18‏/08‏/2025

أنا وأنت لسنا قصة عابرة تمر كما تمر الحكايات،
بل نحن فصلٌ مختلف، كُتب خارج النصوص المألوفة،
وخارج كل قوانين الحب التي يعرفها الناس.
كنتَ الجنون الذي اقتحم عالمي المترتب،
فغيّر ملامح روحي، وأشعل فيها حياةً لم تعرفها من قبل.
كنتَ ضحكةً صاخبةً في داخلي،
وصوتًا يطرد الصمت عن أيامي،
ووطنًا صغيرًا يسكن قلبي كلما ضاقت به الدنيا.
الشوق إليك لا يهدأ،
والحنين لك لا يستكين،
بل يزداد عمقًا كلما حاولت أن أروضه.
وكأننا أنا وأنت قد عقدنا اتفاقًا خفيًا مع القدر:
أن نكون لبعضنا، مهما ابتعدنا،
مهما وقفت المسافات بيننا كسدود،
ومهما حاولت الأيام أن تختبر صمودنا.
نلتقي في تفاصيل صغيرة لا يلتفت إليها أحد،
في كلمة عابرة تذكرني بك،
في نغمة أغنية لا يسمعها أحد سواي كما أسمعها بك،
في رائحة قهوة تُعيدني إلى حديثٍ قديم بيننا،
أو في دخان سيجارة تنفثها بعصبية أعرفها أكثر من أي أحد.
ألتقيك حتى في لحظة صمت،
ذلك الصمت الذي لا يفهمه إلا قلبان اختارا أن يتكلما بلغة خاصة،
لغة لا تحتاج كلمات.
لسنا بحاجة إلى الكثير،
يكفينا أن نكون نحن،
يكفيني أن أجدك حين أفتش عن نفسي،
وأن أشعر بنبضك يجاور نبضي،
ويكفيك أن تعلم أنني أتنفس من ضحكتك،
وأحيا على صدى حضورك،
وأنني لا أطلب من الدنيا إلا أن أبقى في مدارك.
جنون حبك صار حياتي،
صار أماني في عالم لا يعرف الأمان،
صار الدليل على أن بعض الحكايات لا تنتهي،
بل تُولد كل يوم من جديد،
لتثبت أنا وأنت لسنا مجرد قصة،
بل حكاية لا تشبهها أي حكاية أخرى،
حكاية كُتبت لتبقى… لا لتنتهي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق