04‏/07‏/2025

"مشاهد لم تُعرض بعد"




ما زلتُ أُحبك…بقدر اللقاءات التي لم تحدث،
بقدر اللحظات التي مرّت دون أن تجمعنا،
وبقدر الكلمات التي ظلّت حبيسة الصدر،
تنتظر وقتًا لم يأتِ.
أُحبك بصمتٍ ناعم، لا يطلب شيئًا، ولا يُعاتب،
ولا يُحاسب الغياب.
أُحبك كما يُحبّ القلب فكرة لم تكتمل، ولكنّها كانت كافية لتجعله ينبض بشغف، كأنّنا عشنا ألف حكاية… دون أن نلتقي.
أُحبك بقدر تلك النظرات التي لم تُمنح، واللمسات التي لم تحدث، والأحاديث التي اختنقت في الطرقات الضيّقة بيننا.
لم نلتقِ…لكنّنا كُنّا هناك، في الخيال الذي رسم لنا بيتًا صغيرًا، وضوءًا دافئًا، وأمسياتٍ لا تنتهي.
أُحبك رغم المسافات، ورغم الحواجز التي لم تكن من صنعنا، ورغم الخطوط التي رسمها القدر بعنايةٍ قاسية.
لكنّي، برغم كلّ شيء، ما زلتُ أؤمن أن بيني وبينك مشاهد لم تُعرض بعد، وأن الرواية التي بدأناها لم تصل إلى نهايتها.
فأُحبك…كما ينتظر العاشق فصلاً جديدًا، يُعيد إليه الأمل، ويكتب له اللقاء.
#مها_العباسي

03‏/07‏/2025

لا أحد يكتب عن النهايات الصامتة

لم يكن وداعًا...
لم تُغلَق الأبواب،
لم نصرخ، لم نكسر شيئًا،
لم نترك رسائل غاضبة خلفنا.

فقط... توقفنا.
كأن شيئًا ما انكسر بصمت،
كأننا نسينا كيف نقترب،
وكيف نُمسك بحديثٍ بسيط دون أن ينفلت منا.

لا أحد علّق على الغياب.
لا أنت قلت "أرحل"، ولا أنا قلت "ابقَ".
كأننا اكتفينا بالنظر الطويل، ثم مشى كلٌّ منّا في الاتجاه المعاكس،
دون أن نلتفت، لا لأننا أقوياء،
بل لأننا كُنّا خائفين أن نرى في عيون الآخر الحقيقة التي لم نملك الشجاعة لمواجهتها.

هناك حكايات لا تنتهي،
ولا تبدأ من جديد،
بل تظل معلّقة في الهواء…
كغصةٍ لم يُبلَع ريقها بعد،
كجملة نعرف نهايتها، لكننا لا نجرؤ على كتابتها.

أنا لا ألومك.
ولا ألوم نفسي.
لكنني أتساءل، حين يخفت الضجيج من حولك،
حين تمرّ بأغنيةٍ كنا نُحبّها،
أو ترى كوب قهوةٍ يُشبِه ما كنتُ أعدّه لك...
هل تتذكّرني؟
ولو للحظة؟
وهل تفكّر: "لماذا لم أعد هناك؟"
كما أفكّر أنا: "لماذا لم أبقَ؟"

ربما لا نحتاج وداعًا صارخًا…
ربما نحتاج فقط… شجاعة التراجع خطوة،
وشجاعة أكثر... للاعتراف أننا لم نُرِد الرحيل أصلًا.

#مها_العباسي

التقيتُك قَدَرًا… وأضعتُك قَدَرًا…


لم أكن أعلم أن الحياة ستظل تعيدك إليَّ…
تأخذك من طريقي، ثم تعيدك كأنك لا تعرف دربًا سواي… كأنك قَدَري الذي لا مهرب منه.
كنا نلتقي… ثم نفترق… ثم نعود.
لم يكن الوقت في صفّنا، ولم تكن الظروف في صالحنا.
هربنا مرارًا… من قلوبنا، من مخاوفنا، من تلك المشاعر التي ظنناها مستحيلة.
توهمنا أن البُعد أمان… لكننا كنا نعود… دائمًا نعود.
وفي اللقاء الأخير… كنا قد تعبنا.
تعبنا من الهروب، من الصمت، من التظاهر بالقوة.
قررنا أن نواجه، أن نقول ما كان ينبغي أن يُقال منذ زمن.
أخبرتك بكل ما أخفيته… وأنتَ فتحت لي قلبك كما لم تفعل من قبل.
ظننتها البداية… لكننا ضِعنا من جديد.
لا أدري… هل ستستسلم لقلبك؟
هل ستسمح لقدرك أن يُكمل الطريق؟
أم ستترك الخوف يقودك بعيدًا عني مرة أخرى؟
أنا هنا… لا أُطاردك، ولا أستطيع أن أنساك.
لا أُعاتبك، لكنني أتساءل: هل ستعود؟
أم سنظل حكاية ناقصة… كُتبت ولم تكتمل؟

#مها_العباسي

02‏/07‏/2025

"وإن فرّقتنا الأيام..."



وإن افترقنا…
وإن صارت بيننا المسافات جبالًا وبحارًا،
فأنا على يقينٍ بأنك ستتذكرني.

ليس بالضرورة أن تتذكر اسمي،
أو ملامحي كما كانت،
لكنك ستتذكرني شعورًا…

حين تلمح في ضحكةٍ عابرة شيئًا من ضحكتي،
أو تسمع صوتًا يهمس لك: "اعتنِ بنفسك"،
بنفس اللطف الذي كنتُ أقولها به.

ستتذكرني حين تبرد قهوتك لأنك انشغلت بأحاديثي،
حين تمرّ بأغنيةٍ كنا نحبّها،
أو تمشي في طريقٍ اعتادت أن تلتقي فيه خطواتنا.

ستتذكرني حين يتسلّل إليك الحزن،
ولا تجد من يفهم صمتك…
فتتذكر أنّني كنت أقرأ وجعك في عينيك،
قبل أن تبوح به.

وحين تضحك على نكتةٍ باهتة،
لكنك تشعر داخلك بأنها كانت تُضحكني ذات يوم…
ستشعر بي.

ستتذكرني حين تمرّ عليك رائحةُ عطرٍ كنت أحبّه عليك،
حين تشهد غروب الشمس،
وتتسلّل إليك الوحدة في ليلةٍ باردة.

حينها ستدرك…
أنّ بعض الناس، حين يرحلون،
لا يغادروننا حقًا،
بل يبقون فينا، في تفاصيلنا الصغيرة،
في الأشياء التي لا نبوح بها لأحد.

لن أكون بقربك،
لكنني سأبقى هناك…
في زاويةٍ ما من قلبك،
في الأماكن التي عرفتني بك.

وصدقني…
هذا ليس رجاءً،
ولا وداعًا دراميًّا،
بل يقينٌ… لا يغادرني.
#مها_العباسي

أبحث عنك...



أبحث عنك في أشيائي القديمة،
في دفاتر مضى عليها العمر،
في رسائل لم تكتمل، وصور باهتة الحنين.
أفتّش عنك في طرقات ذاكرتي،
بين المواقف التي مرّت بنا،
بين ضحكة كنتُ فيها حيّة،
ولمسة… ما زالت ترتجف على أطراف روحي.

كنتَ البداية...
وفيك، انتهت كل الطرق.
حاولت أن أتجاوزك،
أن أملأ فراغك بصخب الآخرين،
أن أعلّق قلبي على مشجب النسيان.

لكن… لم أستطع.

كلما ظننت أنني اقتربت من النسيان،
تعود في تفاصيل صغيرة،
في رائحة قهوة،
في لون سماء،
أو حتى في اسمك حين أنطقه وحدي، وأسمع صوتك داخلي.
لا أدري…
أأحبك؟
أم أنني أُحبّ ما كنتُ عليه معك؟

كل ما أعلمه…
أنني حين أبحث عنك،
أجدني.

#مها_العباسي