06‏/05‏/2025

حين يخذلنا الكلام



كيف يمكنني أن أُقنعك بأن كل شيء سيكون بخير؟
كيف تمتد يدي لتربّت على قلبك المتعب،
وأنا لا أراك إلا من خلف أسوارٍ عالية شيّدتها بنفسك؟
ربما تخشى أن تكتشف كذبتي،
فأنا لست واثقة أن الأمور ستتحسن،
ولا أملك تلك العصا السحرية التي تجعل السيئ جميلاً،
ولكننا معًا، فقط معًا، يمكننا أن نتحمّل ونكمل الطريق.

كم تمنيت لو زرعت في دربك الفرح الذي يليق بك،
ولو أنني استطعت أن أمسح بإصبعي عن جبينك تعب السنين.
أعرف جيدًا ما سأقوله، وأعرف أيضًا ما ستقوله أنت،
فقد رددنا ذات الكلمات مرارًا.
لكنّني لم أقتنع يومًا أنك وحدك تستطيع مواجهة كل شيء،
لم أصدقك حين قررت أن تحل مشاكلك بمفردك.

كيف لي أن أتركك، بعد كل هذه السنوات،
وكأن شيئًا لم يكن؟
من أخبرك أن الرحيل هو الحل؟
أن الصمت أكثر رحمة من البوح؟

نعم، لقد أوجعني غيابك أكثر مما توقعت.
أنا مرهقة يا صديقي،
أهيم في فراغٍ يمتد من روحي إلى روحك.
لكنني على يقين،
أننا يومًا ما،
سنتقاطع من جديد،
فبعض الأرواح لا تملك إلا أن تعود إلى موطنها.

#مها_العباسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق