10‏/11‏/2016

لنا فى الكلمات حياة


الكلمات هي الدرب الذي نسلكه دون أن نعلم إلى أين سينتهي أو حتى دون أن ندرك كيف ستمضى بنا الرحلة، نكتب حين نشعر بالوحدة، نكتب حين نشعر بالعجز، نكتب حين الشوق والحنين.
الكتابة هي اجتياح لحظة الحقيقة لنا، هي حاله من استحضار الأرواح التي رحلت عنا وتركت كثير من الذكريات، نكتب حين نشعر بوجع ما لا ندرك كيف نداويه، نلجأ للكلمات لعلنا ننزع تلك الأشواك التي تظل عالقة بأرواحنا بعد انتهاء الحكايات.
تتشابك الكلمات وتتصارع كل مساء في عقلي وكلما حاولت أن أفض تشابُكها ترحل سريعا وتهرب لبعيد، فلا أستطيع الإمساك بها من جديد.
الكتابة هي حاله من تعرّى الروح، نكشف أرواحنا وأوجاعنا، نترك جزء منا في كلماتنا، تنسكب أرواحنا على السطور، نرسم ملامحنا الحقيقة دون أن نشعر، نتشارك والسطور ما يجول بخاطرنا، تظل الكتابة وشم على جدار الروح، ليتنا نتشارك الكلمات لنعاود اكتشاف أرواحنا التي نجهلها.
لازلت أتشبث بكل ما يربطنا معا ودائما ما كانت الكلمات هي رفيقتنا التي لا تخون أبدا، حاولنا كثيرا الهروب والرحيل ولكن أبدا ما استطعنا الفرار
دائما ما كنا نعود، ربما يطول الدرب وتطول المسافات والأيام والشهور ولكن دائما ما نعود وكأننا لم نفترق.
يجب أن اعترف بأن الكلمات هي التي تدعوني لأمسياتها، أبدا لم أحاول أن أدعوها وهي أبدا لم تستجيب، دائما ما كنت اتكئ على الكلمات لأساعد ذاتي على النهوض، دائما ما كنت اشعر بأنني غريبة في كل مكان أكون فيه فكانت الكلمات وطني، ربما لأنني لم املك يوما مكان انتمى له.
دائما ما كنت احمل حقيبتي وارحل من مكان للأخر لم اشعر يوما بأنني انتمى لمكان، لم يكن هناك جدران ضمت طفولتي وأحلامي وظلت معي وحين أتلمسها يعاودني الحنين.
أصاحب الكلمات لعلها تكشف لي الأسرار التي اجهلها عنى، فأحيانا تبوح الكلمات بما نخفيه أو ننكره فنستسلم لها أو نهرب منها، تختبئ الإجابات في كلماتنا دون أن ندرى، نكتب لنخرج من تلك المتاهة التي لا نعلم لها نهاية، نكتب لنتجنب تلك الحماقات التي فرضتها علينا الحياة دون أن نختارها، تُصبح الكلمات ملاذ لنا حين نشعر بضيق المكان من حولنا، نفتح نوافذ الحلم في جدران الواقع.
نبني لنا بيتا في عالم بعيد عن الأعين نفر إليه كلما اشتقنا لنا، دائما هناك غريب نكتب له رسائلنا دون أن ننتظر منه إجابة، صديق يتقبلنا كما نحن بكل أخطائنا وذنوبنا يُهدينا حين نضل الطريق، سنظل نكتب يا صديقي فلنا في الكلمات حياة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق