31‏/10‏/2016

حب منتصف العمر

كان كل منهم يحاول ان يستجمع شجاعته ليخبر الاخر بمشاعره
تلك المشاعر التي لم يعرف أي منهما كيف كانت بدايتها ،ولا متى تمكنت منهما
فالحب في منتصف العمر هو الاكثر وهجا ووجعا
كان كل منهم في طريقه، لا يعلم بان هناك من يسير في طريق موازى، يمضى بسنوات عمرة حيث لا يدرى الى اين يذهب او الى متى سيظل هناك
تجاوز كل منهما منتصف العمر ومضى يسير بخطوات ثابته ومحددة الى هدف مجهول.... يحاول ان يستجمع ما تبقى من احلامه ليكمل طريقه، فتلك هي قوانين الحياة
كان كل منهم يحمل شيء ما يختفى بين جدران عمرة
حلم خاص...... امنية..... وجع لا يبوح به
يحتفظ بإحساس مجهول بانه يوما ما سيحدث شيء يمنحه الحياه
كان لكل منهم جرح يخفيه عن العيون لا يدرى به احد
حين التقيا في قطار العمر لم يكن يعلم احدهما بانه سيترك في روح الاخر كثير من الذكريات والاحلام والكلمات والجنون
لم يكن يدرى أي منهما ان تلك الرحلة التي ما كان يخطط لها احدهما كافيه بان تترك كل تلك المشاعر تسكن بين ارجاء العمر، هي لا تعلم هل مازال يتذكرها، ام انه ما عاد يذكر منها شيء...... فقد كانت رفيق سفر وفقط
ربما لا يتذكرها ، ولكنها تتذكر كل تفاصيله ملامح وجهه .....ابتسامته .....شذى عطرة الذى تلتفت سريعا حين يمر بخاطرها
لم يكن رجلا عاديا التقته في رحله عابرة وهى التي ما كانت تتحدث الى الغرباء
ولكنه لم يكن ابدا غريب، فقد اطمأنت له وكان هذا كافيا لها لتتجاوز معه ساعات السفر الطويلة دون ان تشعر بمضي الوقت وطول المسافة وارهاق الرحلة
كان لقائهم في تلك الطائرة عابرا حيث يجلس البعض هنا والاخر هناك وهى لم تكن الى جواره
كان كل منهم في مكان بعيد عن الاخر لا يعلم بانه معه في ذات الرحلة رغم ان كل منهما كان يجلس في ذات المكان الذى غادر منه
وربما التقت نظراتهما بشكل عابر لم يدم طويلا ربما لفتت نظرة قليلا وانتبهت له قليلا ولكنه كان مسافر اخر في رحله ما ستغادر المطار حيث تتوجه
وفى الطائرة جلست تنظر لبعيد حيث اعتادت دائما ان تنظر فهي دائما ما تنظر لبعيد ربما خوفا من الغد او خوفا مما تحمله لها المسافات التي تأتى من بعيد فهي دائما اسيرة المجهول
لم تكن ابدا حياتها واضحة الخطوات
فهي تمضى دون ان تعلم الى اين
تسافر ولا تعلم أي بلد ستحتضنها المرة القادمة
هي دائما تنتظر مالا تعلم وترحل حيث لا تدرى
جلست الى جوارها سيده تحمل طفل صغير نظرت كل منهما للأخرى وابتسمت وانتهى الامر كانت تستمع للحنها الذى تهرب منه واليه في صمت وخشوع ووحده تنتمى لها ولم تنتبه لما يحدث ولم تهتم كثيرا
وفى تلك اللحظة التي استدارت فيها لتعبث بأوراقها انتبهت له فلم تكن تلك السيدة الى جوارها كان هو صاحب تلك النظرة الحائرة التي انتبهت لها في المطار
كان كل منهما ينظر للأخر بهدوء وابتسامه لا يعلم أي منهما ماذا تعنى
هل كان شعور بانه سيحدث شيئا ما؟
ام هو كثير من التساؤلات التي تحملها الروح وتظل حائرة
هل كان احتياج كل منهم لرفيق فى تلك الرحلة التي ستستمر لساعات طويله؟
ام ان كل منهم كان بحاجه للبوح...
ترك متعلقاته الروحية في مكان بعيد عن الاعين حيث لا يراه احد ولا يعود له مرة اخرى
لم يدرى كل منهما بان تلك الرحلة ستغير ما تبقى من طريق القدر
في بعض الاحيان يصبح الانسان اكثر قابليه للبوح ....ربما هي لحظة ضعف او لحظة اثقلت كاهله فيها الكلمات
ولكن اتلك اللحظة او تلك الحالة كافيه لتبوح لأى انسان ؟
ام انك ايضا تحتاج لمن يجذب روحك لتبوح له وتحكى وتضحك وتبكى
لم تكن تعلم اجابه لسؤالها
ولم تدرى ان كانت يوما ستمارس البوح لشخص غريب لا تعلم عنه شيء
ولكنها مع الوقت اكتشفت بانها ستحكى يوما كل شيء لشخص عابر في رحلة مجهولة
شخص عبر عمرها وروحها ومضى لبعيد
