16‏/08‏/2025

لا سبيل للنسيان


أعرف يقينًا أنك لن تنساني، وأنا أيضًا لا أستطيع أن أنساك.
كيف يُمكن للعمر أن يمحو من ذاكرته أجمل سنواته؟
كيف يُمكن للقلب أن ينسى من منحه الحب والصدق والاهتمام بلا مقابل؟

قد نُقنع أنفسنا أحيانًا أننا تجاوزنا، وأننا قادرون على إغلاق الصفحات القديمة،
لكن الحقيقة أن القلب لا يُخدع بسهولة… الذكريات تظل كامنة،
تنتظر لحظة غفلة لتعود بكل قوتها، وتذكرك بي وسط تفاصيل يومك.

ستجدني هناك، في أكثر اللحظات ازدحامًا،
حين تشعر أنك بحاجة إلى أحد يسألك بصدق:
“كيف حالك؟ هل أنت بخير؟ طمئنّي عليك.”
ستسمع صدى صوتي يتردد في داخلك،
وستُدرك كم كان غيابي ثقيلًا على أيامك.

ستفتقد رسائلي الصغيرة، تلك الأغنية التي كنت أرسلها لك،
وتلك الصور التي تخيلت أنها ستجمعنا يومًا في أماكن حلمنا بها.
ستكتشف أن غيابي لم يكن عابرًا، بل ترك فراغًا لا يُملأ بسهولة.

وستبحث ـ حتى لو كان عبثًا ـ عن شيء يُشبهني،
عن ملامح قريبة، أو تفاصيل بسيطة،
لكنّك ستدرك في النهاية أنك لن تجد.
لأنك تركت قلبًا كان كل حلمه أن يكون بجانبك فقط،
قلبًا لم يطلب شيئًا سوى أن يمنحك الأمان،
أن يشاركك الطريق بلا شروط، بلا مصالح، بلا قيود.

قد يُرهقك اعترافي، لكنني واثقة أن يومًا سيأتي،
ستتذكرني فيه بوضوح، وستشعر أنني كنت الأصدق،
وأنك أضعت قلبًا لم يعرف يومًا إلا كيف يحبك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق