لم يكن الفراق قاسيًا لأنه حدث، بل لأنه ترك وراءه علامات استفهام معلّقة، تتدحرج بيننا كأحجار صغيرة تعثرنا في كل خطوة.
هل تكسّرنا معًا تحت ثِقل الحيرة؟
هل انهارت "نحن" كأنها لم تكن سوى وهمٍ مؤقت؟
أم ما زلنا، أنا وأنت، نتأرجح على أطراف السطور، نخشى النقطة الأخيرة التي ستعلن النهاية؟
الموجع في قصتنا أنها بلا ختام…
ليست حكاية تُطوى بسلام، ولا رواية نُعيدها إلى الرف مطمئنين،
بل تظل مفتوحة كنافذة في ليلة عاصفة، يتسرّب منها صدى لم يُكتب بعد.
بين الصمت والكلمات الناقصة، يظل السؤال حاضرًا:
أيّنا ترك يد الآخر أولًا؟
وأيّنا ابتلع الحنان في آخر لحظة خوفًا من أن يفضحه الوداع؟
لم نفترق تمامًا، ولم نبقَ كما كنا…
توقفنا في منتصف الطريق، كمسافر يظل واقفًا على العتبة،
لا هو تراجع للداخل، ولا هو عبر إلى الخارج.
وهنا تكمن المأساة…
مأساة أن تبقى الحكاية حيّة،
لكنها معلّقة، لا تُروى حتى النهاية، ولا تموت ليُطوى ذكرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق