04‏/07‏/2014

مابين صوتك وخوفى

جلست على كرسيها الهزاز.... تتأرجح في هدوء تشتعل مدفئتها بلهيب ينعكس على ملامحها ,إلا أن أنفاسها باردة ..... ترتجف ...
أغمضت عينيها وأنصتت لقلبها ,إنها المرة الأولى التي تترك كيانها يستسلم له
لم تكن تعلم انه من الممكن أن يكون هناك رجل يختصر كل الرجال في عينيه
رجل يأتيها من الحلم ليأخذها لحلم
وحده من استطاع أن يطرق أبواب قلبها بكل بساطه وتفتح له بكل أمان
لم تكن تعلم بأنها يوما ما ستستكين بين أحضان رجل في صمت
كان كل منهما ينتظر الأخر على شاطئ الحلم
في كل مساء يلتقيان ولا يعلم اى منهما بأنهما يوما ما سيلتقيان
أتعترف بحبها له أم أنها مازالت ترفض أن تترك العنان لمشاعرها
أمازالت تشعر بالخوف من الحب والاستسلام له
الم تشفى بعد من ذكرياتها
اقترب منها بهدوء لامس كفه كتفها
يربت عليه في حنان
استمدت دفئها من لمسته فاستدارت
ألقت بكل كيانها بين ذراعيه فهي تعلم جيدا بان الامان هاهنا ,اختبأت بداخله من كل اوجاعها ومخاوفها استشعرت امانها وسكينتها فى صوته
عندما همس لها بتعويذته السحريه "أنا هنا"
فهمست في خوف "خبينى"
ارتجفت حنين .... فضمها في صمت..... فتركت قلبها له في أمان
احتواها في صدق وأغمضت عينيها
ألقت برأسها على كتفه ,فربت على رأسها بحنان .... أطمئنت أنها أخيرا في وطنها
اختبأت من خوفها في روحه فخبئها في صمته
لا تعلم أكانت تحتويه أم يحتويها
تراها جففت دموعه أم انه ضم دموعها
من منهما كان بين ذراعي الأخر ومن منهما أمد الأخر بالقوة وامتص خوفه
لا تعلم إلا أنها كانت تخشى أن تفتح عينيها فلا تجد نفسها إلى جواره
تشعر بالخوف من أن تخرج من لحظه أمان استمدتها من دفء قلبه
ولكنها استيقظت ,تحمل صوته وتحمل دفئه وتحمل كلماته تستمد منها قوتها
ومازلت كلما شعرت بالبرد والخوف تغمض عينيها وتهمس "خبينى"
فتهمس روحه لها "انا هنا"
هي تعلم بأنه هنا وهو يعلم بأنها هنا كل منهما ينتظر لحظه القدر التي تأذن لهما باللقاء
ويعلمان جيدا بأنها حتما ستأتي

اليس فى بلاد العجايب

هي الراحلة.... المتمردة ..
الشاردة...المسافرة دائما خلف المجهول
لا تعلم كيف ستنتهي رحلتها عندما تبدأها
ترحل فيها وتسكن بين طياتها
تسبح ما بين أمواجها
ترحل منها
وتعود إليها عندما تغادر كل المدن لتصل لكل الشواطئ
هي التي دائما متمردة
عندما تقرر الرحيل ,تقرر الجنون ,تقرر أن تكون صاحبة القرار
تحتار وتختار وتنتظر ويطول معها المشوار ,تغادر المكان لتصل لأبعد مكان
تنتظر الرحيل وتترقب العودة ,تهاجر في مواسم الهجرات
لتولد من جديد في أفق أخر بعيد
تسكن ما بين مغامراتها حقائق تمتزج بالخيال
تغادر كل الأحلام لتدخل من جديد أحلام
فهي تجدل ما بين أحلامها الحقائق وتنسى الحقائق وترحل في الحلم لتلونه بالحقيقة
لا تعلم حلمها من حقيقتها
فهي لا ترى لها عنوان.... لا تعلم إن كانت صامته أم أنها متحدثه بلغه لا يفهمها احد
فهي تحاورك يعيناها وتحكى
ولكن لديها الحكايات مرة واحدة ,لن تُعاد أبدا
فأنت إن لم تفهمها فستعجز عمرك عن فهمها
عندما تشدوا بالإلحان ترقص عليها
وحدها تستمتع بالنغمات فهي لها
تنتظر من يسمع في الأثير همسها ويستطيع أن يرقص يوما على لحنها
إنها الغريبة في بلاد العجائب

كرقص الريح بفستانى

وكأن العالم اختصر كل الحدود مابين حدود أوطانك كأسطورة اغريقيه قديمه تجسدت في كيانك ولدت مابين سنواتك وأيام عمرك وتجسدت في ملامحك فمابين غربتك واغترابك تلاقينا أتذكر كيف التقينا التقينا مابين تلك الحدود البعيدة في احد الأزمان السابقة التقينا مابين تلك الكواكب البعيدة اختلقنا نحن عالم خاص لنا
ليست شموسه كشمسهم وليس له مثل قمرهم فلنا عالم أخر ليس كعالمهم
انه عالم لنا نحيا فيه مابين حقيقتنا وخيالهم أرسل لك رسائلي واستقبل رسائلك
أناديك فتاتي وتناديني فألبى لك النداء نحن لا نتكلم ولكن بيننا الكلام منطوق
لا نرى ولكننا نشاهد كل شئ أتلك ملامحك المرسومة هناك أم أنها ملامحي أنا موشومة مابين عينيك نحن التقينا ذات يوم
أم أننا لم نلتقي
أهذا صوتك يتردد مابين جدران مدينتي أم انه صوتي صداه بين أسوار دولتك
أتلك حروفي أنا أم أنها حروف اسمك
متى التقينا وكيف التقينا , أكنا يوما نحمل نفس الملامح وانفصلنا ,أكان يوما ما بيننا جدار زجاجي يفصل ما بيننا ,لا أراك ولا تراني ولكننا على وعد باللقاء في زمن ما لقاء لا نعلم له موعد ولا مكان لقاء في سماء رحيبة تضم ما بين نجومها كوكبي ومابين كواكبها نجمك ترانا توحدنا هنا بين النجوم والكواكب فليس لنا في الأرض مكان أم أننا انفصلنا بروحينا عن أجسادنا وحلقنا في فضاء بعيد يجمعنا ويتسع لجنوننا ترانا أعقل من في الأرض أم أننا اجن من عليها منا يحمل بين ضلوعه روح الأخر ومن يضم بين عيونه ملامح مختلفة تلاقينا أم لم نلتقي من منا الحقيقة والأخر خياله من منا واقع والأخر وهمه أحقا أنت هنا أم تراني أنا جزء منك تراك حقا هنا أم انك من نسج خيالي أخرجتك من بين أوهامي وأسكنتك أحلامي أم أن أرواحنا تناسخت في زمن أخر وتناسينا ذلك وعدنا هاهنا من جديد
في أجساد أخرى لم تلتقي لتلتقي ولم تفترق فهي لم تكن تحلم يوما بلقاء

09‏/06‏/2014

الثائر العنيد والزهرة البيضاء

"لها..... لصديقتي الزهرة البيضاء حيث تكون"

لا تذكر متى نبض القلب بحبه أول مره
لا تتذكر متى كانت تلك النبضة الأولى التي أخبرت ذاتها بأنها أحبته تلك الصرخة التي أخبرت كيانها بأنها عاشقه له
هل كان حبا أم جنون أم احتياج أو ماذا
أم انه ذاك الاستحواذ الذي يتملك كل كيانك.... وقلبك... ومشاعرك وتنبض بحروفه الروح وفقط
لماذا هو..... لماذا الآن
ذاك الصامت دائما.... الحائر بلا وطن.... الذي يتشح بالحزن والوحدة والصمت
ليس بالعاشق المثالي.... هكذا يقولون
ولكنها أحبته.... إنها بساطة المشاعر حين تتدفق في هدوء وصمت وتحتل كيانك وتستوطن قلبك وتخبرك انه الحب
هل أحبت حزنه فتمنت أن تمنحه الفرح من روحها
هل أحبت وحدته فتمنت أن تصبح له أما تمنحه الأمان والدفء و الونس
هل وهل... كثيرة هي الأسئله التي تتراقص من حولها ولكنها لا تملك إجابه إلا أنها أحبته
انه ذاك الحب الذي لا تعلم لماذا دخلت إلى دائرته وامتلكتك تفاصيله
كم تمنت أن ينتهي بها العمر بين ذراعيه في بيته وبينهما طفلان رسمت ملامحهما وحفظت دائما اسميهما
كانت تراهم في ملامح وجهه في ابتسامته النادرة
وتلمحهم يلهوان بين يديه وتلمح بريق عينيه فقد أصبح معها أخيرا سعيد
كانت تنظر له فتجد طفليها يجلسان على قدميه وهى تبتسم
أحبته وان كانت لا تعلم لماذا أو إلى متى ستظل تحبه وتحارب القدر لتظل تحبه
وحيرة.ي صمت ...وحيرة ... ودهشة... وخوف
فهي التي تشعل في محرابه شموع الحب
وهو العاشق الذي لا يستطيع أن يمنح الحب لمن أحب وتنطفئ بين يديه شموعها
أحبها دون أن يدرى ,ودون أن يختار ,ودون أن يفهم
فهو قد استيقظ ذات صباح ليكتشف بأنها بداخل قلبه وتسرى في شرايينه وتنبض بحروف اسمها الروح
كانت له الونس والعون والحب والطريق والوطن
تمناها عمرة ,وانتظرها بعدد سنوات العمر ,ووجدها في غفلة من الزمن ورحل عنها خوفا من الزمن
ولكنه لم يعتاد على ابتسامه الحياة له ,فكم من المرات التي غدرت بقلبه وروحه وتركته وحيدا في صحراء العمر
كان يطمئن لها ومعها وبها
كان يحاول أن يرسم في عينيها أمنياته وأحلامه ولكنه كان لا يطمئن للدنيا ,فيبتعد عنها
فهو قدر عليه الحزن ولا يتمناها حزينة
قدر أن يسير هائما كالمجذوب في شوارع المدينة ,يهذى بكلماته وحيدا ,لا يفهمها سواها ولكنه لا يستطيع أن يقترب من منزلها
يمضى وحيدا في دروب المدينة ويجلس على كل الأرصفة ويقف تحت كل الشرفات إلا شرفتها
لا يستطيع منها الاقتراب فهي عاليه محاطة بكثير من الأشواك التي وضعها القدر بينهما
كم من المرات التي جلس وحيدا يهمس لها حبيبتي
وكم تمنت أن تسمع منه تلك ألكلمه
كم من المرات التي ضمها إليه في أحلامه وهمس لها بكل إحزانه
وكم من ليالي جلستها وحيده تتمنى أن يضمها إليه وتطمئنه وترسم على شفتيه ابتسامه
كم تمنت وكم باح لها في أمسياته وحيدا
لم تسمع منه ولم يخبرها وان كان اخبرها بصمته كم يهواها
وحين تكلم اخبرها بأنه راحل فلن يمنحه القدر حق البقاء
وحين قال لها سأرحل
لم تسمع منه الكلمات... تركت كل كلمات الرحيل تتهاوى من شفتيه, وانتفضت لتشق الصمت الساكن قلبه, لتنزع من بين كلماته حبها وترى بيقينها حروف اسمها وشم على جدران قلبه
وكان هو الثائر العنيد الذي يقسوا على قلبه ويرحل حائرا
تاركا خلفه كل دموعها ودموعه
لم يبالى بوجعها ووحدته وحزنها وشقائه
رسم ألف ابتسامه على شفتيه فضحتهما عيونه
أمضى في الطريق ألاف الخطوات وحيدا محاط بكل الناس إلا هي
زرع في شرفته زهور بيضاء كثيرة تمنحه منها الونس والدفء
ترك قلبه على باب قلبها ورحل
كان يقينها بحبه يدفعها على أن تتمسك بأطراف أنامله من بعيد وتبتسم له من خلف دموعها وترسم له ألاف الزهرات البيضاء وتلون له الأحلام وتنثر من حوله أحلامه
كانت تعلم بان يقينها حقيقة.... بأنه يوما ما سيأتي لها ولكنها كانت تخشى أن تصدق يقينها فلا يعود
تنظر له من بعيد.... تشاهد حروفه وأوراقه..... تتلمس روحها بين كل الحروف وحين يدلها قلبها على اسمها بين حروفه تهرب خوفا من أن تصدق انه يكتب لها
فهو الصامت الحائر وهى العاشقة له في صمت
هو الثائر الوحيد وهى الوطن الذي يتمنى أن يعود له
كل منهما يحمل في قلبه الأخر وطن وموعد وحقيقة ويقين وبينهما قدر لم يخبرهما بكلمته بعد فمازال القدر بينهما
ومازال هو هناك على ضفاف النهر وحيد وهى هنا على الضفة الأخرى تنظر له في حيرة
تصرخ في جنون أنا هنا
ويصرخ في خوف أنا كلعنه فرعونية حبيبتي كل من يقترب منها تصيبه بالموت
تصرخ الموت معك حياه
فيقول وهل يستحق مثلك الموت مع عاشق وحيد حزين قدرة الحزن ووطنه الدموع
حبيبتي لي قدر ملعون متى استطيع أن أتحرر من لعنتي سأعود لعيونك فهي وطني
ساترك قلبي بين يديك وسأجوب الدنيا بحثا عن من يفك طلاسم اللعنة ويوما ما سأعود فانا احمل حنيني بين ضلوعي وقلبي هنا
كانت تهمس سأنتظرك
ويغيب لبعيد الثائر العنيد ولا تيأس ولا ترحل عن الشاطئ
كانت تزرع الزهرات البيضاء في كل مكان وتعلم بأنه سيأتى
وكلما اخبرها احدهم بأنه في مدينه بعيده شدت الرحال إليه تبحث عنه بين المدن والشوارع والبلدان
وتزرع في كل مدينه زهرة بيضاء حتى وان جاء ذات يوم يعلم بأنها كانت هنا تبحث عنه
كان كل منهما يجوب ذات الشوارع ويستند على الجدران ويتنهد في حيرة
هي تزرع الزهرة البيضاء وهو ينظر لها ويبتسم ويعلم بأنها مرت ذات يوم من هنا وتركت له زهرتها البيضاء ليهتدي للدرب
ويتجه حيث تشير له الزهور البيضاء

18‏/05‏/2014

سلاسل من حرير


من الصعب ان تكتشفها عند اول حديث ولكن حتما هناك من يستطيع ان يصل لها بكلمات قليله
لا تغلق الابواب عليها ولكنها لا تملك ان تفتحها ,وحدك من يستطيع ان يفتح ابوابها ويصل الى حيث لم يصل ابدا سواك
كيف للموج ان يثور دون ان يكون هناك زلزال يحرك قاع البحر
ربما لا تراه ولا تشعر به ولكن حتما يتحرك الموج فى تدفقات ليرتطم بالشط ويعاود الانسحاب ببطئ ليحتضنه من جديد البحر
اعتادات الصمت بصخب ,الهدوء بثورة
 اعتادت كل المتناقضات فهى تحمل لك فى لحظة جنون الكون وسكونه
تهرب من عالم لا يعرفها لتلك الفرشاه ولوحتها البيضاء وكثير من الالوان
تخرج لشرفتها تنظر لكل تلك النوافذ البعيده فهى تعلم بانه هناك حتما خلف تلك النوافذ من ينتظرها بشغف
هناك من يرسم عينيها دون ان يراها ويبوح لهما باسرارة
هناك فى مكان ما بهذا الكون من يشتاق لها دون ان يعرف انها هنا ايضا فى شرفتها تشتاق له
يكتب حروف لا يعرف انه اذا ما رتبها ستصبح حروف اسمها
هى هنا فى شرفتها تنتظره
هو لا يعلم
هى لا تعلم
تنتظره وينتظرها
سيلتقيان حتما فى يوم ما
فى مكان ما
بحلم ما سيلتقيان
سأظل الى جوارك احكى لك واسمع منك
اتشتاق للحديث معى كما اشتاق
لا اعلم اين انت ولكن اسمع روحك فى كل مساء تحكى وتحكى ولا تمل الحديث
من منا سيجد الاخر
وكيف سيستدل عليه
لازلت احمل على كفى تلك الفراشه الصغيرة التى تحاول ان تفرد اجنحتها لتحلق فى سمائك
اراك تنفث دخانك فى غضب كل مساء لانه مضى يوم اخر ومانعلم اين نحن
تترك اسرارك تحلق مع الدخان بعيدا عنك لعلها تسافر وترحل لتصل لمن لا تعلم اين هى
اتدرك بان دخانك يحملها لى فى كل مساء تمتزج بدخان قهوتى وتتعانق انفاسك واسرارى لتغفوا معا فى احضان فنجان
ابحث عن تلك العرافه لتقرأ لى الاسرار فتنظر له طويلا وتغمض عينيها لتخبرنى بانه هناك مابين البحور والجبال يحمل بين ضلوعه قلبا يضم الكون
سنلتقى يوما ما فالوعد بيننا هو المكتوب
فانا الوعد وانت المكتوب