11‏/08‏/2018

رسائل لا عنوان لها


صديقتي الحنون
أتدرين بأنني اهرب من رسالتك منذ الصباح، فقد أصابت في مقتل كما يقولون.
انه الفقد يا عزيزتي....ذاك الكائن الذي يستوطن قلوبنا ولا يغادرها، فكل منا يعاني من الفقد بشكل مختلف، فهناك من يفتقد أهل، أو حبيب، أو صديق، أو ونس.
أدرك جيدا بأن الفقد يختلف من شخص لأخر و لكن قد اعتدت إلا احكم على معاناة شخص لألم ما فهو وحدة من يدرك ماذا يفتقد وكيف هو بحاجة لذاك الشيء.
سأخبرك سر يا صديقتي في بعض الأحيان أحاول أن أتفهم شعور اليتم وكيف يكون وأحاول أن احصره في الموت ولكن مع مرور الأيام اكتشفت بأن هناك يتم أكثر قسوة هو يتم الأحياء، ربما لا تفهمي كلماتي ولكن أنا علي يقين بأنك ستدركين مقصدي
لا أدرى يا عزيزتي اعدم وجود ذكريات مشتركة يجعل من الفقد اقل حده أم أكثر ألما، فدائما ما سيكون هناك غرفة فارغة في القلب تؤلم ويزداد الألم حين نحتاج لمجرد ذكريات تؤنس وحدتنا وتهون من غربت أرواحنا.
سأخبرك بسر أخر يا صديقتي فمن الواضح أن تلك هي رسالة الأسرار الصغيرة.
بالرغم من إدعائك القوة والتماسك وكل المحاولات التي تبذليها لإظهار وجه غير مبالي للحياة حتى تنتصرين عليها ولا تمنحيها فرصة إن تهزمك، إلا أنني اعلم جيدا بأنك تلك الطفلة الهشة التي تحاول أن تختبئ خلف الأقنعة حتى لا تنهزم
ربما نحاول إن نختبئ خلف أقنعه القوة أو أنها أصبحت مفروضة علينا فنحن نعلم جيدا بان السقوط رفاهية لا نمتلكها فقد شاءت الأقدار أن تتركنا الحياة وحيدين في صحراء شاسعة لا جدار فها نستند عليه، لا شيء سوى الفراغ ونحن.
يقولون فاقد الشيء لا يعطية ولكن كوني على ثقة بأن ذاك الفاقد أكثر من يستطيع المنح فهو يمنح من يحب ما كان يتمنى وينتظر إن تمنحه له الحياة.
في ذات يوم بعيد قالت لي من كنت أظن بأنها صديقتي وتفهمني جيدا
لماذا كل هذا الحب لبعض الأشخاص ولماذا تتفانين في منحهم الحب والدفء ماذا تنتظرين وما أسبابك
أتدرين بأنني التزمت الصمت قليلا، ربما لاندهاشي من السؤال أو لأنني كنت اعتقد بان ما افعلة شيء عادى لمجرد أنهم أشخاص مميزون بالنسبة لي واشعر بالحب والود اتجاههم ولكن اكتشفت فيما بعد بأنه هذا ليس سبب كافي لها
فأخبرتها بأن هناك شيء لا يفهمه إلا من فقده فهو وحدة من يدرك معنى تلك الحميميه في المشاعر التي تمنحها بصدق لمجرد انك تشعر بالونس هاهنا أو هناك
للأسف لن أستطيع أن أعدك بأن تلك الغرفة الفارغة ستمتلئ يوما بدفء الونس، فتلك الغرفة ستظل فارغة ربما نحاول إن نشعل قنديلا صغيرا بداخلها لعلها تضيء ولكن تظل كلها محاولات
سيظل الفقد قدر والغربة قدر والبحث عن وطن وحضن وبيت وجذور قدر لا هروب منه ومنذ متى نهرب من أقدارنا يا صديقتي
سأنتظر رسائل أخرى لعلها تكون دواء وونس.
#رسائل_لا_عنوان_لها
#مها_العباسي


10‏/08‏/2018

حين يتحدث الغائب


حين تكتبين لذاك الغائب البعيد ادعوا الله إن أكون لا زلت أنا مُلهمك الذى تكتبين لة، أتدركين عزيزتي بأنني كلما حاولت الفرار منك أعود لكي وأتلمس ذاتي حروفك وكلماتك

تمنيت أسمى في أول رسائلك رغم يقيني بأننى المجهول الذي تبوحين له وتشتاقي 
لقد وصلت كل رسائلك يا عزيزتي، تلك الرسائل التي أرسلتيها في صمت ولكن دائما ما كانت كلماتك تشق جدار صمتي وتصل لقلبي رغم المسافات والجدران
أتدركين بأن حروفك كانت هي قطرات الندى التي تروى النبتة الظامئة في تلك الصحراء البعيدة التي اسكنها 
افتقدك، افتقد صباحك الدافئ وأمسياتك التي كانت هي الونس حيث الوحدة والغربة والصمت يلف المكان من حلى 
لا تلوميني على الغياب فلم استطع أن أكون ذاك الفارس الذي يختطفك ويرحل لبعيد
ربما كما تقولي يصر القدر على عقابنا أو ربما هو قدرنا الذي نرحل منه له
لم يخلوا يومي منك أبدا يا صغيرتي دائما ما كان وجودك ينتصر، لم تعانى وحدك صدقيني فكل مساء كان يمر من خلالي طيفك ويمنحني حنين وكثير من الوجع والاشتياق، أتدركين شيء لم تكوني وحدك من يكتب الرسائل للغائب فلقد كتبت لكي كثيرا ولكن لم املك تلك الشجاعة لأرسلها لكي أو حتى أضعها في طرقك لتقرئيها يوما ما حتى ولو صدفة 
كلانا يعانى يا صغيرتى من الغياب ربما تلوميني لأننى أنا الغائب وأنا من قررت الرحيل ولكن يوما ما ستعلمي جيدا بأنه لم يكن هناك حل أخر 
سأعود يا صغيرتي، سأعود كوني على يقين من عودتي واحتفظي بكل كلماتك لقرأها معا على ذاك الشاطئ البعيد
سأعود فكيف لا أعود وروحك وطني، كيف لا أعود وأنا منذ رحيلي عنك ضللت الطريق ولم اعد اعرف لي عنوان أو وطن أو كيان
سأعود لأننى على يقين بأنك هاهنا تنتظرين عودتي وأبدا لن تفقدي إيمانك بى ويقينك 
سأعود صغيرتي سأعود
#حين_يتحدث_الغائب
#غريب_بلا_غربة
#مها_العباسي
#رد_علي_رسايل_بسمة

23‏/07‏/2018

فارس لا يرحل ابدا

أتدرك معنى أن تحبك أمرآة تكتب؟
ستصبح فارسها وملهمها الأوحد، ستنظر لك بعين مختلفة، ستبحث عن تفاصيلك التي لن يراها سواها، ستفتش عن ملامح روحك قبل أن ترى ملامح وجهك، ستشعل لك ألف قنديل يدلك للطريق، ستصبح نجمتك الهادية وملهمتك، ستكتب لك وعنك، ستصبح جزء من حروفها لا يتجزأ، ستجد نفسك بين سطورها ملهم وفارس لا يرحل عن الكلمات.
يوما ما ستدرك بأنك كنت صاحب الكلمات وفارس السطور، ستدرك بأنه حين أحبتك تلك المرأة أحبتك حب مختلف ربما لم تستطع إن تفهمه أو تدركه، فهي لم تحبك كرجل عادى يمضى في دروب الحياة، هي أحبتك كرجل الحلم وفارس الحكايات، أحبتك نورس لا يسكن أرض وليس له عنوان، فهي تدرك جيدا بأن النوارس لا تسكن الأقفاص، وتموت إن لم تستطع التحليق عاليا، حبها لك من الصعب إن تتفهمه ولكن حتما ستدرك يوما معناه.
فهي كتبت لك أسطورة وكنت أنت بطلها الوحيد، رسمت لك عالم سحري وفتحت لك أبواب الأحلام، كانت لك دليل وان طال الطريق ستصل حتما لها.
ستدرك بأنها من أمسكت يدك حين أفلتها الجميع وأمنت بك حين لم تستطع أنت أن تؤمن بنفسك، كان يقينها أنت، وحقيقتها أنت.
تلك التي ستدرك أبواب روحك وتتسلل إليك في بساطة وتشاركك الأحلام والجنون والأمنيات، ستحتضن حلمك طفلا ليكبر ويعانق الشمس، وستصل بك ومعك إلى حيث تتمنى وتريد وستظل فارسها حيث لم يعد هذا زمن الفرسان.
ستعتذر نيابة عنك لكل الفراشات التي أرادت أن تعبر عالمك ولم تمنحها الفرصة، فتركت أثرها على حدود ذاك العالم ورحلت.
كم من الأعوام مضت وتلك الحروف أصرت أن تظل نابضة بالحياة، يتدفق الدم في شرايينها ويمنحها الحياة.
مضت أعوام وتلك السطور فارغة تنتظر كلماتك لتخطها بقلم سحري، أعوام من الرحيل كنت تكذب على نفسك وتخبر الجميع.....أنا بخير استمتع بتلك الوحدة.
قاتله تلك الوحدة يا صديقي، الم تدرك خطورتها بعد، قاتله للأحلام وكافية أن ترسم الأسوار حول روحك وتشعرك بأنك هكذا أفضل.
أحقا أنت ألان أفضل؟
تركت أحلامك ومضيت، مضيت لا تبالي بشيء حتى أنت لم تعد تبالي بك، تجاهلت أنت الذي كنت تحب، تجاهلت روحك البريئة الطفولية وتصنعت القسوة ومضيت في درب لا تعرفه.
ربما تتخبط بين العديد من الاختيارات، أو ربما اخترت أن تجلس في حالة من التوقف عن كل شيء.
انظر خلفك فلن تستطيع المضي قدما دون أن تنظر للخلف وتدرك من تكون وأين يقع ظلك.
امنح قلبك قليل من الأمان لينطلق حرا بلا قيود، لا تنظر باتجاه الفراغ وتحاول أن تقنع نفسك بأن كل ما تلمسه يدك يضيع، فتش عن كلماتك المنمقة ولا تصدق تلك الهمهمات الجوفاء التي تحاوطك، لم تعد عاجزا على الرؤية صدقني فأنت من تحاول أن تغمض عيناك حتى لا ترى.
أرهقك الطريق يا صديقى أدرك ذلك جيدا، أرهقتك الحياة وتركت أثارها على روحك وجسدك ولكن أيكون الاستسلام هو الحل؟
لا تصدق تلك العبارة التي تخبرها لذاتك بأنة لم يعد هناك أحد بانتظارك فربما يكون أنت من أغلقت الطُرق والأبواب حتى لا يجدك أحد.
سأكتب لك وعنك حتى تجد الطريق، سأكتب لنفسي كما كنت افعل دائما، سأبحث عنك بعيدا عن دروبك المؤلمة، سأبحث عنك في مُدن العشاق، سأبحث عنك بين الفرسان، بين الفراشات والأنغام والنوارس المهاجرة سأفتش عن حلمك ومدينتك ووطنك، سأستعيد روحك الهائمة التي سقطت في بئر الحزن والاستسلام، فأبدا لم يستسلم يوما خيّال.

22‏/07‏/2018

سلاما حيث تكون

للحكايات سحرها الخاص فنحن لا نشعر بتلك الأشياء التي نواريها خلف الأبواب، فدائما لتلك الحكايات التي نرويها متعه خاصة لكأننا نعاود سرد الأحداث لنا، فنحن نشعر بحنين حين نحكى عن ذكريات مضت، تلك اللمعة التي تومض في العيون حين تحكى عن من تحب.
في لحظة ما من الطريق تصبح الحكايات هي كل ما تبقى من تلك الأيام الماضية.
يرحل الأشخاص ولا ترحل عنا ذكرياتهم، إنها تظل كالجسر الذي يربط ما بيننا وبين ما تبقى منهم، إنها تلك المتعة التي تنتابك حين تحكى لهم أو فيما بعد عنهم.
مسكين ذاك القلب الذي يتعثر في تلك الحكايات المستحيلة كل مرة
ويقف حائرا ما بين واقع البدايات، ووهم النهايات، تلك المعادلة المستحيلة التي لا نستطيع أبدا الوصول لحل لها.
سلام لتلك الحكاية وتلك الروح وتلك العيون، حان الوقت ليرحل الحلم وترحل الكلمات وتنتهي معها الحكاية.
المسافة التي كانت والمسافة التي أصبحت، تلك الحدود والسدود والجدران وضعت كلمة نهاية، لازال ما بيننا في تلك الأرض البعيدة يسكن سر البوح المحمل على عنق تلك العنقاء التي تولد من رمادها.
نعزف لحن ونشدوا بتلك الأغنية فنحن شاهدين على قسوة الفراق، حاولت كثيرا تثبيت قدمي على تلك الأرض ولكن لم املك القوة الكافية لأتجنب الانزلاق والسقوط، كانت ترسوا اناملي بباطن كفك تلتمس الدفء وتغفوا في أمان.
لم اعد ضعيفة أمام لحظات عابرة، لم اعد تلك التي تمضى دون أن تعلم إلى أين، كنت أحاول كثيرا أن تكتمل الحكاية ولكن ما كان مكتوب لها إلا نهاية مؤلمة.
بقايا من أشياء كثيرة كانت هي الحياة، بقايا حلم....بقايا وعد.... بقايا حب.
كل شيء بعد تلك الحكاية أصبح عابر، تعبر الأحلام ولا تتحقق، تعبر الأجساد ولا تظل، أقدار كادت أن تقترب ولكنها ما كانت لنا.
أول لحظة....أول كلمة....أول ابتسامة...أول حضن.
سلاما لحكايتك التي انتهت، سلاما حيث تكون.

روح لا يعرف الفرح لها طريق

هناك قلوب يسكنها الحزن، هي مجرد قلوب تهشمت وتسرب الفرح من شقوقها.
إنها تلك القلوب التي تحمل وجوهها ملامح محايدة، تقف على أعتاب الفرح وتتلاشي في تلك البقعة المعتمة في فضاء شاسع يحاوطها.
ترتسم على زوايا شفاهها ابتسامه حزينة تخشي البوح، مجرد محاولات للتمرد على لعنة قديمة، تلك اللعنة التي أخذت من العمر ما أخذت.
محاولات ابتسامة....ولكنها تسقط في جوف ذاك القلب الوحيد، يحتضنها بين ذراعيه ويدفنها في صمت.
يتساقط من بين جروح القلب دموع كانت تهفوا لفرحه واحدة تملئ ذاك الفراغ، لمجرد ابتسامة واحدة....صادقة.
لكنها ليست إلا دموع وإن كانت عطشي للفرح، دموع تمحو أثر أمنيات كانت هنا يوما.
كان هناك أحلام حين كان النوم صديق الليالي، ولكنه ماعاد هو الرفيق فقد رحل وترك الأرق يكمل الدرب، فكيف للأحلام أن تأتى في ليالي رافقها الأرق، فهنا لا مجال لتلك الأحلام البسيطة ولا الأمنيات الطيبة.
ليت الأحلام تموت حين لا تستطيع الحياة، ربما هي تظل قابعة هنا لتعذبنا بها ولنظل نشتاق لها ونبكيها.
ربما لم تستحق تلك الروح يوما أن تسكنها الأحلام، ربما لا يليق بها الفرح، فهي ولدت وحيدة وستمضى إلى أخر الدرب وحيدة، فهي كلما اختارت ثوب الفرح تحول إلى ثوب اسود قاتم بلا منطق أو سبب، مجرد قدر ....هي فقط روح لا يليق بها الفرح ولا تولد لها الأحلام.