13‏/11‏/2016

رسائلها اليه....(1)

"رسائلنا تصل بشكل أو بآخر، لعل رسائلنا تتلاقى يومًا فنجد الجواب ونجد الرد".. منقول.

سأكتب لك.. سأكتب عنك.. سأكون هنا.. نقتسم بيننا الكلمات.
نقتسم لحظات لا تعرف إلا أن تحتمي بين عينيك.
أتعلم أيها الغريب بأنهم يقولون إن الكلمات الأصدق هي التي نكتبها في الحزن؟!
فحين يباغتنا الفرح لا نشتاق الكلمات ولا نجدها.
فهي تهرب لبعيد، ربما لذلك يقولون بأن رابط الحزن هو الأقوى!
أتعلم يا صديقي بأنه في بعض الأحيان لا ندرك المعنى من كل هذا الحزن، ولا نعلم متى سينتهي ولا إلى أين ستقودنا خطواته؟!
فالفقد هو ذلك الشعور المؤلم بوجع الروح وانفصالها عن الجسد، إنه شهقة موت الحياة فينا.
تلك اللحظة التي تنسلُّ فيها الروح خروجًا من الجسد تاركة إياه وحيدًا يجوب الأرض بلا روح.
أتذكر حين التقينا في ذاك القطار، كان كل منا لا يدري إلى أين سيذهب، يحمل ما بين ضلوعه الكثير من الأحزان ويبتسم ويضحك في صخب.
لا أدري كيف قرأ كل منا حزن الآخر وتلمّس الوجع النابض في عروقه!
كيف تسلل كل منا إلى قلب الآخر لينتزع منه أحزانه!
كان القطار يسير والقدر يسير، ونحن على تلك المقاعد نجلس متجاورين.
لم أدرك بأنك الغريب، ولكن أيقنت بأنك هو ذاك الصديق الذي كنت أكتب له كثيرًا وكان طيفًا يسكنني وأبوح له.
هو طيفي على الأوراق.
هو أنت في الزمن الآخر.
هو أنا حيث يكون أنت.
هو روحي التي كانت تسكن فيك وأرشدتني إليك.
أتدري بأنك كنت هنا معي حين افترقنا ولم نفترق؟!
نعم.. فأنت لم تغادرني أبدًا، كنت معي قبل أن نلتقي.. وكنت أنت حين التقينا.. ولم تتركني حين غادرتني.
لم أشعر بتلك الغربة التي تصاحبنا في القطارات، فلم أكن معك يومًا غريبة.
إنه صوتك معي كان يحكي لي حكايات الأميرة والفارس، لأغفو طفلة مبتسمة على صوتك.
سآتي إليك.. سأجلس إلى جوارك بهدوء.. سأتسلل إليك بصمت.. سألمس جبينك وأتلو الآيات لأهدئ من روعك.
سأجفف قطرات الوجع بأناملي.
سأنتزعك من حزنك.. سأنزع من ضلوعك ألمك.
أتدرك أيها الغريب أنني ها هنا من أجلك؟
أنني نجمتك الهادية التي ترشدك.
لا أدري من أكون. ربما أنا طيفك أو جزء منك.
ربما أكون مجرد خيال.
ولكننا هنا معًا أيها الغريب.. نقترب.
سنكتب في صمت رسائلنا ونطلقها طائرات ورقيه تحلق بعيدًا أو في زجاجات تحملها الأمواج.
سنكتب كثيرًا.
سأكتب عنك في كل أوراقي.
ستحكي عني في حكاياتك المسائية.
عن تلك التي تسكن روحك وتسري في عروقك.
سأكتب عن غريب القطار الذي يسكن الروح.
سأحكي وستحكي.
سنمضي معًا وسنمضي وحدنا.
لن نتواعد لنلتقي، ولكننا سنترك الوعد للقدر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق