29‏/02‏/2012

14-لا تنتهى


لا تنتهي.........

هناك بعض الأشياء التي لا تنتهي بإنتهائها ولا تنتهى حتى وان اعتقدنا بأنها قد انتهت
فدائما ما تأخذنا الرغبة للنظر لعمق الأشياء في لحظات صمتنا, ونراها أحيانا بسيطة تنتمي لنا وكثيرا ماراها بكل عمق وبتفاصيل أكثر دقه تظل تلاحقنا خيالات أمام أعينا لا تنصرف عنا أبدا وتظل عالقة بين أهدابنا تداعب الأحلام عندما نقرر أنها قد انتهت من صباح المختلفة
إنها التفاصيل الصغيرة التي لا يتذكرها سواك

تلك النقوش البارزة على كوب ما ارتشفت منه بعض الرشفات في امسيه أمضيتها هناك

أو ذاك المذاق الذي ظل عالقا بشفتيك لسنوات طويلة وتعاود تذوقه كلما تذكرت طيف ما
انه ذاك العطر الذي يداعبك في لحظه ما ,فتسارع بالالتفات من حولك باحثا عن من دخل للقاعة لتكتشف بأنك وحدك, وبأنه قد جاء من مدن الحلم البعيدة ليذكرك بأنك لم تنسى يوما وبان ما كان لم ينتهي ابدا.
إننا نتمسك بالأماكن ...ونرتبط بكيانها... وتفاصيلها ليس لمجرد حنين قديم أو دفء من ماضي بعيد ولكنه خوفا من أن ننساها فنضل الطريق لنا لوجودنا
نحن نمتلك ذاكرة حيه تتنفس ماضينا وترتوي من أيامنا القادمة
حتى وان كنا ملولين لا نستطيع البقاء طويلا في ذات المكان نصل إلى تلك الأماكن ونصمت ونظل طويلا نتجول بين جدرانها ورائحتها ألعبقه التي نحملها معنا سنوات وسنوات انه اللانهاية لكل نهاية
إنها التفاصيل الصغيرة
والأماكن
 والعطور
 والأنفاس التي نرتوي منها
إنها تلك الأماكن التي نعبرها فقط هي ما تظل عالقة بذاكرتنا
وتلك الملامح التي تتخللنا هي التي تشاركنا سكون ليالينا وابتسامات صباحنا
ربما نغادر المكان على وعد بعوده قريبه ولا نعود فيسكنا هاجس المكان
نلتقي ويطول الجلوس بينا وفى السلام, نتواعد من جديد ولا يأتى الموعد أبدا 
ويظل العطر هو هاجسنا, ودفء الأنامل يسكن كفوفنا
إنها تلك الوعود التي لا تنتهي ,هي وحدها التي لا تنتهي
تظل بقايا عالقة من حولك في كل مكان
 بقايا عطر.....
بقايا في فنجان قهوة......
بقايا في منفضة سجائر....
تظل كل البقايا تنتظر وعد قد تأتى به الأيام ذات يوم
 وقد لا يأتي
 فيظل لا منتهى
 للمنتهى

28‏/02‏/2012

13- تلك الحياة


إنها مجرد لحظه تأتى في زمان ما من أيامنا تخبرك انه قد حان موعد إغلاق كل الأبواب وإسدال الستائر على كل نوافذك وتلتصق بالجدران وحيدا في محاوله أخيرة لان تحتمي بتلك الحصون التى شيدتها من حولك او ربما هى محاوله للنظر لكل تلك الوجوة المتناثرة التى اصبحت غريبه الملامح ,الكثير من الاصوات المتداخله تحاوطك وتعلوا وتأتيك من بعيد من خلف جدرانك لتحاوطك  لتفرض وجودها عليك وتزداد صريرا فى أذنيك

تتحول لصدى يتردد من حولك فى رغبه ملحه لفرض وجوده على تفاصيلك تحاول ان تميز صوت كنت تألفه ذات يوم فكل الاصوات غريبه كل الملامح ضائعه كل العناوين بلا اماكن
ربما هى كذلك من البدايه ولكن كانت تحتاج لمن يراها بوضوح

سؤال غامض ننظر له بالكثير من الدهشة
فالإجابه الصحيحة  لن نستطيع منحها لسواه
ونسارع بالقول كل شئ على مايرام ونبتسم تلك الابتسامة ونصمت
القليلون هم من يرون كل تفاصيل الاجابه البسيطة "على مايرام"
فهي كلمه شائكة لا تحتمل مزيد من الاسئله أحيانا تحتاج من ينقض عليها للوصول لمساحه من البوح ينفرد بها وحده
ربما لذلك هي لا تستطيع أبدا أن تجيبك بتلك الاجابه الفضفاضة فهي تعلم انك وحدك من سينقض عليها ويمزق الأسلاك الشائكة ويتوغل في كل مساحتها التي تحاوطه بتلك ألكلمه
فتختصر المسافات وتصمت أحيانا وأحيانا أخرى تندفع بإلقاء كل التفاصيل بين يديه وتتركه يحتضنها
بعض الحكايات ندخلها مصادفه ونصبح ابطالها مصادفه ونسير فيها ومعها مصادفه ونكتشف بانها تعويض لنا عن تلك الجهه الاخرى من الحياه
مجرد مصادفات تتوالى على ايامنا ونحن نسير معها
فهى ربما تكون نوع من انواع التورط فى علاقة ما دون مقدمات تنتهى باحتمال لاخر العمر
اوتنتهى بك بين جدرانك فاقد الثقه فى كل من حولك تنظر لهم بنظرات مرتبكه
فهى مجرد لحظات فقط التي تفصل بين الحياة والموت ربما تمتد تلك اللحظات دهرا وربما تختصرها الحياة في ثوان
تمضى بك الأيام وترحل فيها ومعها وتصل للحظه تنسلخ فيها الروح عن جسدك لا تموت ولكنك لا تحييا تظل معلق بين سمائك وأرضك تنظر لنفسك في انعكاسك في أثير بعيد تفتش عنك بين جدران وهميه تحاوطك وتقترب من جسدك لتتحول لأنامل تحاول الإمساك بك وجذبك لمكان ما تجهلك ربما تقف لتحاول أن تتفهم من تكون ومن أنت  فتزداد حيرة
أنت كائن ما
في مكان ما
تحاول العودة لشئ ما
بعض الحزن يمتد بداخلنا ويتسلل إلى أرواحنا حتى أننا لا نعرف متى كان ميلاده ومتى استيقظ فينا شعور الأسى هي الحياة التي تقذف بكل مشاعرنا لهوة عميقة ربما نحاول الخروج منها فنزداد سقوطا فيها تطالعنا تلك الوجوه التي تضيع ملامحها وتزداد قسوة فلا نعد نعرف أن كنا منها ام أننا ماكنا يوما نعرفها
ترانا هاهنا بلا مأوى
بلا جذور أم أن مايؤلمنا هي تلك الجذور الممتدة في الأرض ولكنها لا ترتوي
وكأننا ولدنا من فراغ لنحيا فيه العدم
لا نكون ولن نكون
أنها مجرد لحظات نحاول فيها المقاومة والخروج من بين أنامل الموت فننقسم روح راحلة وجسد باقي وحيد
إنها تلك الرحلة التي تسيرها أنت بين الجميع
هم وأنت
أنت  فراغ
هم سراب
ليست كل الحقائق صادقه وليست كل البراهين دليل لصدقهم
أنت وحدك الذي يستطيع أن يعلم بيقينهم
ربما تنتهي هنا السطور وترحل الروح في سلام ويظل هاهنا الجسد
ربما تولد من جديد في بعث أخر
ربما وربما هي الحياة
هو القدر
هذا أنا
هذا القدر
تلك الحياة



27‏/02‏/2012

12-نشوة الكتابه



من الصعب أن تواصل نسج الحروف في كلمات وأنت تشعر بالكثير من الضوضاء الداخلية والبعثرة في أفكارك فالكتابة هي حاله تختطفك وتسيطر على كل كيانك ربما تتلامس بعض الحروف مع أرواحنا فتنبض على الورق جزء منا ولكن كثيرا ما نكتشف بان ما نكتب هو مزيج من كل شئ ماضي بعيد وحاضر قد يأتي كما نريد
بعض من أرواحنا وكثير من أرواح البشر التى تحاوطنا
نكتب ما ينتج من كل ذلك على الورق لنكتشف من جديد حدود وملامح أخرى لم نكن نراها يوما فنكتشفها على السطور كل ما نحتاج إليه بعض الوقت لنتوقف قليلا بين حدود العالم الخاص
نعم انه بعض الوقت تعبر من خلاله تلك البوابة التي تفصل مابين عالمين مختلفين ربما هما لنفس الكيان ولكن كان يجب أن يصبحا منفصلين حتى تعاود من جديد ألكتابه
تتمادي في الصمت رغبة منك في إدراك تلك الأمور التي تدور من حولك وتلك الوجوه التي كانت يوما ولم تعد هنا ولكنها لم ترحل في هدوء فقد قررت أن تنتزع الكثير من الأيام معها لتحملها وترحل تاركه خلفها مساحات مشوهه بكثير من التموجات التي تمحوا كل ما كان سواها
كثيرون هم من لا يستطيعوا النظر لنا جيدا أو أنهم يخشون النظر لنا حتى لا نشعرهم بالذنب فيفضلون أن يشيحون بوجوههم عنا حتى لا تنعكس نظراتنا على وجههم كسياط يلهبهم
أحيانا نكون كقنبله موقوتة تمتلئ بمشاعر متدفقة وكلمات ننتظر تلك اللحظة التي نلقى عبئها عن كاهلنا ولكن لا نعلم متى ستنفجر تلك القنبلة ولا إلى متى سنظل نحمل عبئ الكلمات
قابعون نحن في أجسادنا منتظرين أن نخرج منها لرحاب متسع نتجول من خلاله ونرى الكون من أفاق بعيده منكفئون نحن على ذاتنا ربما خوفا من ذاك العالم الممتد في همجيه من حولنا أو رغبه في السكون والنظر لما نحمله معنا وما فقدناه في تلك الرحلة التي لا نعلم متى تنتهي
بداخل كل منا مدن من الحزن والفرح وبيوت تسكنها ذكريات ووجوه والكثير من الأصوات التي تنبعث من خلف الأبواب ننتمي لها بعديد من الأشكال فبعضها يحملنا إليه..... وبعضها يتركنا على أبوابه أغراب حتى وان ولجنا إليه
تظل تلك ألغربه تحاوطنا ,انه المكان الذي ينادينا ,فنلبى له النداء اليس لنا في أماكننا وجوه اليس لنا فيها بعض منا نتركه حين نرحل فيستقبلنا حين نعود
ترانا نرحل ونحن على يقين باننا سنعود أم أننا نرحل ونحن نعلم جيدا بأنه لن يكون لنا هاهنا مكان نعود له ذات يوم
تمر السنوات ومعها تتبدل الوجوه والأرواح وتختلف الأماكن حتى وان بقيت كما هي فهي لم تضم بين رحابها أنفاسنا
في بعض الأحيان نتوقف في محاوله لفهم إلى اى مدى حياتنا مرتبطة بالآخرين من حولنا ربما في غضام الحياة التي تركض من حولنا نعتقد لبعض الوقت باننا سنفقد أنفاسنا إذا ما رحلنا عنا شخص ما أو أننا حتما سنصل لنقطه النهاية لرحيل أخر أو أن البعض تمتلئ حياتنا بوجودهم ولكن عندما نتوقف قليلا ويرحل هذا وذاك وننظر فلا نجد إلا انعكاس وجوهما وحدها على سفح نهر الحياة نعلم جيدا بأنهم رحلوا ولم تنتهي حياتنا
رحلوا ومازلنا نتنفس ربما نتألم أحيانا ولكن تمضى الحياة ونمضى معها بدون أن يكونوا معنا
تلك هي الحياة وجوه ترحل لتأتى أخرى وأيام تمضى لتأتى أخرى ونظل نحن كما نحن نحمل هويتنا وأوراقنا الشخصية في حقائبنا منتظرين دائما الرحيل
ترتبك كثيرا عندما تقرر أن تفتح أبواب خزائنك وتنثر كلماتك على أوراق أعددتها جيدا لاستقبال ماتود البوح به ولكنك تكتشف بأنك عاجز عن أن تخطها على الورق
عاجز عن البوح أو ترك الحروف على أوراقها ربما هو عدم اجاده التعبير عن تلك المشاعر التي تراكمت بلا ترتيب بداخلك وعندما أردت إطلاقها رفضت هي الخروج
فأنت مازلت تشعر بنبضات قلبك متسارعه وبتلك القطرات الباردة التي تنساب على جبينك تريد أن تقول الكثير من الأشياء ولكنك تعجز عن التعبير لتكتشف بأنك غريب يتجول في تلك المدينة وحيدا يدرك كل ما حوله ولكنه يعجز عن التواصل مع البشر فلك لمنهم لغة خاصة ومفردات مختلفة ووحدك أنت من يفهم ما يدور ويعجز عن قوله
ليتنا نستطيع أن نستمتع بالحياة ليتنا نستطيع أن نفهم تلك الوجوه ونجوب بين تلك الملامح ,كثيرة هي الوجوه التي تحاوطنا قليله هي من نجد أنفسنا فيها
فبعض الوجوه تتكون ملامحها ببطء على أوراقنا ترسمها أطياف حضور مشتت بين ذكريات يحملها قلب وملامح يرسمها عقل
لا تفتش في تلك الأوراق المطوية بين أيام الزمن ولا تحاول أن تبحث عن ماض بعيد وتتجول بين سطوره فقد رحلت
هي لا تترك من أثرها غير بقايا تنطبع على جلدك عندما تلمس تلك الأوراق وربما لا تنتبه لها ولا تستطيع إزالتها لاحقا
تتأمل تلك الملامح لتكتشف كم هي غريبة هي تلك الملامح التي تأتى مجهولة من ماضي سحيق تتعرف عليها بتؤدة وبمهل تنظر لها تتلمسها بأناملك فتشعر بارتجافه
بذاك التيار الكهربي الاتى من ماضي سحيق يسرى في عروقك فيختطفك بعيدا لسنوات رحلت وكنت اعتقدت بأنك قد نسيتها
فمازالت الملامح تمارس على سطورك ذاك السباق المحموم الذي يشبه كثيرا سباق التتابع فهي متى بدأت لا تستطيع إيقافها وتتوالى بسرعة كبيرة
كثير من الوجوه والابتسامات والدموع والمقاهي والقطارات والمطارات تتابع في فوضويه حتى انك تحاول أن تنفضها بعيدا لتعيد من جديد ترتيبها بهدوء ولكنك تتركها فمازال سرها في فوضويتها دون ترتيبها,حتى انك تشعر أحيانا ببرودة بعض المقاعد الفارغة تتسلل إلى جسدك من بين السطور ,وبعض الدفء يأتيك من سلام جاء بعد طول اشتياق
وحدها ألكتابه هي التي تمنحنا السلام الداخلي ,تمنحنا تصالح مع أنفسنا والآخرين فهي منفذنا على الروح الساكنة بين ضلوعنا
فبعض الفراغات لا نستطيع أن نملئها إلا بكلمات تخرج من أرواحنا لتعانق الحروف على سطور القدر
وتعبر بذكرياتنا أطياف المدن البعيدة التي كانت يوما مدن نسكنها
فالكلمات ما هى إلا ذاك الضوء الذي يتسلل من بين شقوق العمر لينير المكان

26‏/02‏/2012

11-ماضى بلا ذكريات


ارتبك كثيرا أمام تلك الاسئله التي تقتحمني وتحاول تعريتي من كل ما أتوارى خلفه فالزمن استباح أيامى, سلبها  ونثرها بين الشوارع والبلدان وبعثرها على جدران البيوت فكلما أخذنى الحنين لذاك الماضي البعيد,رحلت بين الشوارع أتلمس الجدران واستنشق عبير الأشجار
استرق النظر خلف تلك الشبابيك, ربما أجد ذكرى شاردة تتسلل إلي ايامى وأعاود البحث بين اوراقى
ربما لانى لم أكن يوما من ذاك النوع من البشر الذي يحب أن يبعثر كلماته على سطور الآخرين ولكن دائما ماكنت أواريها عن كل العيون وأحفظها في مكان بعيد

تراني كنت أخبئها لك آنت لتشاركني وحدك ما أخفيته لسنوات عنهم.
ابحث عن تلك الصورة في أوراقى القديمة وعليها بقلمك إهداء, أتلمس يديك ابحث عن دفء أناملك ,عن ملمسها على كفى الصغير ولكنها  مجرد صورة
كثيرا ماكنت أمارس الرحيل بحقائبي التي تمتلئ بذكريات احملها معى رغبه  في إفراغها على قارعه طريق النسيان والعودة من جديد بلا تلك الأحمال, حاولت كثيرا ممارسه النسيان والهرب إليه من ذاكرتي ومن تلك المهملات التي تتجمع في ركن بعيد من عالمي تاركه ظلالها تنعكس على جدراني,
 إنها كانت تلك الرغبة الملحة التي تراودني لنفض ذاكرتي من مهملاتها والعودة للحياة من جديد خاوية الوفاض بعد أن تركتها في دروب النسيان, ولكنك أتيت ذات مساء..... تعلم جيدا ما أحب.... فتعزفه لي واغني معك...فتبتسم, 
اشتاق لك....
فأناديك....
أتذوق حروف اسمك.....
أتلمس الجدران
أتلمس الأشياء
ابحث عن شئ منى ومنك مبعثر بين طرقات طفولتي ,هاهنا أو هناك ,
أين أنا بين الأماكن ؟؟؟
أين دفئ الذكريات؟؟؟
 فمازلت اشعر بالبرودة بدونك, افرك يدي لعلني اشعر بدفء الأيام, تتساقط قطرات العرق على جبيني, مازلت اشعر بالبرد وأفتش عن الدفء.
من تلك الأرض البعيدة أتيت ,تحمل معك حقائبك مثقله هي مثلى بالأحزان ,ولكنك كنت تجيد فن الرحيل, تاركا سنواتك مابين ضفتي كتاب في محاولات لنسيانها, والبحث عن بداية جديدة  ,تتبعثر كل تلك اللحظات من حولي انظر لها في محاولات لان أجد مابين سطورها شئ مختلف فتشعرني بان القادم اضعف من أن يصنع المعجزات ,
تتقاذفني أمواج الاسئله واحتار ما بينها باحثه عن إجابات  ,ولكن تتأرجح الإجابات من حولي في مزيد من الحيرة ,إنها تلك الأيام التي تصارع الموت وتحاول أن تنتزع أنفاسها من براثنه إلا إنها تستسلم للاحتضار, فقد ملت منى ومن نزواتي ورغباتي المستميتة في البقاء بلا قيود لا اشعر باتجاه تلك الأيام بشئ ......لا حب....لا كره ,فما عادت تسكن أحلامى ,ما عاد طيفها يراودني إنها مجرد مشاعر ثلجية .....بقايا من دفئ قد رحل.
أحاديث خاوية تحاوطنى, كلمات تتردد من حولي ,اسمعها ولا أعيها مجرد حروف تسقط أمام باب قلبي ولكنها لا تستطيع المرور ,ربما اضحك.... ربما ابكي ولكنى احتفظ بالكثير منها لا أبوح بحروفه فهي لي وحدي ,وكأنى انفصل عنى فأتسلل من جسدي واتأملنى من بعيد,أفتش عن شئ ما ....ابحث عن هذا الصوت الغامض الأتي من بعيد , اسمعه يناديني فأتجاهله وأحاول ألا اذهب إليه أو التفت له ولكنه يزداد اقترابا ,مازلت اشعر باني غريبة  لا انتمى له ,فاتا مل كل الوجوه من حولي أحاول أن اعرف ملامحها واحفرها في ذاكرتي ,إنها تلك الذاكرة التي أصبحت لا املكها ولكنها هي من تملكني,وكلما هربت منها هربت هي لي,فأفتش عن شئ منى ضائع بين طيات النسيان شئ افتقده فافتقدني.أحاول أن أحرك لساني لينطق وتتحرر الكلمات المسجونة ولكنى افشل
 اشعر بالخرس و اشتاق كثيرا للكلام, اشتاق لصوتي أنا, الذي لا يستطيع سماعه سواك, فمازلت غريبة..... تلك ألغربه التي تتسلل لعروقي وتشعرني بالبرد
 تلك الوحدة التي تحاوطنى وأنا اسمع من حولي الضجيج ,ضجيج الصمت وصراخ السكون,
 انظر لهم في حيرة ....
لماذا لم اعد اعرف نفسي؟؟؟؟
 لماذا أصبحت أتجاهل صمتي؟؟؟؟
 اشتقت لنفسي,اشتقت لشئ منى افتقده معك


25‏/02‏/2012

10-فنجان من البوح



عندما يطلب منى البعض البوح انظر له في اندهاش ليس لسؤاله أو لرغبته في التخفيف عنى ولكن كيف لي أن احكي أعوام متراكمة في ساعات كيف اختصر حكايات في بعض كلمات القيها في لقاء عابر, ثم نبتسم وننهى الحوار مستمتعين بالطقس وننهض لننصرف ربما وحدك من انتظره ليسألني هذا السؤال لأبوح له بكل ما أريد مع فنجان القهوة ربما لأنك وحدك من اشعر بأنه قد شاركني بطريقه ما تلك الأحداث
كيف لي أن اختصر سنوات من المشاعر المتناقضة مشاعر من الألم والأمنيات, من الفرح المشوب بالحزن, من تلك النظرات الحائرة التي لم استطع يوما الهروب منها
انه ذاك الصندوق الصغير الذي اترك نفسي بداخله مسترخية ربما أو منعزلة عن الآخرين ,لم أكن ارغب يوما في ألعزله وحدي كم كرهتها تلك الوحدة التي تفرضها علينا الأيام ولا نملك إلا أن نستسلم لها طائعين فنحن نعلم جيدا باننا حتى لو اعترضنا أو تمردنا فلن نستطيع الخروج من دائرة ضيقه تركتنا فيها الأيام ورحلت
متى وجدتني بداخل هذا الصندوق ولماذا أنا بداخله وحدي, اهو اختيار أم قدر أم انه رغبه في الانعزال قليلا
إنها محاولات للجلوس في غرفه زجاجيه تاركه مسافة ما بينى وبين العالم الخارجي ربما للنظر له من بعيد لمحاولات فهم أعمق له أم مجرد عدم اهتمام بكل شئ وعدم انتظار اى شئ
انه ليس هروب انكسار فما حدث لم يكن أبدا مجرد انكسار ,لم يكن مجرد قلب تمزق على قارعه الطريق وحده ,لم تكن مجرد ذاكرة تؤلمنا متى أرادت وتتركنا نصارعها في صمت فهي تتجسد أمامنا في العديد من الأماكن في الكثير من الكلمات في كل شئ نجدها تولد من جديد أمانا وتتركنا نصارعها حتى تنهكنا وتتركنا نجوب الحياة هاربين منها لنكتشف باننا نجدها تتجسد أمامنا كلما هربنا انه شعور بالهذيان تلك ألحاله من الضحك المختلط بالدموع تلك الضحكات العالية التي نحاول أن ننخرط فيها متجاهلين كل الألم الذي ينتابنا من حين لأخر قليلون هم من يدركون بان الكثير من الضحك ما هو إلا كثير من الحزن ,إنها تلك الجدران الزجاجية تقترب منا في محاولات مستميتة للسيطرة على أرواحنا رغبه في إبعادنا عن كل محاولات الخروج منها والتحرر من يديها التي تقترب منا في محاولات مستمرة لخنقنا
نتجاوز اللحظات فلا نحمل إلا أنفسنا ولا نتوقف ولكننا وحدنا نسير بين دروبها نحمل معنا مزيد من التفاصيل تتبدل الأماكن ترحل الوجوه نظل نحن وتفاصيل صغيرة حملناها معنا
تمر الساعات تعيرنا وتعبر بنا ولكننا لا نتوقف أمامها طويلا فهي تمر ونحن نسير
كثيرا ما تزدحم من حولنا الأيام وتتناثر اللحظات والساعات من بين أيدينا ونكتشف باننا تناسينا أنفسنا مابين ذاك الازدحام ولربما فقدنا أشيائنا الحميمة وماعدنا نستطيع استعادتها
نختذل الحياة في بعض عبارات نلقيها سريعا على مسامع من يهتم ونمضى
أو في بعض حروف نلقيها على سطور أوراقنا تاركين أثار تدل على أننا عبرنا الأوراق بأرواحنا ذات مساء
شاقه هي تلك الرحلة التي نمضى فيها وتمضى بخطاوينا محاولين الهروب من أنفسنا ومن البحث عنا ننتظر تلك الشمس التي تشرق على سماء أيامنا محاولي إلا نضيع في دروب الوجع التي تغتال ابتسامتنا
إنها تلك الأيام المتتالية والسنوات الماضية بأعمارنا المتسللة من بين تواريخنا تختطفنا منا وتلهو بأعمارنا ولا تتركنا إلا بين طرقات زمن أخر ومدن ليست مدننا نلملم ما تبقى من أوراقنا وذكرياتنا وأجزاء متناثرة من صور أحببناها ووجوه تمنينا أن نرتوي من ملامحها ولكن تاهت في دروب الحياة المتسعة ربما نكون أضعنا العمر في البحث عن دروب لن نسير فيها يوما فهي ليست لنا ولا ننتمي لها
إنها الحياة بكل تمردها وعصيانها لنا
بكل ابتسامتها الزائفة وضحكاتها الخادعه
إننا ذاك السراب الذي نركض خلفه في صحراء العمر
كالتائهين في صحارى لا حدود لها
غريبة هي تلك الاسئله التي لا نستطيع الإجابة عليها رغم بساطتها فهي تحمل الكثير من الاسئله المزعجة في ذات السؤال الواحد فمن الصعب تحديد بدايات المواقف التي نتبعها فدائما ما تكون هي سلسله من الحلقات المتتالية التي تحتم علينا أن نصل لذات ألنقطه كلما عبرناها ربما لو أنها لم تكن بذات الترتيب أو لو أن بعض الحلقات لم تتواجد لاختلفت النهايات التي نصل لها عاده ولكنها لن تختلف ولم تختلف فتكون النهاية حتمية تمضى الحياة ونمضى معها نسير خطاها كما تريد حتى وان اعتقدنا باننا نسير كما نريد فدائما ما يكون دربنا محاط بالكثير من العوامل التي تجعلنا نسير في اتجاهات معينه فبعض الأشخاص ونفسيتهم وطرقهم المختلفة في التفكير هي ما تدفعنا لدرب معين حتى وان كنا لا نريد المضي قدما في هذا الدرب
ليتنا نستطيع التحرر من كل تلك الأثقال التي نحملها معنا أينما ذهبنا فنحن لسنا مقيدين بأفكارنا فقط أو قراراتنا بل نحن نتاج العديد من القرارات الأخرى والوجهات المختلفة للحياة من الآخرين فدائما ما تصنع تلك التداخلات نماذج مختلفة نمضى فيها وتمضى فينا نجتهد لننتمي لها أو حتى لبعض منها ولكن نكتشف باننا لا نستطيع إلا التواجد بين اختياراتنا وحدنا فتلك هي التي تعتمد على ماذا نريد متى نريد