلدت من كل ما سبقها،
من أوجاع السنين وخبراتها.
بداية لا تبدأ من صفحة بيضاء،
بل من منتصف الحكاية...بعد فصول كثيرة،
بعد أن قررنا أن نطوي الصفحات القديمة،
لنمنح أنفسنا بداية تستحقنا.
وحدها تلك البدايات التي تنبت من الرماد
تكون الأشد وهجًا.
هكذا كنّا...
اشتعَلنا من بين الرماد، فصار ما بيننا أكثر دفئًا، أكثر صدقًا، وأشد حضورًا.
تسللتَ إلى شراييني، جريتَ في دمي، امتصّتك خلاياي، وتنفّسك جلدي، ونسجتُ منك ألف حلم لا يشبه إلاك.
أنا واقعية، لا أسكن الأوهام، ولكن بكل وعيي وإرادتي، أختارك.
ونكتب سويًا فصلًا جديدًا...
لا ينتهي.
#مها_العباسي
#رسائل_ما_بعد_الغياب
كنتَ البداية التي وُلدت من كل ما سبقها،
من أوجاع السنين وخبراتها.
بداية لا تبدأ من صفحة بيضاء،
بل من منتصف الحكاية...بعد فصول كثيرة،
بعد أن قررنا أن نطوي الصفحات القديمة،
لنمنح أنفسنا بداية تستحقنا.
وحدها تلك البدايات التي تنبت من الرماد
تكون الأشد وهجًا.
هكذا كنّا...
اشتعَلنا من بين الرماد، فصار ما بيننا أكثر دفئًا، أكثر صدقًا، وأشد حضورًا.
تسللتَ إلى شراييني، جريتَ في دمي، امتصّتك خلاياي، وتنفّسك جلدي، ونسجتُ منك ألف حلم لا يشبه إلاك.
أنا واقعية، لا أسكن الأوهام، ولكن بكل وعيي وإرادتي، أختارك.
ونكتب سويًا فصلًا جديدًا...
لا ينتهي.
#مها_العباسي
#رسائل_ما_بعد_الغياب
01/05/2025
"أنا هنا... فقط لأجلك"
بقلم
مها العباسي
كنتُ ألجأ إليك حين أرغب في الانفراد بنفسي،
أتحدث إليك حين يُطبق الصمت على قلبي،
أحببتك كما لم أُحب أحدًا من قبل،
ولن أحب بعدك أحدًا.
أريدك أنت فقط،
ولا أرى سواك،
رغم غيابك وحضورك المتقطع،
فأنت كل شيء بالنسبة لي.
وفي كل مرة تعود فيها وتحدثني،
يتسلل صوتك إلى أعماقي،
وكأنني أعود إلى الوطن.
حين أضع ذراعي حولك،
أشعر كأنني أعود إلى الأهل،
إلى الأصدقاء،
إلى نفسي التي افتقدتها.
أعلم جيدًا كم من الندوب تحملها،
صنعتها الأيام فيك كما صنعتها فيّ،
كلانا كان يلمس في الآخر وجعًا...
وجعًا لم يصنعه، لكنه حاول أن يداويه.
كل ما كنت أتمناه،
أن تكون بخير.
أن نجد لأنفسنا مكانًا دافئًا نختبئ فيه،
من برد الليالي الطويلة التي عشناها وحيدين،
حتى في زحمة الناس.
كنا نربّت على أرواح بعضنا بمحبة،
نلامس الجرح برفق،
ونهمس في صمت:
"أنا هنا،
لا أريد منك شيئًا...
فقط، كن بخير."
#مها_العباسي
#رسائل_ما_بعد_الغياب
أتحدث إليك حين يُطبق الصمت على قلبي،
أحببتك كما لم أُحب أحدًا من قبل،
ولن أحب بعدك أحدًا.
أريدك أنت فقط،
ولا أرى سواك،
رغم غيابك وحضورك المتقطع،
فأنت كل شيء بالنسبة لي.
وفي كل مرة تعود فيها وتحدثني،
يتسلل صوتك إلى أعماقي،
وكأنني أعود إلى الوطن.
حين أضع ذراعي حولك،
أشعر كأنني أعود إلى الأهل،
إلى الأصدقاء،
إلى نفسي التي افتقدتها.
أعلم جيدًا كم من الندوب تحملها،
صنعتها الأيام فيك كما صنعتها فيّ،
كلانا كان يلمس في الآخر وجعًا...
وجعًا لم يصنعه، لكنه حاول أن يداويه.
كل ما كنت أتمناه،
أن تكون بخير.
أن نجد لأنفسنا مكانًا دافئًا نختبئ فيه،
من برد الليالي الطويلة التي عشناها وحيدين،
حتى في زحمة الناس.
كنا نربّت على أرواح بعضنا بمحبة،
نلامس الجرح برفق،
ونهمس في صمت:
"أنا هنا،
لا أريد منك شيئًا...
فقط، كن بخير."
#مها_العباسي
#رسائل_ما_بعد_الغياب
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)