هناك إنسانٌ واحد،
لم يستطع قلبي أن ينساه يومًا،
ولم أجد في غيابه سوى فراغٍ كبيرٍ يزداد اتساعًا كلما حاولت تجاوزه.
أفتقده أكثر مما قد يتخيل هو نفسه،
فوجوده كان ولا يزال شيئًا مختلفًا،
شيئًا يشبه الحياة حين تبتسم لأول مرة.
أعرف جيدًا أنه يعلم مكانته في داخلي،
يعرف أنني أحبّه حبًا خالصًا لا تشوبه مصلحة،
ولا يبدّله غياب،
ولا تزيحه المسافات ولا الحواجز.
يعرف أن قلبي لم يفتح أبوابه لأحد سواه،
ولن يكون له بديل مهما طال العمر.
دائمًا أبحث عن أثره بين تفاصيل يومي،
بين خبرٍ عابر أو ذكرى قديمة،
أتمنى له الخير في صلاتي،
وأدعوه في سرّي أن يكون بخير،
حتى وإن كنت بعيدة عن عينيه،
فلست بعيدة عن قلبه كما لستُ يومًا بعيدة عن قلبي أنا.
ليته فقط يدرك كم أحبّه،
ليته يشعر بمدى حضوره في قلبي رغم كل الغياب،
ليته يعلم أنني ما زلت أنتظره،
وأني سأظل على العهد،
كأنما نبض قلبي لا يعرف الإيقاع إلا في حضرته،
وكأن الحياة لا تبدأ إلا عند ابتسامته.
إنه بالنسبة لي اللافتة التي كُتِب عليها:
"هنا يبدأ العمر، وهنا يستريح القلب".