30‏/11‏/2016

امسيات شتويه


إنه الشتاء بكل تفاصيله يعلن قدومه من جديد، الهاتف يعلن عن وصول رسالة جديدة، أُسارع إليها فأنا اعلم أنك أنت صاحبها
"صباحك سكر"
ابتسم وأنهض لأعد قهوتي، لقد تغيرت ملامح حياتي منذ أن أصبحت تشاركني تفاصيلها، أصبح لأُمسيات الشتاء دفء مختلف، رائحة مختلفة كرائحة عطري البنفسجي، اهرع إلى الشرفة لتبللني زخات المطر التي تهطل.
لازلت أندهش من خوف الناس من الشتاء ووصفهم له بأنه فصل الحزن
يخشون برودة الشتاء و زخات المطر وصمته، لم يدركوا بعد بأن الشتاء فصل العشق والعشاق، لن اخبرهم بسري الصغير، لن اخبرهم بأنك تأتيني شتاءً، تشاركني القهوة أمام المدفأة الخشبية، اشعر بالأمان وأنا إلى جوارك
انعكاسات ملامحنا على الجدران تمنح المكان دفئا خاص، تغمرني بحنانك وقلبك ونظراتك، ارحل في عيناك واغرق في حنانهما، اقرأ فيهما كل رسائل العشق التي كتبتها لي طوال العام.
تنهى فنجان قهوتك .... التقطه منك بسرعة، اقرأ خطوطه بشغف .... أتأمل تلك الخطوط التي تناثرت على جدرانه لترسم حظي وحظك، أتراها ستكون كقهوتنا مُرة أم أنها ستخبرنا بكثير من الأسرار التي تخبئها لنا لتُفاجئنا بها ذات مساء، أضل طريقي في جُنبات عيناك، أتأمل دخانك حين تنفثه ببطيء، أغمض عيني لأرحل معه لعالمك السحري، اقترب منك فينظر كل منا للأخر، يحكى الصمت كثير من الحكايات، وحدك من يمنح أمسياتي الحياة، تتكاثف الغيوم في السماء وتحجب الشمس بهدوء، تناسب قطرات المطر ببساطه على نافذة حجرتي، ننهض سريعا لنقف تحت المطر.
أحب كثيرا أن أكون بالقرب منك، استمد دفئي منك، أغمض عيني لأظل أسكن الحلم، انظر لك وأتذكر حين كنا نشعر بالخوف من المسافات التي تفصل بيننا، كنت أخاف من أن افقد يقيني بك أو مع مضى الوقت نفقد محبتنا، ولكن مع الوقت أستطيع أن أخبرك بأنني كنت مخطئه، فكلما ابتعدنا ازداد يقيني بك، بالرغم من أن المسافات تتحول لأسئلة كثيرة هائمة في طرقات المدينة، إلا أن هناك يقين ينبعث من مكان خفي في الروح، يخبرني دائما بأنني معك على صواب، بأن قلبي لم يخذلني أبدا.
ارفع رأسي وانظر لك وابتسم، فقد اختلط دخانك بقطرات المطر فتحول للوحه فريدة مختلفة، تضمني إليك بقوة وكأنك كنت تستمع لما يدور بداخلي، وكعادتك لا تُبرر أو لا تُحب التوضيح ولكنك ببساطه تمحوا كل شيء بمجرد ضمه، أنصت لك....لحديث أنفاسك وهمس قلبك.
حين سألتني صديقتي ذات يوم
هل تحبين ؟
لم استطع أن أُجيبها، تاهت الكلمات وابتسمت لها وأخبرتها ....ربما.
لا تغضب من إجابتي فدائما ما اشعر بالعجز عن وصف ما اشعر به اتجاهك، دائما ما اشعر بان كلمه حب صغيرة جدا إلى جوار ما اشعر به
ليس هناك لغة تترجم ذلك، لن أجيبها عن سؤالها ولكن سأخبرها عنك
عن رجل حياتي، ذلك الرجل الذي جاءني دون سابق موعد واحتلني دون اختيار.
فلم أختارك ولم تختارني، دائما ما كنت أنت أول رجل اكتشف معه كيف يكون الحب، أؤمن أنني إذا كنت املك حق البحث عن رجل ارسوا في مينائه فلن يكون سواك، لازال الشتاء يداعب ذكرياتي معك، فلقد جمعنا الشتاء أول مرة وسيجمعنا من جديد فنحن أبناء الشتاء ولنا معه حكاية لم تنتهي فهي لم تبدأ بعد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق