أحيانًا تداهمني ملامحك كأنها لم تغب،
تمرّ في داخلي مثل نسمةٍ تعرف طريقها،
فتوقظ كل الحنين الذي حاولت دفنه.
لا شيء قادر على أن يمحو أثرك،
أراك حاضرًا في كل غياب،
وأشعر بك حتى حين أحاول إقناع نفسي أنني تجاوزتك.
الوجوه تتغير من حولي،
الأماكن تفقد بريقها،
لكن ظلك يلازمني،
يمتد بيني وبين الأشياء،
حتى في أبسط التفاصيل:
في كوب قهوة بارد، في أغنية قديمة،
في كلمة عابرة تجعلني أبتسم رغم ثقل قلبي.
أتعلم ما أتمناه؟
أن تهزمك مشاعرك يومًا،
أن تتسلل الحقيقة من بين شفتيك بلا حساب،
وتقول لي إنك اشتقت.
لا أطلب المستحيل،
كل ما أريده أن تخونك الحروف للحظة،
أن يسبقك قلبك قبل عقلك،
فتعترف أنك ما زلت تبحث عني كما أبحث عنك.
حتى ذلك الحين،
سأظل أحتفظ بك في قلبي كسرٍّ كبير،
وأعيش على أمل أن تصيبك زلة صادقة،
تكشف ما عجزتَ عن قوله طويلًا،
وتفضح ذاك الشوق الذي تخبئه عني والعالم.
لأنني أعرف…
أنك مثلي تمامًا،
لم تنسَ، ولن تنسى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق