لم نعد نتحدث…بل لم نعد نُشبه حتى أولئك الذين صمتوا لأنهم اكتفوا، نحن غرباء، بملامح مألوفة، وذكريات عالقة في زوايا لا تطالها اليد.
لكن لا تظن أن الصمت يعني الغياب، فأنت ما زلت أكثر شخص أُحادثه دون أن تفتح فمك،
أشاركك التفاصيل التي لا تراها، وأروي لك الأشياء الصغيرة التي اعتدت سماعها… رغم أنك لست هنا.
لا تقلق فأنا أتعافى على مهل، يوميا يقل حزني قليلا، لا لأنني أقوى، بل لأن الألم نفسه تعب مني.
أنت من ظننت أنه سيبقى، لكنك ذهبت كأنك ما جئت، وخلفت داخلي فراغا لا يملؤه إلا صوتك… الذي لا يعود.
لا أغضب، ولا أنفعل، فقد أصبحت مشاعري كصفحة فارغة
أنت لست صدفة مرت عابرة، كنت شيئا مني…
كأنك خُلقت من ملامح روحي، واستقر وجودك في أضلعي، حتى أصبحت نبضي، لا، بل قلبي كله.
كم تمنيت أن أرتمي على صدرك وأبكي، لكن البكاء وحده لا يكفي، فما في داخلي صمت له صوت، وجرح لا يُقال، لكنه يُؤلم كل لحظة.
من أنت؟
ولماذا جئت حين لم أعد أنتظر؟
كيف استطعت أن تربك قلبي بهذا العمق؟
كيف استطعت أن تسرق أماني دون أن تسرقني؟
كيف جعلت الغياب أكثر حضورا منك؟
رحلت…لكني ما زلت أبحث عنك في الأغاني،
في الوجوه، في الطرقات التي مررنا بها سهوا.
أنا لست بخير تماما، لكني لست منهارة…
أنا فقط، أرتب غيابك كل مساء، وأتظاهر أن قلبي لا يشتاقك…وأكذب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق