رغم أن العمر مضى وأخذ ما شاء من المسافات بيننا،
ستظلّ أنت حكايةً لا يطويها النسيان،
الفصل الذي مهما تغيّرت فصول حياتي، يبقى محفوظًا في مكانه، لا يتبدّل.
أن يهمس لك أحدهم "أحتاجك"،
يعني أن قلبه لا يجد ملاذًا إلا فيك،
وأن روحه تعرف أن الأمان لا يُمنح إلا منك.
لكني اليوم لم أعد أريد أن أقيّدك بحضوري،
ولا أن أضع قلبي بين يديك كل صباح،
لم أعد أبحث عن ظلّك في يومي،
ولا أفتش في الطرقات عن صدفة تجمعني بك.
تركتك تمضي حيث تشاء،
تختبر الأيام بطريقتك،
وتتعلم منها كما تريد،
دون أن أمد يدي إليك أو ألتفت لأطمئن.
ليس لأنني تخلّيت عنك،
بل لأنني أدركت أن الحب الذي يرهق صاحبه، لا يزهر في قلب مُتعب.
كنتَ أنت الذي أنهكك خوفي عليك،
وأرهقك اهتمامي،
وأثقل روحك حبّي الذي لم تجد له مكانًا آمنًا بداخلك.
كنتُ أظن أن حضوري سيعالج كسورك،
لكنني فهمت متأخرًا أن بعض القلوب تحتاج أن تشفى وحدها.
صرت أعرف كيف أحتضن نفسي حين تغيب،
كيف أقول "أنا بخير" حتى عندما يتسرّب الحزن مني ببطء،
كيف أرمّم يومي بيدي،
وأصنع من وحدتي بيتًا لا يقتحمه الغياب.
ورغم كل ذلك،
ستبقى أنت الصفحة التي أحتفظ بها بين دفّات عمري،
الاسم الذي إن مرّ على قلبي،
عاد إليه نبضٌ قديم.
لن نلتقي كما كنّا نحلم،
لكننا سنبقى نحمل في أعماقنا صدى الخطوات التي مشيناها معًا،
ونكمل الطريق… كلٌّ منّا في جهته،
كأننا لم نكن،
وكأننا كنّا كل شيء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق