31‏/03‏/2025

"كأننا ما زلنا نحكي"

كثيرة هي تلك التفاصيل الصغيرة التي نضحك لها حين نتذكرها، تلك الرسائل التي كنا نتبادلها معا بنظرات عيوننا، في حين لا يعلم من نجلس معهم ماذا نفعل ولماذا نبتسم. 
لكننا كنا نشعر بأن لدينا سرًا صغيرًا نُخفيه عن كل الأعين. 
رغم أن تلك الرسائل لم تكن سوى نظرات.... كثيره هي الحكايات التي كنا نحكيها دون أن ننتظر إجابة؛ فقد كانت مجرد فضفضة أو كلمات أراد كل منا أن يقولها بصوت عال فلم يجد إلا الآخر ليخبره بها. 
تلك الكلمات التي كانت تخصنا وحدنا،
تلك الأحلام التي تركناها بين ضفتي الأوراق تنتظرنا لتحقيقها تشتاق لك ...تشتاق لنا معا.
أعلم أنك تنظر من بعيد وتشعر بالحنين إليها أنت أيضًا.
أفتقدك...
نعم، أنا أفتقدك... 
#مها_العباسي

"من بين رماد العزلة يولد الضوء"

ربما في لحظات موت الروح نختار العزلة، ولكن العزلة ليست أبداً هي الحل.
قد تكون الطريق الأسهل للموت قهراً، لكنها لم تكن أبداً حلاً لوَجع الروح وندوب القلب.
العزلة استسلام وموت بطيء.
ربما هي حل مؤقت لنعاود لملمة أشلاء القلب وبقايا الروح، ونسجها ريشة ريشة لتصبح أجنحة نحلق بها عالياً حيث نريد، لكنها ليست الحل الأمثل.
فلا أحد يمتلك تلك العصا السحرية التي يلوح بها لينهي أوجاعه وأحزانه.
ولكن ربما نمتلك شيئاً آخر نجهله حتى نكتشفه، فنتشبث به ونتجاوز المحنة.
إنه ذلك الضوء الذي ينبعث في تلك اللحظة التي نربت فيها على قلوبنا ونخبرها بأننا بخير، وننظر في المرآة ونخبر أنفسنا بأننا أجمل وأقوى وأكثر إصراراً على خوض معاركنا.

#مها_العباسي

30‏/03‏/2025

"الفرح المؤجل"

الفشل والوجع والألم يحفرون سراديب في الأرواح الهشة.
إنه الخوف من الألم؛ فأنت لا تريد مزيدًا من الوجع.
وجع الروح... هو ذلك الوجع الخفي الذي لا تدري ما هو، ولكنه مؤلم.
إنها الرغبة في التخلص من الجروح، فتظل في دائرتها صامتًا.
تلتزم الصمت، تلتزم الخوف، تلتزم الرغبة في الفرح.
من الرابح؟
من الخاسر؟
إنه السؤال الحائر الذي تظل تبحث عن إجابته طويلًا ولا تهتدي لها.
ولكنك تدرك أنه من قلب اليأس يولد الأمل، ومن قلب الشتاء تزهر أولى نبتات الربيع.
#مها_العباسي

"ما زلت أكتب… حتى تعود"

كم من الأعوام مضت وتلك الحروف أصرت على أن تظل نابضة بالحياة، يتدفق الدم في شرايينها ويمنحها القوة. 
مضت أعوام وتلك السطور فارغة تنتظر كلماتك لتخطها بقلم سحري، أعوام من الرحيل كنت تكذب على نفسك وتخبر الجميع أنا بخير، استمتع بتلك الوحدة.
قاتلة تلك الوحدة يا صديقي، ألم تدرك خطورتها بعد؟
إنها قاتلة للأحلام وكافية لأن ترسم الأسوار حول روحك وتشعرك بأنك هكذا أفضل. 
أحقًا أنت الآن أفضل؟ 
تركت أحلامك ومضيت، مضيت لا تبالي بشيء، حتى أنك لم تعد تبالي بنفسك.
تجاهلت أنت الذي كنت تحب، تجاهلت روحك البريئة الطفولية، وتصنعت القسوة ومضيت في درب لا تعرفه. 
ربما تتخبط بين العديد من الخيارات، أو ربما اخترت أن تظل في حالة من التوقف عن كل شيء. 
انظر خلفك، فلن تستطيع المضي قدمًا دون أن تنظر للخلف وتدرك من تكون وأين يقع ظلك. 
امنح قلبك قليلًا من الأمان لينطلق حرًا بلا قيود، لا تنظر باتجاه الفراغ وتظن أنك تستطيع إقناع نفسك بأن كل ما تلمسه يدك يضيع.
ابحث عن كلماتك المنمقة ولا تصدق تلك الهمهمات الجوفاء التي تحاوطك.
لم تعد عاجزًا عن الرؤية صدقني، فأنت من يحاول أن يغلق عينيه حتى لا يرى. 
أرهقك الطريق يا صديقي، أدرك ذلك جيدًا. أرهقتك الحياة وتركت آثارها على روحك وجسدك، ولكن هل يكون الاستسلام هو الحل؟ 
لا تصدق تلك العبارة التي تخبر بها نفسك بأنه لم يعد هناك أحد بانتظارك، فربما أنت من أغلقت الطرق والأبواب حتى لا يجدك أحد. 
سأكتب لك وعنك حتى تجد الطريق، سأكتب لنفسي كما كنت أفعل دائمًا، سأبحث عنك بعيدًا عن دروبك المؤلمة، سأبحث عنك في مُدن العشق، سأبحث عنك بين الفرسان، بين الفراشات والأنغام والنوارس المهاجرة.
سأفتش عن حلمك ومدينتك ووطنك، سأستعيد روحك الهائمة التي سقطت في بئر الحزن والاستسلام، فأبدًا لم يستسلم يومًا خيٓال.
#رسائل_مابعد_الغياب
#مها_العباسي

29‏/03‏/2025

"حين لا نجد مسكنًا للحنين"

كنت أطمئن عندما تغفوا أصابعي وهي خائفة بين يديك....فتمنحها الامان
هل كنت تعلم أنك راحل، فكنت تجعلني مستعدة لرحيلك؟ 
أكنت تعلم أنني أبكي خوفًا من الرحيل؟ 
هل وجدت دموعي على الأوراق وما بين السطور؟ 
أكنت تعلم أنه عندما أمسك قلمي لأكتب، كنت أخشى أن تكون هي آخر كلماتي؟ 
كان لقاؤنا بلا موعد، وبدون موعد جاء فراقنا. ربما نلتقي يومًا وقد يبقى للأبد وداعنا، لكني على يقين بأن ما كان بيننا يومًا سيبقى راسخًا في قلوبنا، سيبقى نابضًا في عروقنا، فما كنا إلا أرواحًا التقت. 
ما زلت أحن لذلك المذاق، مذاق الفرح الذي كان يملأ أيامي معك. 
فأنا أعلم جيدًا أين أجد مسكنات الألم، ولكن من يستطيع أن يدلني أين أجد مسكنات الحنين حين يؤلمني الاشتياق إليك؟ 
أين أجد تلك المسكنات التي تساعدني على الاستمرار بدونك؟ 
أعلم أن اشتياقي إليك ضار بقلبي، ولكنني لا أستطيع الامتناع عنك. 
لا أستطيع أن أتناسى أنك كنت هنا.. فلم تكن مجرد عابر. 
#مهاـالعباسي