كانت تلك بداية الحكايه التى ما كانت تعلم حينها الى اين ستأخذها ولا متى ستنتهى
كانت تلك المرة الاولى والاخيرة التي تستسلم مشاعرها لرجل هي تعلم بانها امضت العمر في حيرة باحثه عن معانى كثيرة وحين لم تصل لما تريد اقتنعت بانها لا تستحق الاجابات فحرمها الله اياها
كانت قررت منذو زمن الا تبحث عن اجابه او تنتظر ان تأتيها الاجابات
فهي على قناعه بانه القدر وحده هو الذى يستطيع ان يحول حياتها الى عالم اخر
تمنت ان تحيياه
وكلما اقتربت من منتصف العمر ابتعدت عن الاجابات، وتركت لخيالها العنان ليحملها بعيدا عن العالم الذى لم تنتمى له يوما ،ولم تستطع ان تقترب من حدوده ، فهي ليست منه ولن تكون ابدا دميه تتلاعب بها الأيدي والاعين
هي دائما كانت تعلم بان بداخلها كثير من الحكايات ،والنبضات التي تبخل ان تكون متناثرة في عالم لا يدرك معناها
ربما حين قررت ان تسافر الى كل مكان
لم تكن تعلم بان على رحلة ما ينتظرها قدرها
لسنوات طويله لم تفعل شئ سوى انها اوصدت الباب بقوة ولم تسمح لاحد ان يتسلل الى ايامها
دائما ما كانت حريصه على ترك مسافه فيما بينها وبين كل من يقترب منها
هكذا تبدأ الحكايات
حين نطرق بابها بلطف وننتظر الإجابة
تلك اللحظة التي تعادل دهر كامل من الانتظار
هي مزيج ما بين الحيرة والرغبة والرفض
السقوط في الحب كالوقوف في بحر من الرمال المتحركة
في كل خطوة تزداد غرقا لا تستطيع الخروج ولا السير لا تملك الا ان تظل ساكنا حتى تكتشف ماذا سيحدث لك
تلك الحكايات الصاخبة التي تجتاحنا بكل عنفوان وضجيج ولا تسمح لنا باستراق لحظات من الهدوء او اعادة ترتيب الافكار
هي تأتى كإعصار لا تستطيع منه فرار
كانت تشاهد العالم من حولها من خلف جدار زجاجى احاطت به نفسها واغلقت الابواب جيدا وايقنت بانه لن يستطيع احد الولوج لحياتها دون اذن منها
كان هذا القرار هو البداية لتلك الرسائل التى اعتادت ان تكتبها لمجهول بعيد لا تعرف من يكون ولكنه يمنحها الكثير من الوحده التى اختارتها بكامل ارادتها وفى ذات الوقت يمنحها الصوت الذى ياتيها من بعيد ليمنحها كثير من الاجابات وكثير من الحلول لما يدور بداخلها
كان هذا المجهول هو الذى تستطيع ان تجلس معه متى ارادت لتخبره بما تريد
كانت تكتب له وتبوح وتشتاق
تكتب له لتكتشف بعد حين انها كتبت لك
لم تكن تعلم يوما بانها تستطيع ان تحب هى مضت فى الحياه وهى على يقين بان لها قلب لا يعلم ابجديات الحب
كانت تجهل مالذى ستشعر به اذا ما احبت ....... كانت تنظر لتلك الصور من بعيد من خارجها فهى ابعد مايكون عن تلك المشاعر التى يصفها من حولها او تقراها فى تلك الكتب الكثيرة التى امضت عمرها بين صفحاتها
تستمع..... تبتسم...تصمت
ولكنها كانت تعلم بان هناك غرفه مغلقه بداخلها هى نفسها لا تعرف كيف تجتاز بابها او تدخل اليها
كانت تعلم بان بداخلها عاشقه حتى النخاع ..... تمنح من الحب مالا يعرفه احد ولكنها بعيده هناك وحيده
ربما لأنه لم ينجح رجل سواك فى مخاطبة عقلها وروحها معا
كان الرجل الوحيد الذى استطاع اختراق جدران صمتها
فاستطاعت ان تعزف معه لحن العمر
رغم ان كل منهما كان يقف على مسافه كافيه تمنحه الفرصه للهروب والفرار من الحب الا انه كان يرغب فى الاستسلام لتلك المشاعر التى اجتاحته فى وقت لم يكن ينتظرها او يتوقع ان تحدث
اتعلم ماالذى يعنيه ان تهواك إمرأة مثلى
امرأة لم تطرق ابواب العشق يوما ولم ترى من الرجال من يستحق ان تهواه
انها تخبرك بلا كلمات بانك الرجل الاوحد الذى ملئ قلبها وعقلها وسكنت له الروح
كيف لرجل مثلك اجاد احتلال قلبها ان لا يرى عشقها فى عينيها
كان كل منهما يعلم جيدا مالذى يشعر به باتجاه الاخر الا انه كان اسير لمشاعر الخوف من الاستسلام للحب
ولكن ستدرك يوما بانه لم يطرق بابك حب كحبها ولن ترى عيناك عشق كعشقها لك
لم يكن من السهل عليها رفض حب كحبه

26‏/10‏/2016

هروب

كنت اندهش من تلك الرسائل التي يرسلها احدهم إلى مجهول
تلك الرسائل التي توضع في زجاجه وتلقيها للبحر ...يبتلعها ويحملها معه إلى حيث لا تعلم من سيتسلمها ومن سيقرئها
يرسلها وهو على يقين بأن من سيتسلمها هو المقصود
لا اعلم من أين يأتي كل هذا اليقين بأنها ستصل
هي مجرد رسالة مجهولة لمجهول
لم أكن افهم جدواها حتى أرسلتها
نعم لقد أصبحت ممن يرسلون رسائل البحر
لقد أصبحت أمارس طقوس الرسائل أليوميه حيث لا عنوان
ربما دائما ما كانت تراودني تلك الفكرة كنوع من البوح أو كجلسات علاج نفسي أمارسها وحدي
فالبوح هو الحالة التي نصل لها حين تخنقنا الكلمات
ما يحدث لي الآن ليس إلا هروب اعتدت على ممارسته كلما ضاقت بى الحياة
هروب أعود منه دائما نادمه حين أدرك بأنه لم يعانى منه سواى
ولكن لا مفر منه في تلك اللحظات التي يتسلل فيها الخوف إلى قلبك
مجرد خوف ينهش روحك فتمتهن الهروب إلى المجهول حيث لا تعلم شيء ولا تعرف احد
تحزم حقيبتك وتملئها بما يخصك وترحل وحيدا دون وداع ودون عنوان تتركه من خلفك
كثيرا ما يكون هروبك هو عدم رغبه في تذكر اى شيء ماضي
عدم الرغبة في التواجد بداخل محيط يذكرك بماضيك الذي تهرب منه
ترفض التفكير في ما سبق وترفض توقع ما هو أتى
لا تصغي لاي صوت يناديك لتعود
تطمس ملامح الصور حتى لا تتذكر احد
تغلق هاتفك وترفض العودة
ولكنك بعد كل هروب تخفق في الاستسلام له وتعود
ربما لان روحك لم تألف الهروب ولا تريد إلا أن تظل مع من تنتمي لهم
تفزعني كثيرا فكرة تلك الأمسيات التي تمضى بك وحيدا
البرودة والظلام والفراغ
أليس هذا بكافي لتحزم أمرك بالهروب
كثيرا ما عاهدت نفسي على البقاء بعيدا عن كل ما يدفعنى من جديد لتلك الدائرة اللعينة دائرة الصمت والهروب ولكن دائما ما كنت افشل
فلم يعد لدى حكايات اسردها عليك يا صديقي
لم يعد هناك ذاك الشغف للحكى
أصبح الكلام عبئ احمله على صدري ولا استطيع منه الخلاص
تظل الكلمات جاثمة على صدورنا حتى نتخلص منها بالبوح وحين لا يكون هناك سبيل لذلك تظل عالقة هناك في مكانها حتى نختنق منها
تعبر الأيام أعمارنا كسحابات محمله بالغيوم لا نعلم في اى ارض قد تمطر
اعتدت على أن ليس ما اريدة هو ما يتحقق
دائما ما ينتهى المطاف حيث لا اختيار أخر
من الصعب ألا تتخذ قرارك بلملمة ما تبقى منك والمضي قدما إلى مجهول جديد
لعل القلب يوما يعيش بسلام

01‏/09‏/2016

ما قبل البداية


غنّي لقلب مشتاق .....ناطر ع نار
غنّي لحلم ع وراق ...بعدو ما صار
غنّي لعيون بتقول .... حكي ما انقال
أتدرك معنى أن اطرق أبواب عمرك
هل تعلم بأن مفاتيح دنيا الأحلام ستكون لك إذا ما استطعت أن تمتلك مفاتيح قلبي
فأنا تلك التي لا تستطيع منها الفرار
لا تقترب إن لم تكن تستطيع معي الجنون
إن لم تستطع خوض معاركك للنهاية فلا تأتي
لا تحاول أن تقترب إن لم تكن تستطيع خوض مغامرة مسائية في غابات الحلم البعيد
لا تخبرني ماذا يقول العقل ,فأنا لا استمع لصوت العقل أبدا فجنوني هو الذي يناديني وأنا ألبى له النداء
لا تحاول أن تصنع من حبك قيود حريريه تكبلني بها
لا تحدثني بالمنطق والعقل
فأنا أكرة القيود ....
أكرة أن أكون أسيرة مكان أو زمان
دع كل قيودك التي تجذبك لتلك الأرض وأطلق لجناحيك العنان لتحلق معي عاليا حيث لا حدود لنا
اصنع معي سرنا الصغير الذي لا يعرفه سوانا
فلن يفهمنا احد
لا تُضيع الوقت في الشرح لهم, يكفينا العمر الذي رحل عنا ونحن نفتش عن أرواحنا الضالة
هل تستطيع أن تمطى معي حصانً بري لم يروضه يوما احد
فأنا ذاك الحُلم الذي تمنيته ذات مساء ولم تنتظر أن تستيقظ لتجده إلي جوارك
أنا كل أحلامك التي استيقظت منها مبتسما وتمنيتها واقع تتجول بين دروبه ولكنك كنت تعتقد بأنها مستحيل
أنا طفلتك التي تجلس على ركبتيك تتوسد كتفك وتغفوا صامته حين تحكى لها عن مغامراتك وتقص لها الحواديت
وأنا الراهبة التي تتضرع إلى الله في محرابها في سكون
وأنا الغجرية التي ترقص من حولك في جنون وتشعل الشموع وتقرأ لك الفنجان وتهمس للأصداف وتخبرك بكل أسرارك حين تنظر لعينيك
أنا التي حين تتسلل لها في هدوء تمتلك منها العمر وحين تقرر أنها ملكك ترحل عنك وتكسر الأبواب وتتمرد على حبها لك لتعلن أنها لن تكون أبدا ملك لك
أنا أول كلمه تكتبها في كتاب حياتك وأخر سطر تسطره حين تقرر الرحيل
لا تبحث عن غيرى فأنا التي تحتل روحك وهل هناك بعد امتلاك الروح احتلال
هل تتحمل جنوني وصمتي وحكاياتي التي لا تنتهي
أتستطيع أن تدخل معي كتاب الحواديت وتصبح أنت الفارس الأول للأحلام
هل تترك خوفك ورهبتك وعالمك على أبواب الحكاية
لتكتب معي السطور من البداية
فنحن معا سنكتب أول كل شيء
أول الحكاية
وأول لقاء
وأول سلام
وأول ابتسامه
أتدرك معنى أن تكتشف لأول مرة أول كل شيء من جديد
لتكتشف بأنها المرة الأولى التي تشعر فيها بالحياة
أنا تلك التي ينتهي عندها التاريخ وما بعدها مجرد أوهام


https://soundcloud.com/samah-samir-2-1/aeigklxnuhuq?in=maha-el-abasy%2Fsets%2Fbguyl3zrnkmd

31‏/08‏/2016

لعنة المسافات


تلك المسافة التى نقف على طرفيها اصبحت قاتله ,إنها تلك اللعنه التى اصابتنا ولا نستطيع منها الخلاص
تجمدت الحروف بيننا وتمزقت الكلمات بين شفتينا
تحولت المسافات لقيد نختنق منه ,لفراغ يتسع كلما حاولنا الاقتراب
يعاندنا الزمن وتعاندنا الأيام وكأنها قررت أن تغتال أرواحنا وتتركنا مجرد اشباح هائمة على قارعة الأيام
الأيام تمضى ببطء وتتحول الساعات لشهور
يصبح كل شئ ممل بلا معنى
تتجرد الحياة من روحها
وتتجرد الأيام من معانيها وتفقد الكلمات حروفها وأفقد انا ذاتى
أقف على طرف المسافة.... ابتعد عنك واقترب منك ,ما بين الحيرة والوجع هناك أنين يأتى من مكان ما بعيد ,يناديك لتحرره من قيود المسافات
لتنطلق معه وتعبر الأسوار العالية التى تأسره من خلفها
متى تركنا كل احلامنا تتسرب من بين ايدينا
متى أدركنا الفرق بين الزائف والحقيقي
فليست كل الحقائق حقيقة وليست كل الأكاذيب كذب
هناك دائما جزء من الحقيقة فى كل كذبه وبعض الكذب فى الحقائق
لم أعد أهوى الصمت فهو لغة من يعجز عن أن يواجه ذاته ,أن يرى الحقيقة ويعترف بأنها موجودة
سأترك كلماتى على اطراف عالمك ,سأتركها فى تلك المسافة التى تفصل ما بيننا
لعلك يوما تفهمها وتدرك بأن المسافات قاتله و مع الوقت لن نستطيع أن نقترب من جديد

ما بين الراحه والشقاء

إنها تلك الأوقات التي تباغتك الكثير من الأفكار وتتزاحم في محاوله أخيرة للبقاء
تشعر بأنك تصارعها راغبا في أن تسيطر أنت عليها 
وتنتزع ذاتك من تلك اللحظات التي تصاب بتشتت من كثرة الأفكار المتتابعة
تتمنى لو انك تستطيع إيقاف الزمن 
والعودة لتلك النقطة التي لم يكن هناك شئ 
مجرد بعض الابتسامات العابرة والذكريات الصغيرة
تحاول الخلاص من كل تلك الصور المتتابعة على ذهنك
تتمنى قليل من السكون لتستعيد توازنك الذي فقدته في غمرة الأحداث الأخيرة التي عصفت بكيانك
وتركتك تصارعها وحدك
ربما هي محاوله أخيرة للخروج من نطاق حياتك وتغييرها
محاوله للوصول للتوازن الذي ترغب
تنظر لكل تلك الأفكار المتراكمة التي تتسابق لتحتل المقدمة
لعلها تستطيع أن تسيطر عليك وتنتشلك من كل شئ سواها
ولكنك تعلم جيدا بأنك لن تستطيع الاستسلام لأي منها
فأنت مازلت في تلك المرحلة التي تريد فيها تحديد رغباتك والوصول لما تريد بلا مزيد من الخسائر
تفتقد ذاتك
تفتقد شئ منك تجهله ولكنك تشعر بافتقاده
إنها تلك المشاعر المختلفة الممزوجة برغبة في العزلة والبقاء وحدك لعلك تستطيع أن تتصالح وذاتك
ربما هو مؤلم أن تفقد جزء من ذاتك
تفقد من يستطيع أن يحررك من صمتك ويصل بك إلى لحظة صفاء نادرة
مؤلم أن تنظر حولك في بحث عن من يستطيع أن يفهم ما تشعر به
أن يفهم بأنك تتألم
فليس من السهل أن تجد من يستطيع أن يفهم مشاعرك
فهي مختلفة ومعقدة
فأنت وحدك من يدرك كيف ولماذا
وحدك من يدرك بأنك تحتاج لمزيد من الوقت لتستطيع أن تنهض من جديد و تسير