19‏/11‏/2016

رسائلها إليه......الرسالة (4)

تنتهي الحكايات ولا يظل منها إلا بقايا وحيرة
تلك الحيرة التي تُصاحبك كل مساء حين تُقرر انك يجب أن تبدأ صباح جديد مُختلف
منذ أن إنتهت حكايتنا و أنا لا أعرف كيف أنساك
أعلم جيدا أنه ليس اختيار....بل هو يجب أن يكون قرار
ولكن في كل مساء يخذلني قراري وأعود لتحتلني الذكريات
ربما لأنه دائما ما كانت تجمعنا الأُمسيات الطويلة
فأصبحت اشتاقك كل مساء
وحيدة هي كل تفاصيلي بدونك .. ماتت منذ أن انتهت الحكاية
تفتقدك الكلمات..... الأغاني
تفتقدك الشوارع والأمسيات
انتهت حكايتنا باكرا يا صديقي وما كنت انتظر أن تنتهي هكذا
أتعلم معنى أن تنتهي حكاية رائعة كتلك التي كانت
كنت معه أتذوق الحياة بشكل مختلف
فمن الصعب أن تكون مع رجل مثله ولا تعاود اكتشاف الحياة من جديد بشكل مختلف
مازال هناك أحلام لم نمضى معها
لازالت هناك حكايات لم احكيها له
هناك الكثير من الأماكن لم نذهب لها معا
لم يتبقى لي سوى سطور وكلمات اهرب إليها كلما أخذني الحنين
كلمات مبعثرة وجُمل لا اعرف كيف انهيها فتركتها مبتورة بلا معنى
كانت حكايتنا هديه قدريه
كنت ممتنة للقدر انه منحنى إياها
فأفزعني رحيله ....أوجعني حد الموت
ولكن لم يعد هناك سوى الرحيل والفراغ واليتم
ذاك اليتم الذي يدفعني للبحث عن ونس في كلمات بعيدة ورسائل لا عنوان لها
تلك الرسائل التي تشعر بغصة في حلقك حين تكتبها
وعند أول كلمه تتجمع الدموع في عينيك ولا تستطيع الفرار من أسوارها
ربما لم تمهلني الأيام لأكتب ما أريد
لم يمهلني الوقت فأنتهى كل شئ سريعا
اعلم جيدا يا صديقي بأنني لست على ما يرام هذه الأيام
إنها تلك اللحظة التي تدرك فيها بأن الجميع سيرحل وستقف وحدك على قارعة الطريق تنتظر النهاية
لم أعد أستطيع تجاذب أطراف الحديث كما الماضي
أتعلم يا صديقي.... هناك شيئا ما بداخلي يجعلني أصنع المسافات بيني وبين الآخرين
وربما بيني أنا وبين روحي...ربما أصبحت أرفضها
أنسحب من عالم يحيط بي الي لا مكان
انسحب لبعيد لعالم أخر أجهل فيه ذاتي
أصبحت الكلمات مقتضبة
اللقاءات بعيدة
النظرات حائرة
لم يعد عندي رغبه للحياة
وحدها الرسائل هي التي تجذبني لها ربما لأني أستحضر روحه من خلالها وأحكى لك عنه
وربما لأنني أدرك بأنك تفهمني حين أصمت وحين تضيع منى الكلمات
حياه جديدة أحاول أن انغمس بداخلها
اهتمامات مختلفة
قراءات جديدة
مجرد تغيير في حدود المُتاح
ربما تختلف الحياة قليلا
فكلها ليست إلا محاولات للخروج من دائرة إستيقظت ذات يوم لأجد نفسي بداخلها
وها أنا أحاول من جديد أن أمارس البوح لك لعلني أعود لي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق