23‏/11‏/2016

وانا ولا مارد ولا عصفور

جلس ينظر من نافذة الطائرة لتلك البيوت وهى تتحول لمجرد العاب صغيرة حتى تلاشت ولم يعد يرى سوى السحاب
لم تكن رحلته الأولى ... فهو كثير الترحال وكعادة رحلاته كلها لم يختار لها موعد ولم يختار الى اين الرحيل
اعتاد السفر والرحيل فلم يعد يهتم لحقائب يحملها معه
فالرحيل قدرة والوداع هو رفيقه الذي لم يخذله أبدا
يوما ما كان رحيله إلى حلم... كان يحمل في حقيبته كثير من الأحلام والأمنيات ونظرة تحمل كثير من القوة
ومضت الأيام..... والسنوات وها هو يرحل من جديد دون إرادته
بلا حلم .....بلا هدف ...يرحل وحيدا يحمل بداخله صندوق مُغلق على ذكريات و أماني وبقايا الأحلام
يحمل بداخله روح منهكة أرهقها الرحيل وخذلتها الأيام
دائما ما يحاول أن يجمع شتات نفسه حتى يبدو متماسكا أمام الجميع لم يعد يملك إلا كثير من المشاعر التي يحاول أن يتجاهلها
اشتياق ...... حنين..... حيرة ....خوفيمقت إحساسه بالعجز فهو على يقين بأنه أبدا لم يكن عاجزا
إنها الأيام فقط التي تحاول أن تكبله بالقيود
وكلما حاول التحرر منها ازدادت القيود عليه قسوة
ينظر من نافذة الطائرة ويأخذه الحنين لوطن يجمعه ومن يحب
رحيله الدائم جعل منه غريب في وطنه وغريب حين يرحل
فالغربة ليست إلا شعور يتملكك ويتسلل لروحك فلا تعود أبدا تشعر بأمان
دائما ما بينه وبين أحلامه كثير من الحدود والمسافات
تتسع باتساع الاشتياق والحنين
كان ينثر أحلامه من تلك النافذة لعلها تنبت ذات يوم فى مكان ما
https://www.youtube.com/watch?v=5jlKd3pQ1lE

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق