هل تسمعني الآن؟
في لحظة صمتك الطويل، هل يصل إليك صدى روحي؟
أشعر وكأن بيننا خيطًا خفيًا، كلما حاولت قطعه، عاد يلتف حولي من جديد.
أمشي في الشوارع مزدحمة بالوجوه،
لكنني لا أرى سوى ملامحك،
كأن العالم كله صار مجرد مرآة تعكس حضورك الغائب.
تعلم؟
أحيانًا أفتح نافذتي ليلًا،
وأتخيل أنك تنظر من نافذتك أيضًا،
أن نفس الهواء يعبر من عندي إليك،
ونفس النجمة تضيء عتمتنا المشتركة.
لم أعد أخاف الفقد كما كنت،
لكني أخاف أن يذبل في داخلي صوتك،
أو أن تنطفئ التفاصيل التي كانت تربطني بك؛
ضحكتك، يدك، وحتى تلك الصمتات الطويلة التي كنت أقرأها ككتاب مفتوح.
قد لا نعود كما كنا،
وقد يختارنا القدر في وقتٍ آخر أو لا يختارنا أبدًا،
لكنني أؤمن أن بعض القلوب لا تُمحى،
بل تبقى، حتى لو ابتعدت،
كأثرٍ خالد لا تزيله الأيام.
إنني لا أكتب إليك لأعيدك،
ولا لأذكرك بما كان،
بل لأقول إنك ما زلت هنا…
جزءًا منّي لا أعرف كيف أتجاوزه،
ولا أريد أن أفعل
16/08/2025
خيط لا ينقطع
بقلم
مها العباسي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق