29‏/11‏/2016

تناقضات مجنونه


أدرك جيدا بأن الأمور لن تسير أبدا كما أريد فأنا أحمل بداخلي كثير من المُتناقضات، لا أستطيع القيام بأي شيء لمجرد أنه يجب أن أقوم به، أنا افعل الأشياء لأني أريد أن افعلها، لأني استمتع بالقيام بها وتصنع عالم من البهجة من حولي، فالكتابة بالنسبة لي ليست مجرد أوراق وكلمات إنها حياه تأخذني معها.
لا أشاهد الأفلام لمجرد أنها تحمل اسم بطل ما أو لأنها تتمتع بكثير من الإشادة، ولكن هي ما تدعوني لها، فربما بعد مشاهد قليله اهرب منها ولا اشعر بشيء يربطني معها، وبعض الأفلام أتواصل معها وارحل فيها واليها.
هكذا أنا.....تناقضات تمتزج بالجنون، أفتش دائما عن أشياء تُشبهني، تحمل شيء منى، ربما من الصعب إيجاد ما يشبهك ولكن حتما هناك في مكان ما شيء منك، كثيرا ما اشعر برغبة جامحة في الكتابة واستسلم لها واكتب كثيرا ولا أستطيع التوقف عن الكتابة، ربما هو شعور بالخوف إن توقفت قليلا تهرب منى الكلمات ولا أستطيع العثور عليها مُجددا، وكثيرا ما استجدي حضورها والمثول بين يدي، فتتصارع بداخلي وتفر بعيدا.
يمتزج بداخلي كل شيء حتى أنني اسقط في بئر عميق من ارتباك المشاعر، كثيرة هي الأمواج التي تتقاذفني فيما بينها بلا شاطئ ارسوا عليه، حين تنتابني الرغبة في الكتابة استسلم لها واترك نفسي لأمواجها تحملني وترسوا حيث تشاء، ربما لكونها عالم موازى استكين بين جدرانه، أم لأنها عالم مشترك ما بيننا نلتقي على أبوابه ونرحل له إذا ما أتعبتنا الحياة.
عن ماذا اكتب ؟
عن الغربة اكتب أم عن الوحدة؟
عن ذاك الشعور بالخدر الذي يسرى في عروقي حين انظر من حولي فلا أجد إلا جدران عالية تفصلني عن الحياة وان كانت شفافة، اصرخ واصرخ ولا يصل صوتي، فأكف عن الصراخ واسند رأسي للجدران وتتحول الجدران لمسافات، وتتحول الأيام لشهور والشهور لسنين وأفقد القدرة على الاهتمام بان أجتاز المسافات.
أتدرك كيف تفقد الرغبة في البحث عنك، عن ذاتك، تفقد شغفك بالحياة فلم يعد هناك ما تنتظره، بالرغم من أن الانتظار صعب إلا انه يمنحك القوة لتستمر.
ماذا يجب علينا أن نفعل ؟
كيف لا نشعر بالغربة ولم يعد لدينا سوى ذكريات؟
ربما لا زلت أرى كثير من الأحلام خلف الجدران، ربما لا زلت أراني و إياك هناك في الجانب الأخر من العالم حيث عالمنا الخاص الذي ننسجه معا، لا اعلم متى سنجتاز الطريق ونعبر، حيث عالمنا ولكن اعلم جيدا بأننا سنصل حتما معا، ربما تكون تلك هي النهاية الحتمية لنا، أن نكون معا، وربما تكون تلك هي النهاية التي يدخرها لنا القدر كهدية بعد طول انتظار، وربما لا يجمعنا يوما قدر.
تسألني عن يقيني يا صديقي، سأخبرك ولكن ليس الآن.
كيف الهروب من تلك اللحظات التي تنهشك فيها الغربة ويتسلل الفراغ إليك ويزحف ببطء ليحتلك، في تلك اللحظة أحاول التمسك بأطراف الحياة والتشبث بها، أحاول التغلب على تلك الموجات العاتية من الحزن بالتمسك بكل ما أحب، أو أُلقى بنفسي بين ذراعيك حين اكتب إليك، فالكتابة تشبه العناق الدافئ الذي يشعرك بأنك هنا في أمان.
وها أنا اكتب من جديد إليك، ربما حان الوقت لأن نتقبل عالمنا، علينا البدء في اختراع كثير من الحيل لكي نتجاوزه يا صديقي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق