25‏/12‏/2011

عندما يأتى الغد


تواجدنا ذات يوم فى زمان موازي لزمان عشناه ,هو شيء من المستحيل ولكنه قد حدث فشيء ما كان يمتد ما بيننا ليصلنا معا دون ان ندرى حتى عندما نلتقى نكتشف بان لنا ذات الذكريات نرويها معا كل منا كان يراها من مكان موازي للأخر ولكنها هي ذاتها
نجمع معا كل الجنون ونضعه على سطور فى كلمات وحروف ونلقيها بين امواج بحر الحياه لربما تعود لنا بعد رحله طويله حامله اجابه على كل تلك الاسئلة التي فتشنا لها عن اجابه ولم نجد ,كثيرة هي المستحيلات التي تعبرنا ولا نستطيع ان نتجاوزها فنحاول ان نتقاسمها معا لعلنا نستطيع احتمالها فبعض الاوراق تكون ملاذ لنا عندما نتلمس بأطراف اناملنا الحياه باحثين عن ما نتمسك به لننهض من جديد ونعاود السير فى مدينتنا التي اعتقدنا خطأ باننا نجهل دروبها ولا تعرفنا جدران منازلها
ولكننا نكتشف بعد طول عناء باننا ما غادرنا الدروب ابدا وبان خطانا مازالت تتراقص على طرقات المدينة وتشتاق الجدران لاحتضان اصواتنا تتراقص فيما بينها فقد كانت على يقين باننا حتما سنعود اليها ونلتقى ها هنا ذات يوم قريب
وبذات القلم البنفسجي الذى اهديته لك يوما ستكتب الكثير من الكلمات والحروف التي ستولد فى زمان جديد وستهديني اياها ,سنعبر دروب الالم وستمتد الجسور بيننا وبين ارواحنا من جديد
سنحكى ما كان ومضى كذكريات نرويها فى امسيات دافئه نقضيها فى حديقتنا فهي تنتظر انفاسنا تمتزج بروائح الياسمين فيها
سنستل الذكريات ونطلقها فى وجه تلك الايام ونخبرها باننا تجاوزناها ولم تسحقنا
ترانا سنتساءل من نكون بعد تلك الرحلة الطويلة ام اننا سنزداد يقينا بأنفسنا التي ولدت من الرماد والنار وانطلقت
 فانت كالعنقاء تولد من بين احزانك اكثر صلابة وقوة....كالقهوة المُرة كلما ازدادت مرارتها ازداد مذاقها حلاوة وقوة
سننسى كل شيء.... سننسلخ من ذاك الحزن القابع فى اعماقنا لسنوات سنخرج من عباءته لنرتدى ثوب اخر نسجناه احتفالا بتجاوزنا تلك المحن التي عبرناها لنكتشف بانها لم تكن الا بعض لحظات عبرت سريعا تاركه من خلفها نحن من جديد
سنقرر ان ننزع كل الاثواب السوداء عن اجساد ايامنا ونلقيها بعيدا....سنتحرر من ذاك الصمت الذى احترفناه ...سندير له ظهورنا لننطلق متحدثين فى صخب ناثرين حروفنا فى الهواء
ليس جنونا ان نقسم بان ما حدث لم يحدث...ليس جنونا ان نكتشف بانه ما كان الا مخاض اخر لنا لنولد منه من جديد
ليس جنونا لنرى وجوهنا بملامح مختلف فى مرايانا بعد ان كدنا نسيان ملامحنا
ستقف ذات فجر قريب بين سكون المكان فاتحا ذراعيك لتعانق الكون وستملئ صدرك بتلك النسمات التي اشتاقت لك
ستترك على حافة الليل كل احمالك وستستقبل النهار بابتسامه تولد من جديد على شفتيك
ستنطلق بعيدا لتستقبل الشروق الاتي ستحضره معك....سيأتي لك
ستشعر بدفيء تلك اليد التي وضعت فى كفك ذات يوم ورقه مكتوب عليها "سيأتي يوما ما الغد الذى ننتظره"وتبتسم للكلمات عندما يأتي الغد
يقيني بانه سيأتي سيجعله حتما يأتي

24‏/12‏/2011

العوده من الصفر


هل كان يلزمنا مزيدا من الصمت لمعاودة اكتشافنا من جديد, اكان يلزمنا جرح اخر يترك اثر عبر سنوات أتيه لنكتشف باننا مازلنا كما نحن لم تغيرنا الايام ولم تترك بصمتها على جلدنا
نحاول ان نلملم الكثير من الجمل الهاربه من مضمارها ,تاركه من خلفها ذاك السباق المحموم مع السطور لتصل لأخر سطر فى اخر صفحه من صفحات العمر
نرتمى على ارائك كثيرة متناثرة على طريقنا نرتمى عليها فى كسل فى عدم رغبه فى مزيد من الأسي ناظرين لبعيد لنكتشف باننا فى منتصف الطريق ومعنا القرار الصعب العودة من حيث جئنا وكأن ما حدث لم يحدث او الاستمرار فى السير الى حيث لا نعلم الا انها محاوله مساويه لما مضى من الطريق
تتحرك شفانا فى بطئ فى محاولات لنطق القرار الصحيح تشتهى ان تتلامس والكلمات الصحيحه التى تهدينا للدرب الذى سنسلكه بلا عودة
يجتمع القدر كحروف بين شفتى مذمومه تكاد تنفرج عن كلمات ما لا يعلمها سواها
فى تلك الساعات المتأخرة من العمر نقف فى نافذتنا نطل على ما تبقى من ايام تاركين من خلفنا ما رحل منها باحثين عن ما سياتى وتراه سيأتى ام اننا سنظل نطل من تلك النافذه للبعيد
نسيان اخر ورحيل اخير وبقايا منا تنتظر ان تكتمل نمتطى للغد جنوننا باحثين بين حناياه عن ارواح تشبهنا تضرم فى ارواحنا تلك الرغبه فى البقاء من جديد
فالجنون لا يؤمن بمنطق ولا يستطيع ان يعترف بغير منطقه الخاص فهو كخيل جامح ينطلق بلا لجام
فكل منا هو ذالك المجنون حتى من يحاول ان يواري جنونه بداخله ولا يتركه ينطلق يشتاق لتلك اللحظه التى يتمرد فيها الجنون وينطلق بعيدا عن مضماره
فى بعض الاحيان نشتاق لان نجلس والغياب على طاوله واحده لعلنا نستطيع ان نفهمه ونعى جيدا ما يدور بداخله ترانا حقا نريد ان نفهم ذاك الاحساس الذى يستتر خلف مسمى الغياب ,ان ندرك اسرار تلك الصباحات التى تأتى وحيده بلا شخص ما, فتأتى يتيمه عاجزة عن النهوض من فراشها راغبه فى الغوص بين الاغطيه الكثيرة التى تتدثر بها هروبا من ذاك البرد الذى يحتل كل خلاياها
مغمضه عينيها راحله فى انتظار لحظه الدهشه عند اللقاء تلك اللحظه التى تترقبها ولا تعلم ان كانت ستأتى ولكنها تستيقظ كل صباح فى انتظار تلك الطرقات الحميمه على بابها لتتبعها اندهاشتها الاولى
فقد اعتادت على ترك ابواب العمر نصف مغلقه
فلعله يطرق الباب بعد طول غياب
ان يأتي او لا يأتي
بين رحيل واغتراب نسير نمضى معا فى محاولات لنسيان ما قد مضى لعلنا نتجاوز ذاك الحزن العابر لليالينا تاركنا بمفردنا نعانى من بقاياه نتساءل فى امسياتنا الطويله الى متى
هاربين لتلك الكلمات التى نتوارى خلفها مبتسمين احيانا او ناسبين الحزن لسوانا صارخين على لسان ابطال من ورق نصنعهم وماهم الا نحن او جزء منا نحتمى بين حروفه من مواجهه ألمنا فى مرايانا ربما استتر بكلماتى عن كل من حولى الا ان صمتى يكشفنى امامك ويتركنى بين عينيك عاريه من كل مفردات اللغه المنمقه التى اتزين بحروفها حين اتحدث معهم فوحدك من استتر بروحه واترك المى على ابواب قلبه ليهبنى الفرح والطمأنينه
فالحزن لا يحتاج لكثير من الكلمات لينطلق فتكفى تلك النظرة التى تسكن العيون لتصرخ بلا صوت انه عالم سرى لا يستطيع ان يتسلل اليه الا من يمتلك مقومات الولوج الى كيانك الداخلى بهدوء
فهو لغتك الخاصه التى تتواصل بها معهم فقط هم الذين يسكنون الروح دون استئذان
انه الصمت الذى يسكن بين سؤالين ينتظر الاجابه التى تأتى  او لا تأتى

14‏/11‏/2011

ليتها تأتى من جديد


يغمرنى المطر بإحساس مفعم بالأمان ,ينهمر بهدوء ,يمنحنى تلك الفرصه لأتلوا صلواتي فى صمت لكأن المطر هو ذاك المحراب الذى يمنحنا صفاء الدعاء والخشوع
انها تلك القطرات التى تمد يديها للغريب الاتي من بعيد ,اتقدم فى صمت فى اتجاه خيال ما ينعكس بين قطرات المطر يختبئ بينها وكأنه يعاود التشكل من جديد بين حبات المطر

دائما ما كان ينتظر المطر ليغتسل من متاعبه ,كان يقف طويلا بلا حراك ويمنح المطر كل الحريه فى الانسياب على جسده ويتركه يتخلل روحه نعم فقد كان يشعر بقطرات المطر تسرى تحت جلده وليس مجرد انسيابها عليه,يشعر بنبضات قلبه تتسارع ,يخفق بشده فيتدفق الدم فى عروقه سريعا يشعر بدفئه يسرى ببطيء فى اطرافه انه يولد من جديد من رحم المطر يولد بلا ألم المخاض وبلا فرح الميلاد

انه يعاود التجسد مرة اخرى فى عالم اخر لكأن المطر يأخذه فى ما بين الاماكن والعوالم المختلفه,يشعر وكانه يتوحد مع المطر ويصبح جسده مجرد قطرات تندمج مع قطرات المطر وتنساب فى رذاذ يستقر على اوراق الشجر او بين رمال شاطئ ,يكاد يشعر بانسيابه من بين انامله وتسلله الى اعماقه ,يرتجف خوف وبردا من الولوج اليه والخروج منه من جديد
انه موسم المطر الاول والميلاد المتجدد له فكل موسم مطر يغتسل بين قطراته ساكنا,وحده من يستطيع ان يتخلله وينتزعه من كل تلك الاماكن المختلفه ليدخله عالم خاص
يعشق ذاك النسيم الذى يأتي مع المطر يحمل شذاه فللمطر رائحه محببه تختلط برائحه الياسمين فما بينهما تناغم خاص يمضى تحت المطر يتنفس بهدوء وينظر لأنفاسه تتكثف امامه يحاول ان يقطع الصمت الذى يحاوطه يبحث عن صخب فى دروب المدينه فعجبا للبشر تمنحهم السماء فرصه ذهبيه للاغتسال واعاده الميلاد فيهربون من الطرقات ومن المطر ينظرون له كمجنون يغادر مسكنه ليسير فى المطر يشعر بنظراتهم تخترقه من خلف زجاج منازلهم او تلك المحلات التى يختبئون بداخلها لاحتساء مشروب الشوكولا الساخن ذاك المشروب الشتوى الذى يتلازم مع المطر
يحاول ان ان يتبادل التحيه مع تلك الطرقات التى تركها ورحل عنها ليهرب منه وهاهو يعود لها من جديد فى يوم ممطر ربما هى مصادفه ان يكون اليوم الاول له بين دروب مدينته هو يوم ممطر وهو الذى يعشق المطر
توقف المطر عن الهطول وعادت الطرقات تعج بتلك الوجوه التى تتجول هائمه من جديد لتعاود المدينه ممارسه عادتها الممله فى تجميع وجوة البشر المختلفه
نفضت الطرقات عنها صمت المطر وتسللت الاصوات لتشق الصمت ,قرر ان يمضي ليلته منطلق فى دروب المدينه تارك المساء يقوده بين الدروب ويعبر الجسور لمكان ما بعيد هو يجهله ولكنه يريد الذهاب له معادله غريبه ولكنه ابتسم وقرر ان يستسلم لها,كانت الكثير من الصور تتشكل امامه فى تتابع غريب وتداخل مخيف حول ان يفصلها ليراها اوضح ولكنه فشل فمازالت تتابع بسرعه امام عينيه رغم كل محاولاته ابعادها عن نظرة واستعاده هدوئه من جديد لم يعلم ايحاول ابعادها ام انه يحاول انتشال صورة محدده من بينها وتركها تصاحبه فى تلك الأمسية العجيبه كانت صورتها تتراقص امام عينيه وتتجسد وتزداد وضوح ,تنعكس على زجاج الاماكن المحيطه له وهى تقف ضاحكه تصفف خصلات شعرها بأناملها وتلك القطرات تنساب على وجهها فتزداد فرحا وتترك خصلات شعرها لتلك النسمات تحركها فى فوضويه محببه له كانت تقف امامه الان يشعر بأنفاسها وبدفيء اناملها بين يديه
وبانعكاس ظلها على بحار صغيرة تكونت من قطرات المطر التى نامت فى امان على الطرقات كانت تسير الى جواره لكأنها تخطو بخطوات راقصه على انغام تساقط المطر كان يبتسم لها فقد كان عطرها يختلط برائحه المطر والياسمين وزهر البرتقال الشتوى الذى ينبعث من كل مكان مضى المطر ومضى الشتاء وبالرغم من انها اصبحت مجرد صور تمر بخياله كل شتاء الا انه مازال يتنفس عطرها ويراها تمضى امامه
كان المطر ينتظرها معه وكان هو يتجاهل ذالك فلم يعد يريد ان يتذكر انها كانت ذات يوم معه حاول ان يطوى كل الصور المتتابعه حاول ان ينحيها عن عينيه فهى مجرد صور جميله تستعيدها الذاكرة عندما يهطل المطر وكلما اشتاق لها كان يقترب من تلك الصخور التى تغفوا فى هدوء على الشاطئ توقف امام الصخور ينصت لصوت تكسر الموج على الصخور الذى يشق سكون الليل وكان الزمن قرر ان يختزل تلك الليله فى لحظات تستعيد الماضى وترسمه من جديد على صفحه البحر كانت ليله مختلفه فى صمتها وصخبها تحاوطه بسكون لكأنها اسطورة اخرى تنسج خيوطها فى امسيه ما بلا ترتيب مجرد مصادفه جديده لأعاده ميلاد ماضى ليتشكل من خلاله حاضر مختلف لم يشعر بتلك الساعات التى مرت كان راحل فى ملكوته الخاص تاركا للساعات ان تأخذه الى ما تشاء وكيف تشاء راوده شعور بان يلقى بجسده بين الامواج ويتركها تحركه كيف تشاء الا انها كانت اكثر افكار الليله جنونا فابتسم من جديد وابتعد خطوات عن البحر حتى لا يندفع ليصبح بين الامواج كانت الشمس قد قررت ان تصل اخيرا لتنهى تلك الليله ولكنها مازالت تحاول فى استحياء الظهور ربما كان يريد ان يستمر الليل وسكونه ساعات اخرى ليسترسل فى ذكرياته ومازال بحاجه لمزيد من البوح وترك كل تلك المشاعر المتناقضه بداخله على اعتاب النهار الاتى بعد تلك الليله الممطرة ولكن من الواضح انها قد قررت الانتهاء عند هذا القدر من البوح ولمضى قدما ليوم اخر جديد يأتي لم يعرف كم مضى من الوقت وهو يقف هنا ينظر للأمواج وهى تختلط بأشعة شمس لا يعلم اتنعكس عليها ام تخرج منها لتعانقها كان كل شيء من حوله يمر ايام وشهور وسنوات تمضى معه او بدونه وتظل الاماكن تحمل ذات التفاصيل دون ان تتغير كما كانت فى تلك اللحظات البعيده ليتها تعود من جديد ليتها تعود لم تلبث ان ترددت تلك التساؤلات فى ذهنه مرة اخرى فقد داعبت الامسيه اوتار قلبه واعادت له الكثير من الذكريات المتواريه خلف ابواب الغرف المغلقه بقلبه وكان الزمن قد عاد بمجرد ملامسه المطر لوجهه حاملا معه احلى ما فى الكريات فقد بدت حاضرة وبقوة فى تلك الامسيه التى امتلأت بالمطر والشجن وتناغم الامواج على صخور الشاطئ انها مزيج من كل شيء شوقه وخوفه وانتظاره ورفضه للانتظار وترقبه للاتى من بعيد ورحيله عن ما ينتظر انه المزيج السحرى الذى يصاحب الليالى الممطرة على موانئ العمر فهو يعلم بانه على الجانب الاخر من المدينه هناك من تقف فى نافذتها تداعب المطر بأناملها وتستدعى معه ذكريات المطر الراحل وابتسم عندما اكتمل اشراق الشمس معلنا وبقوة انتهاء امسيته الخاصه فالتفت الى البحر مودعا فى انتظار مطر اخر وعودة اخرى فى امسيه ما ربما تأتى او لا تأتى فلا حدود للحلم ابدا

13‏/11‏/2011

فى نهاية عام*1*


الكثير من الامور التى تتمتع بقدر غريب من الغموض نراها اوضح كلما بعدت المسافه بيننا وبينها ,فكلما اقتربنا منه لا نراها بذاك الوضوح الذى تصبح محاطه به عندما نرحل عنها بعيدا ونحاول رؤيتها مرة اخرى ربما هى كانت مشوشه بالنسبه لنا يحاوطها ضباب كثيف وتلك اللذه الوهميه التى نتمتع بها عند اللقاء ولكن حينما نرحل بعيدا عنها ينجلى ذاك الضباب فنستطيع ان نتمعن جيدا فى الصور فتزداد وضوحا فنزداد ارتباكا من تلك الحقائق والتفاصيل التى تظهر لنا فنقف احيانا عاجزين عن استيعاب تلك التفاصيل التى ربما كنا نراها فيما مضى
ولكننا لم نكن نهتم جيدا بها ولكن عندما تجتمع كل التفاصيل امامك تجد انك اصبحت تراها اوضح,ربما تجد الامور اكثر غرابه مما كنت تتخيل,فلا تعلم تندهش ام تصرخ حتى ينتبه لك الجميع ام تصمت فليس للكلام معنى فقد اصبح لأشباه الاشياء معنى اشباه الاشخاص واشباه الاصدقاء واشباه القلوب التى كنت تعتقد يوما بانها تستحق ان تحتفظ بها
لحظه واحده تجعلك تعيد ترتيب كل اوراقك من جديد لتستطيع ان تفهمها فكل ما يحدث لا يمنحك الفرصه الكافيه لاستيعابه فانت ما زلت تجهل ان العالم الذى اعتقدت بانه يختلف يزداد سوء يزداد غرابه يتحول ببطيء لعالم من الاشباح التى بلا ملامح او ممسوخة الملامح ,لن نتعلم من دروس الحياه مازلنا نترك العنان لأحلامنا لتقودنا لقلوب ماهى الا جدران اخرى تحاوط ايامنا لنجر الكثير من الخيبات معنا حين نعود ربما هى ليست بخسارة ولكنها مكسب فيكفى انك شاهدت كل تلك الوجوه المشوه تنجلى بوضوح امامك حتى لا تزداد اندفاع خلف خيالات ,انها دائرة من الاشباه متناثرة تقترب ببطيء لتندمج فى دائرة متكامله مزيج من الاجساد والافواه التى ترسل رذاذها فى كل مكان يحاوطها وتقف بعيدا تنظر فى صمت فلست معتاد على كثرة الحديث ,لا تميل لتلك التفاهات فتعتقد بان صمتك ترفع عن كل تلك الصغائر ولكنك تكتشف بانك وحدك الصامت او وحدك من يجيد الصمت وتدور الدائرة لتصبح فى مواجهتهم مرة اخرى ليصيبك رذاذهم وتلك الاسهم لتخترقك ربما هى لا تقتلك ولا تجعلك تنزف ولكنها تصيبك بعدم التوازن فلم تكن تنتظر يوما ان تكتشف ان خلف الوجوه التى ألفتها ذات يوم وجوة مشوهه بملامح شرسه ,مخالب ,وانياب تنتظر الفرصه المناسبه لتنهشك وتمزقك وتتركك بقايا فى مكان ما لا تستطيع ان ترى الانياب امامك او تلك المخالب تحتاج لبعض الوقت لتقتنع ان تلك الوجوه هى ذاتها الوجوه التى اطمأنيت لها ذات يوم تكتشف بانك كنت غريب عنهم وانك لم تعرفهم يوما وبان من كان فى حياتك اقنعه حاولت ان تتسلل الى حياتك وعندما انتهى تواجدها القى كل منهم قناعه واظهر وجه حقيقى اخر ربما تعلم جيدا بانه مازال هناك وجوة تحمل ملامحها الصدق وتمتلك انعكاسات لما بداخلها بصدق وجوة واشخاص رغم كل ما يحدث وكل تلك الوجوه المشوهه تمنحك الثقه بانه مازال هناك خير فى الحياه
نعم انها حقيقه نزداد اقتناعا بها ونزداد يقينا بان الابيض يحتاج الى اسود لنراه اوضح
وما بين الابيض والاسود مازال هناك الرمادى الذى نقف امامه حائرين لا نستطيع ان نكرههم فنحن نحمل لهم الكثير من الحب ولكن نعجز عن نسيان الإساءة التى وجهوها لنا ربما نترك الوقت كفيل ان يداوى ما حدث ستتجاهل ما حدث نعم ستتجاهل ما حدث لان رصيدهم كفيل ان يساعدك على محاولات التجاهل
الحياه مجرد عابرون طريق انت تعلم جيدا بانك تستحق الافضل وتثق جيدا بان الله ترك لك الافضل وسيمنحك الافضل
لعلهم يتذكرون بان الايام مجرد زائر يمر ويعبر ولا يعود
رغم سقوطهم من نظرى ورغم ان كل الاقنعه قد تمزقت فشكرا لهم لمنحى الفرصه لاكتشافهم من جديد ,نعم ممتنه لهم فرغم كل شيء مازال لكل منهم جزء من ايامى كان يشاركنى تفاصيله
ممتنه لتلك الايام
وممتنه للأيام التى ازالت الاقنعه والقتها بعيدا عن وجوههم وكشفت مخالبهم التى يستمتعون بتمزيق كل ما تبقى من ذكريات بها
اشباه مجرد اشباه لا استطيع ان اتذكرهم الان الا بظلال مشوشه تتراقص على جثة ذكريات ما تلك هى حقيقتهم وصورتهم التى سأحتفظ بها للنهايه فشكرا لهم

11‏/11‏/2011

وينسدل الستار


لحظات تتسلل فيها اطراف النهار من النافذه تاركه خلفها ذاك المساء البعيد يرحل وحيدا,انها نهايات المساء تولد منها بدايات النهار الذى يأتى تاركا وشاحه الاسود على
ارض الشرفه ليتسلل تاركا خصلات ذهبيه تتطاير من حول وجهه ليقبل جبينها لتستيقظ من جديد وتنهض من فراشها ,مازالت تشعر بداخلها بتمازج غريب ما بين لفرح والحزن والخوف والأمان والحيرة انها كل تلك المشاعر المتناقضه تعصف بكيانها كل صباح تاركه اياها مرهقه حتى وان كانت نامت نوما عميقا ربما هى اللحظات الاولى لها فى النهار هى ما تدفعها لعدم
الرغبه فى النعاس لتجنب تلك المشاعر المتناقضه التى تأخذها لهاويه عميقه تنتشل ذاتها منها بصعوبه ,دائما تجد انها بعد كل صراع مع من حولها تهرب الى عالمها الخاص لتغلق عليها كل الابواب وتجلس صامته على كرسيها المفضل فى ركن بعيد دائما ما تلجأ له عندما تشعر بالحنين لها اتعبها اختلافها وارهقتها افكارها واصبحت تشعر بالوحده فى اغلب الاوقات ,تنحصر دنياها فى قهوتها واوراقها التى تعبث بين سطورها بأقلام ملونه فهى لا تحب الكتابه الا بتلك الاقلام الملونه تشعر بانها ترسل لها طاقه اثيريه تحاوطها وتنتشلها من الارض لترحل بها الى سماء بعيده كتلك التى فى افلام الاطفال فهى مازالت طفله لم تتخلص من طفولتها لم تستطع ان تترك تلك الطفله بداخلها وترحل لمدينه اخرى تمتلئ بالكبار فهى لا تحبهم هى تحب الطفله الصغيرة التى تسكنها ,رغم انها اتعبتها كثيرا الا انها مازالت تنظر لعينيها وتبتسم
نعم انا مرهقه من ذاتى ربما يجب ان اتجاوزنى لأرحل تاركه اياى هنا واحاول اختصار السنوات بكل ما فيها من حزن وألم ووجع فى بعض الدموع التى اذرفها فى لحظه صمت اقضيها وحدى وانهض بلا احزان بلا تلك الاوجاع التى اعلم جيدا بان قليلون هم من يستطيعون ان يفهموها ويشعرون بذاك الحزن الرابض على صدرى كم اردت ان اتحرر منه ولكنه لا يرحل عنى مازال يسكن هاهنا ويزداد قسوة فتزداد نبضات قلبى تصارعا لكأنها تستنجد بمن ينتشلها من تلك المخالب التى تعتصرها ولكن تمضى اللحظات ثقيله لتنهض وحدها محاوله تجفيف قطرات العرق التى تفصدت عن جبينها
تركض الى تلك النافذه الكبيرة التى تحتل نصف مساحه الجدار الامامى لكرسيها فهى تكره النوافذ الصغيرة تشعر بانها تحتجز روحها خلف جدران عاليه هى تريد النوافذ التى تتسع لها لتحلق منها بعيدا متى ارادت فكل النوافذ لا تسمح الا لقدر ضئيل من الضوء ان يتسلل منها ولكنها تنتظر تلك الاشعه التى تتسلل دون استئذان لتملئ من حولها المكان بأضواء متلألأه تتراقص فى رقصات متناسقه على الجدران من حولها لتمنحها ابتسامه صغيرة تتسع بتسارع رقصات الضوء من حولها فهى تحمل على اطرافها ذكريات قد كانت هنا ومضت وتأتى فى مواسم الحنين كعابر سبيل يستريح قليلا ويحتسى قهوته ويرحل على وعد بالعوده مرة اخرى ولكن دون موعد ربما بعد يوم او بعد ايام او سنوات او ربما بلا عودة هو راحل فهو عابر سبيل يترك ابتسامه على شفتيك ويرحل فهو يمضى من حيث جاء حاملا معه حقائبه ربما لهذا فى بعض الاحيان نشعر بالحاجه الى الحديث مع بعض الغرباء الذين لن يسألون من نكون ولن يطالبونا بالبوح بما لا نريد فهم لن يسألونا عن اشياء او اشخاص لا نريد الحديث عنهم لن يحاولوا فتح ابواب اغلقناها خلفنا بعد الخروج من داخلها محاولين الا نعود لها مرة اخرى انهم الغرباء الذين يأتون ليرحلون بلا محاولات للنظر جيدا لاعينا لعلهم يستنتجون مالا نريد البوح به ليتنا نستطيع التخلص من تلك الوجوه التى لا تفهمنا او التى تحاول ان تجعلنا مشوهين فكثيرا ما نحاول ان نترك عالما بكل مايحتويه لإنشاء عالم اخر لنا ننتمى له ويرضينا فيطل علينا من خلف غمام الماضى من يحاول ان يأخذنا عنوة الى ماضى سحيق تركناه بعيدا ورحلنا
كثيرا ما نهرب الى تلك المدن البعيده التى لا تزدحم بالبشر لأننا اصبحنا نفقد ذاتنا فى صخب المدن وضوضائها نحاول ان نستعيد جزء من صفائنا الذى انتشله منا زحام الذكريات والاحداث وصخب المشاعر التى تحاول ان تتزاحم على ابواب ايامنا غير عابئه بما نحتاج او نشعر لا تدرك الا رغبتها الملحه فى اقتحامنا نهرب لمدن وحيده مثلنا نستكين على ارصفتها تاركين كل ما يثقلنا بعيد عنا
نجلس على ارائكها ونستلقى على رملها محاولين ان نختزل اوجاعنا فى قطرات عرق تخرج من اجسادنا تختلط برمال شاطئ بعيد عنا تاركين اياها لنرحل لمكان اخر انها الرغبه فى اكتشاف وجوة اخرى لنا لم نكن نعرفها لنعود بها الى المدن المزدحمه من جديد
محاولات متتاليه للهروب من القدر رغم يقينا بان من الممكن ان نفر من القدر ولكننا حتما لا نستطيع الفرار من المصير الذى يجب ان ننتهى عنده فتلك هى الحياه
كثيرا ما نحاول ان نملئ الفجوات التى اصبحت تمتلئ بها ارواحنا فقد ارهقها الرحيل والبكائيات التى تختطفها بلا رحمه فكل ما يجتازانا يترك فى الروح فجوة وفى العمر حزن وفى القلب نبض مؤلم وكلما حاولنا ان نملئ تلك الفجوات نكتشف بانها لن تمتلئ فهى باقيه بقائنا على قيد الحياه ربما نتجاهلها او نتجاوزها ولكننا ابدا لا نستطيع ترميم ارواحنا التى اهلكها الزمن
كم من الدمع سنزرف فى محاولاتنا لمحو تلك الاثار التى تركتها الايام على قلوبنا
وكم من الوقت نحتاج للتخلص من تلك الوجوه المعلقه على جدراننا
رفضت ان تترك العنان للمزيد من الاسئله يتسلل اليها رفضت ان تسترسل فى الكلمات التى تعلم جيدا انها ستنتهى بالكثير من الدموع تختم بها ذاك النهار الذى قررت ان تجلس معها وحدها فكل الوجوه مسافرة او هى على وشك الرحيل حتى لو لم تكن كذلك فهى تمتلك ذاك اليقين بانها يوما ستكون وحدها بلا تلك الوجوه المحببه اليها ربما هو عهدها بالحياه بانها لن تتركها يوما بلا الم
دائما ما تنظر كثيرا لكل الوجوه التى تحبها فى محاولها للاحتفاظ بملامحها فى ذاكرتها دائما ما تحاول ان تحتفظ بأصواتهم ببعض التفاصيل التى تخصها وحدها معها بالكثير من الاشياء الصغيرة التى تجعلهم دائمى الحضور امامها
تخشى كثيرا تلك اللحظه التى تودع فيها وجه احبته رغم انها ما كانت الا وحدها الا انها ترفض لحظات الفقد تشعر بسكينها يقسمها الى نصفين متباعدين يفصل بينهم الرحيل
لا شيء
لم يعد هناك شيء
بعد كل المحاولات المضنيه لبقاء تلك الوجوه ......رحلت تاركه كل شيء ولم تترك شيء
المزيد من الالوان المتداخله فى جنون تتناثر على بعض الصور لتكوين ملامح وجوة
كانت هنا ذات يوم اجساد تنتقل بين الاماكن ولكنها رحلت
تاركه خلفها فراغ اخر
فكل الاماكن اصبحت بلا مكان وكل الجدران لا تستر شيء
كثيرا ما تراودنا رغبه ملحه فى مكان بلا ابواب وبلا نوافذ مكان يمتد بامتداد المدى
يتسع لسنوات مضت وسنوات ستاتى
ربما هو رغبه فى التخلص من فراغ تملئه الوجوه الخاويه التى لا نشعرها ولا تشعر بوجودنا مجرد وجوة تملئ فراغ ايامنا فقط
اهو اشتياق لنا بلا وجوههم المشوهه
ام رغبه فى الاغتسال من بصماتهم التى لوثت ارواحنا
انها الرغبه فى البقاء بلا اى شيء سوى تفاصيلنا نحن ومشاعرنا نحن ونبضات قلوبنا التى تتنفس لنا
ارهقنا الرحيل
ارهقنا البقاء مكبلين بماضيهم الذى اصبح سلاسل تحاوط ايامنا
فاصبحنا لا نعرفنا .....نجهل ملامحنا فى المرايا فنسدل الكثير من الستائر على النوافذ حتى لا يتسلل ضوء اخر
فقد خذلنا الضوء
خذلتنا الايام فلم نستطع الا ان نسدل الستائر على ايامنا ونمضى