كنتُ ألجأ إليك حين أرغب في الانفراد بنفسي،
أتحدث إليك حين يُطبق الصمت على قلبي،
أحببتك كما لم أُحب أحدًا من قبل،
ولن أحب بعدك أحدًا.
أريدك أنت فقط،
ولا أرى سواك،
رغم غيابك وحضورك المتقطع،
فأنت كل شيء بالنسبة لي.
وفي كل مرة تعود فيها وتحدثني،
يتسلل صوتك إلى أعماقي،
وكأنني أعود إلى الوطن.
حين أضع ذراعي حولك،
أشعر كأنني أعود إلى الأهل،
إلى الأصدقاء،
إلى نفسي التي افتقدتها.
أعلم جيدًا كم من الندوب تحملها،
صنعتها الأيام فيك كما صنعتها فيّ،
كلانا كان يلمس في الآخر وجعًا...
وجعًا لم يصنعه، لكنه حاول أن يداويه.
كل ما كنت أتمناه،
أن تكون بخير.
أن نجد لأنفسنا مكانًا دافئًا نختبئ فيه،
من برد الليالي الطويلة التي عشناها وحيدين،
حتى في زحمة الناس.
كنا نربّت على أرواح بعضنا بمحبة،
نلامس الجرح برفق،
ونهمس في صمت:
"أنا هنا،
لا أريد منك شيئًا...
فقط، كن بخير."
#مها_العباسي
#رسائل_ما_بعد_الغياب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق