18‏/11‏/2016

الشتات

إنها تلك اللحظة التي تشعر بأنك يجب أن تتوقف لتنظر من حولك وتُعيد تقيم حياتك والنظر لمفترق الطرق الذي تقف أمامه وتختار إلى أين تسير
تلك اللحظة التي يجب أن تتمهل فيها.... فأنت لا تعلم ما الذي ينتظرك ولا تملك كثير من الوقت لتخوض مغامرة مجهولة العواقب
ستكتشف بأنك أصبحت مُنهك من الركض في ذاك الدرب الطويل
اجتزت كثير من الحواجز والعقبات وسقطت كثيرا ونهضت
دائما ما كان الدرب بلا معالم ....بلا هوية
مجرد درب طويل لا أول له أو أخر
كانت كمدينة مهجورة ،تهالكت معالمها وتهاوت
لم يعد يسكنها إلا عابري السبيل
من أتعبهم الطريق فركنوا لجدار متهاوي ليلتقطوا أنفاسهم في صمت وحين يأتي النهار يرحلون إلى حيث لا يدرى احد
يوما ما كانت مدينه تضج بالصخب وتتردد بين جوانبها الضحكات
كانت تنبض بالحياة
كانت مدينة يرتادها كل من يعشق الحياة
لا تعلم متى هجر المدينة سكانها
لا تعلم متى تحولت لروح هائمة لا وطن لها ولا دليل
يقولون بان هناك دائما لحظه لا تعود الحياة بعدها كما كانت
هي تعلم جيدا بأنها عبرت تلك اللحظة وما عادت كما كانت
لم تعد تستطيع إسكات الضجيج الذي يملئ رأسها
ضجيج لا تفهم حروفه ولا تستطيع إدراك متى يصمت
تحمله معها أينما رحلت
وهى دائمة الرحيل فلا تعرف لها وطن ولا مكان
هي لم تكن بحاجه لوقت طويل لتكتشف بأنها لا تنتمي لتلك المدينة فكل شئ هنا رمادي يفتقد الروح
إنها مدينه لا تستطيع أن تشرع نوافذها لضوء الشمس
أبوابها مغلقه في وجه الحياة
هي تقف في المنتصف مابين حقيقة مكانها وتلك الحياة
هناك دائما مسافة شاسعة يجب أن تجتازها لتشعر روحها بالسكينة والأمان ،
كل ما تستطيع أن تفعله ألان أن تغلق من حولها الأبواب وتلقى بالمفتاح بعيدا وتتجاهل كل شئ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق